وقع طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، ويورجوس لاكوتريبس وزير الطاقة والصناعة والسياحة والتجارة القبرصى، الاتفاق الحكومى المشترك بين البلدين لإقامة خط أنابيب بحرى مباشر ينقل الغاز الطبيعى من حقل أفروديت القبرصى، إلى تسهيلات الإسالة في إدكو بمصر وإعادة تصديره إلى الأسواق المختلفة.
وبحسب الملا، فإن الاتفاق أحد المحاور الأساسية لتعظيم الاستفادة من اكتشافات حقول الغاز القبرصية، بالإضافة إلى تشجيع المزيد من أنشطة البحث والاستكشاف بالمنطقة، مشيرا إلى أن مصر قامت بالفعل باتخاذ عدد من الإجراءات وتعمل على عدة محاور فى إطار مشروعها القومى لتحويلها لمركز إقليمى لتجارة وتداول الغاز والبترول فى ضوء كافة المقومات التى تمتلكها.
وأضاف الملا، أن الاتفاق المصرى القبرصى لا يشمل تنفيذ خط أنابيب بحرى فقط، بل سيسهم فى تأمين إمدادات الغاز للاتحاد الأوروبى.
وبحسب مصدر، فمن بين النقاط التي تم الاتفاق عليها بين الجانبين، حق الجانب القبرصي في التعاقد مع مجمعات الإسالة المصرية، حتى تتمكن من إسالة الغاز وإعادة تصديره، بالإضافة إلى نقاط وصول الغاز.
وستصل الطاقة الاستيعابية لتلك الخطوط إلى 700 مليون قدم مكعب سنويا، حيث من المنتظر أن يبدأ ضخ الغاز القبرصي إلى مصر بحلول 2022، وفقا للمصدر، الذي لفت إلي أنه سيتم توجيه جزء من الغاز القبرصي المستورد للاستهلاك في السوق المحلية، والجزء الآخر للتصدير من خلال محطات الإسالة ضمن خطة مصر للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة.
يُشار إلى أن طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية وقع خلال العام الماضي، اتفاقية مبادئ مع لاكوتريبيس لنقل الغاز من قبرص إلى مصر عبر خط أنابيب بحري، وقال الوزير إن مصر ستوقع مذكرة تفاهم مع الاتحاد الأوروبي قبل منتصف 2018، بهدف تصدير الغاز الطبيعي إلى دول الاتحاد.
وبحسب المصدر، فإن الجانبين اتفقا على أن تكون نقطة التسليم في مصنع الإسالة بإدكو التابع لشركة شل، حيث ستتولى الشركة الهولندية عمليات استيراد الغاز من قبرص، بالإضافة إلي تحمل تكاليف إنشاء الخط، قائلا «من المتوقع أن تتراوح تكلفة إنشاء الخط بين قبرص ومصر بين ٨٠٠ مليون دولار ومليار دولار».
ويوجد بمصر مصنعين لإسالة الغاز الطبيعي، الأول مصنع إدكو، المملوك للشركة المصرية للغاز الطبيعي المسال، ويضم وحدتين للإسالة، والآخر في دمياط ويتبع شركة يونيون فينوسا الإسبانية الإيطالية ويضم وحدة واحدة فقط.
وتساهم وزارة البترول والثروة المعدنية في محطة إدكو، من خلال الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية «إيجاس» بنسبة 12%، والهيئة المصرية العامة للبترول بنحو 12%، وشركة شل بـ35.5%، وبتروناس الماليزية بـ35.5%، كما تساهم جاز دى فرانس الفرنسية «إنجي حاليا» بنحو 5% في المصنع.
وتدير شركة يونيون فنوسا الإسبانية، مصنع دمياط لإسالة الغاز الطبيعي، حيث يخضع لملكية مشتركة بين يونيون فنوسا وإيني تمتلك يونيون فنوسا 80% من المشروع، وباقي الأسهم تملكها الشركة المصرية القابضة للغاز الطبيعي «إيجاس- 10%»، والهيئة المصرية العامة للبترول 10%.
ويشير المصدر إلى أن الغاز الطبيعي المستخرج من دول حوض البحر المتوسط، سيتم إرساله إلى مصر لمعالجته وإسالته من خلال محطات الإسالة، ومن ثم تصديره إلى أوروبا وهو ما يحقق الحلم المصري بأن تكون مركزا إقليميا للطاقة.
ومن جهة أخري، استقبل الرئيس القبرصى نيكوس أناستاسيادس، المهندس طارق الملا، بحضور سفيرة مصر بقبرص ووزير الطاقة والصناعة والسياحة والتجارة القبرصى ووزير الخارجية القبرصى، حيث استمع الرئيس لشرح حول الاتفاق الحكومى المشترك.
وخلال اللقاء نقل الملا، تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسى ودعمه الكامل لتوطيد ودعم العلاقات المشتركة لتحقيق مصالح البلدين.
من جانبه أكد الرئيس القبرصى متانة العلاقات والجهود المبذولة لدفع مسيرة التعاون وإنجاز هذا المشروع المهم للبلدين.