قال مستشار وصهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جاريد كوشنر، إن تحقيق السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل “سيكون مكسبا للطرفين”، معلنا أن الانتهاء من “صفقة القرن” لتحقيق ذلك سيتم “قريبا”.
وقال “كوشنر”، لصحيفة “القدس” الفلسطينية: “نحن على وشك الانتهاء من إعداد صفقة القرن التي وعد بها ترامب لمحاولة حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي”.
وفيما رفض “كوشنر”، الخوض في تفاصيل الصفقة، فإنه قال إن نقاط الصفقة “ستكون متروكة للقيادة والشعب من كلا الطرفين لتحديد ما هو مقبول كحل وسط مقابل مكاسب كبيرة”.
وأعلن أنه مستعد للعمل مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس “إذا كان راغبا في ذلك، ومستعدًا للعودة إلى الطاولة”، متابعا: “إذا لم يكن كذلك الأمر، فإننا سنقوم بنشر الخطة علانية”.
وشكك مستشار “ترامب”، في قدرة “عباس” في إنهاء صفقة القرن، قائلا: “إن المجتمع العالمي يشعر بالإحباط من القيادة الفلسطينية ولا يرى الكثير من الأعمال البناءة لتحقيق السلام، هناك الكثير من البيانات والإدانات الحادة، ولكن لا توجد أفكار أو جهود مع احتمالات للنجاح”.
وأضاف: “من يشككون أكثر يقولون إن الرئيس عباس يركز فقط على بقائه السياسي، ويعزز إرثا من عدم التسوية بدل تحسين حياة الشعب الفلسطيني”.
وحول جولته في عدة دول عربية، قال “كوشنر”: “فهمت أن احتمالات السلام ممكنة للغاية، فإن القادة الذين التقينا بهم جميعا يهمهم كثيرا أمر الشعب الفلسطيني، ويدركون أن حياة الشعب الفلسطيني لا يمكن أن تتحسن، إلا عندما يكون هناك اتفاق سلام يوافق عليه الطرفان”.
وأضاف: “إن القادة العرب يعلمون أن الوصول إلى اتفاقية هو أمر صعب، وهذا هو السبب بأنها استعصت على الجانبين منذ عقود، ولكنهم جميعا يدركون بالفائدة التي ستعود على المنطقة إذا تم تحقيق السلام”.
وذكر أن القادة العرب يريدون رؤية دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية واتفاقا يمكن الشعب الفلسطيني أن يعيش بسلامن وأن تتاح له نفس الفرص الاقتصادية التي يتمتع بها مواطنو بلدانهم.
وشدد على أن الوصول إلى السلام “يتطلب الشجاعة والحاجة إلى اتخاذ المخاطر المحسوبة الصحيحة، وبدون أن يدفع الشعب السياسيين إلى التركيز على احتياجاته ومنحهم الشجاعة لأخذ الفرصة، لن يتم حل هذا الأمر أبدا”.
وتعهد “كوشنر”، بخطة اقتصادية تتضمن استثمارات ضخمة للفلسطينيين وإسرائيل وتمتد إلى الشعبين الأردني والمصري أيضا، مستطردا: “لقد أدى هذا الصراع إلى إرجاع المنطقة بأكملها إلى الوراء، وهناك الكثير من الإمكانات غير المستغلة التي يمكن المبادرة بها إذا تحقق السلام”.
وحول قطاع غزة، قال “كوشنر” إن: “ما يحدث في غزة محزن جدًا، بدأت الحالة الإنسانية قبل وقت طويل من وصول الرئيس ترامب إلى السلطة، ولكن يجب علينا أن نحاول إجراء التحسينات”.
وأضاف: “يظهر مستوى اليأس أسوأ سيناريو لما يحدث عندما تُترك هذه المشاكل دون حل ويُسمح لها بالاستمرار، إن أهل غزة رهائن لقيادة سيئة، فلقد انحدر اقتصادهم إلى أسفل بسبب عدم القدرة على التواصل مع العالم”.
وتابع: “طالما أن هناك صواريخ يتم إطلاقها وأنفاق تُحفر، سيكون هناك خنق على الموارد المسموح بدخولها، إنها حلقة مفرغة، وأعتقد أن الطريق الوحيد لشعب غزة هو تشجيع القيادة على السعي إلى وقف إطلاق نار حقيقي، يمنح إسرائيل ومصر الثقة لبدء السماح لمزيد من التجارة والسلع بالتدفق إلى غزة، هذه هي الطريقة الوحيدة لحل المشكلة من خلال ما رأيته”.
وأكد “كوشنر”، أن العديد من الدول ستكون مستعدة للاستثمار في غزة إذا كان هناك احتمال حقيقي لطريق آخر، وسوف يتطلب الأمر بعض القيادة في غزة من أجل الوصول إلى هذا الطريق، مشددا على أنه “لا يوجد طريق للسلام دون إيجاد حل لغزة”.
وختم كوشنر مقابلته، بأن حلمه “أن يكون كلا الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني أقرب الحلفاء في مكافحة الإرهاب، والإنجاز الاقتصادي والتقدم في العلوم والتكنولوجيا، وفي مشاركة حياة أخوية، بالسلام والازدهار”.
وكانت السلطة الفلسطينية، انتقدت بشدة جولة الوفد الأمريكي برئاسة “كوشنر”، في المنطقة، ذاكرة أن صفقة القرن لن تؤدي سوى إلى طريق محدود في ظل تجاوزها الحقوق الفلسطينية وتجاهلها الجانب الفلسطيني.
وأوقفت السلطة الاتصالات مع الإدارة الأمريكية منذ إعلانها في ديسمبر الماضي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.