اختتم أمس الأربعاء المهرجان الثقافي الثالث لذوي الإعاقة “حركات ثقافية 3” فعالياته التي أقيمت في جامعة الملك سعود واستمرت على مدى يومين، برعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض.
وتضمنت الفعاليات الختامية إقامة ندوة متخصصة والتي تتحدث عن تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، وشارك فيها كل من الدكتور بدر السحيمي المستشار التربوي والمشرف العام على برنامج التعليم العالي للطلاب الصم وضعاف السمع بجامعة الملك سعود، والدكتور خالد العاصم من جامعة الأمير سطام، والأستاذة نوال بنت عبدالله بن سعيدان استشارية صحية في مجال التخاطب والسمع، والدكتور طلال الحزيمي من جامعة الملك سعود، وأدارها محمد الفوزان.
وأكدت الندوة على أن ذوي الإعاقة في المملكة يرفضون المسميات العاطفية، مطالبين بتسميتهم بالاسم العالمي المعروفين به وهو ذوو الإعاقة، وشددت على أهمية تمكينهم ودمجهم في المجتمع وإتاحة الفرصة لهم للانخراط في البرامج التي تسهم في تقديمهم الخدمة للمجتمع إضافة للدعم الأسري، ولم تغفل الندوة دور الإعلام تجاه هذه الفئة وأنه دور مهم جدا ولتكتمل رسالته فإنه من الأفضل الاستعانة بالمختصين في الحصول على المعلومة حتى تكون الرسالة دقيقة وسليمة.
واستعرضت الندوة نماذج حقيقية لشباب وفتيات من ذوي الإعاقة بكافة أنواعها لديهم جهود وإسهامات كبيرة في المجتمع ومهارات وإبداعات على المستوى الشخصي.
وشاهد زوار المهرجان فيلما قصيرا بعنوان “حياتين” بطوة خالد الداحم، فكرة وسيناريو حمود الباشان، وإخراج طارق ملفي، ونقش الفيلم قضايا متعلقة بذوي الإعاقة، وذلك ضمن عروض حركات المرئية.
كما استمرت الجهات المشاركة في المعرض الذي أقيم بهذه المناسبة وضم 31 جهة معنية بذوي الإعاقة، بتقديم خدماتها والتعريف بجهودها لهذه الفئة، إضافة لاستعراض الفنانين من ذوي الإعاقة لمواهبهم وأعمالهم الفنية من خلال المعرض الفني المخصص لهم.
واستمتع الحضور بالعروض الشعبية التي قدمتها فرقة البيرق الأخضر للفنون الشعبية، وكذلك العروض الرياضية التي شارك فيها ذوو الإعاقة.
وقدم عدد من الشباب من هذه الفئة فقرات إنشادية تفاعل معها الحضور كثيرا، وغيرها الكثير من الفعاليات.
ويعد “حركات” مهرجانا ثقافيا يهتم بالمواهب المسرحية والفنية المتعددة للمعاقين بمختلف فئاتهم في المملكة العربية السعودية ويعمل على دمجهم في أنشطة وفعاليات المجتمع الثقافية والفنية.
ويهدف إلى غرس الثقة وتنميتها لدى المعاقين لإظهار قدراتهم ومواهبهم، والعمل على صقل مواهبهم من خلال التدريب وتراكم الخبرات، وتنشيط وتنمية الحراك الثقافي والمسرحي لهم، وإتاحة الفرصة للمعاقين للتعبير عن قضاياهم ومشاعرهم ومواقفهم في جميع الأمور التي تدور في مجتمعاتهم مسرحياً، إضافة إلى تنمية الذوق الفني المسرحي وفق مبدأ الأهلية المتساوية بين كافة أفراد المجتمع وإن اختلفوا في قدراتهم واحتياجاتهم، والمساهمة في تعزيز التمكين الذاتي وتحقيق فكرة الدمج الاجتماعي لهم من خلال الأنشطة الثقافية والفنون، وأخيرا تعزيز الاتجاهات والمواقف الإيجابية لدى المجتمع من المعاقين وتغيير الصور السلبية السائدة تجاههم.