قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إنه على مدار السنوات الأربع الماضية، كانت مهمتي الأساسية هي تثبيت أركان الدولة، وتعزيز تماسك مؤسساتها، واستعادة الاستقرار الضروري لمواصلة التقدم، بجانب مهمة تثبيت أركان الدولة، في أوقات مضطربة تمر بها منطقتنا، حيث أننا لم نتأخر عن البناء للمستقبل ووضع أسس الانطلاق.
فلا حل لمشكلاتنا إلا من خلال المواجهة الواقعية لها. وأضاف السيسي، خلال كلمته في احتفالية عيد العمال، أنه مع كل ما سبق من مشروعات وإنجازات، إلا أن سعادتي كبيرة للغاية، بتطبيق منظومة حماية اجتماعية متكاملة، ونعمل باستمرار على تحديثها وتطويرها، لتشمل كل المستحقين، حتى لا يشعر أحدُ بالظلم في وطنه، ويشعر الجميع أن مصر، بينما تمضي نحو المستقبل، لا تنسى أحداً من أبنائها.
وإلى نص كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في احتفالية عيد العمال “في البداية أود أن أقول لكم أنني تشرفت بوجودي معكم اليوم، وأتوجه بالتحية والتقدير لكل مواطن مصري شريف يبني ويساعد في تقدم هذا البلد. وأقول لكم أن مَن حَفَظَ مصر خلال السنوات الأخيرة هو شعب مصر بفضل الله، وأتوجه بالتحية لكل أسرة مصرية قدمت أحد أبنائها من القوات المسلحة والشرطة فداءً للوطن. كما أؤكد أن مساهمة عمال مصر لم تكن خلال السنوات الأخيرة فقط بل كانت على مدار تاريخ مصر كله، وتضاعفت مساهمتهم في السنوات الأربع الأخيرة التي أنجزوا فيها عدداً كبيراً من المشروعات القومية في وقت قياسي، ومازال أمامنا العمل الكثير خلال الفترة المقبلة.
كما أدعو عمال مصر للمشاركة الإيجابية الفاعلة في الانتخابات العمالية وانتخابات المحليات، وإيلاء أقصى درجات الاهتمام لاختيار أفضل العناصر التي تتسم بالموضوعية والإنصاف والأمانة. إنني أتوجه بالتحية اليوم، لكل عاملٍ على أرض مصر. لكل مواطنٍ شريفٍ مكافح، يدرك قيمة العمل ويقدرها.
يبذل الجهد الصادق الدؤوب، من أجل أسرته ووطنه. يبني مستقبلاً أفضل، وينشر الخير والنماء. أقول لعمال وعاملات مصر: إن كفاحكم النبيل محل تقدير كبير. وإنكم سوف تجدونني دائماً، حافظاً لعهدي معكم. باذلاً أقصى ما في وسعي، لكي تثمر جهودكم البناءة، ما تتمنونه لأنفسكم، ولوطننا العزيز مصر. السيدات والسادة، إن مصر تمضي على مسارات متوازية في نفس الوقت، لتعويض ما فاتها، واللحاق بركب التقدم.
إن التحديات التي واجهتنا خلال السنوات الماضية، تنوء بحملها الجبال.
وما كان لنا الصمود أمامها، إلا بفضل الله وصلابة معدن شعبنا، وتكاتفه في الشدائد.. لقد قمنا بإجراءات اقتصادية صعبة، لم يكن ممكناً تجنبها وإلا كانت التداعيات كبيرة، وأسجل لكم جميعاً أن معظم من تحملوا عبء الإصلاح كان العمال والبسطاء، وكانت ثمرة هذا التحمل نجاح برنامج الإصلاح الاقتصادي وأيضاً توضيح صورة مصر الحقيقية أمام العالم بأننا شعب يتسم بالوعي والفهم العميق ومستعد للتحمل من أجل وطنه. لقد بذل المصريون خلال السنوات الماضية جهوداً استثنائية، للعبور ببلدهم إلى بر الأمان والاستقرار، وأظهر عمال مصر، على وجه الخصوص، حجم ما يتمتعون به من تفان وإخلاص، ومَقْدرةٍ على العمل، ومهاراتٍ لا تقل عن المستوى العالمي، بل تزيد، عندما تُتاح لهم الظروف الملائمة للعمل والإنجاز.
وأقول لكم بكل الصدق ودون مجاملة: إن تفاؤلي لا حدود له بكفاءة الإنسان المصري، وقدرته على ملاحقة أرقى مستويات العمل والإنتاج. وإن ما شاهدته خلال السنوات الأربع الماضية، من قصص نجاحٍ كان يظنها البعضُ مستحيلة، تثبت أننا شعبٌ يستطيع إذا أراد، وأنه لا سقف لطموحه وقدرته على الإنجاز الكفء السريع. السيدات والسادة، على مدار السنوات الأربع الماضية، كانت مهمتي الأساسية هي تثبيت أركان الدولة.. تعزيز تماسك مؤسساتها، واستعادة الاستقرار الضروري لمواصلة التقدم.. وبجانب مهمة تثبيت أركان الدولة، في أوقات مضطربة تمر بها منطقتنا، لم نتأخر عن البناء للمستقبل ووضع أسس الانطلاق. فلا حل لمشكلاتنا إلا من خلال المواجهة الواقعية لها، ولم يكن ممكناً أن نستمر في الحلول الوقتية، والمسكنات العابرة، تاركين المشكلات تزيد وتتعقد. ولذلك، فلم أتردد لحظة، في اتخاذ القرارات اللازمة، لوضع قواعد متينة وحقيقية، تتيح لنا واقعاً مختلفاً، وتُحقّق آمالَنا في دولةٍ حديثةٍ متطورة.
وعلى مدار السنوات الأخيرة، كتب المصريون سطوراً مضيئة، بمشروعاتٍ كبيرة وإنجازات متلاحقة. سواء كان ذلك في المدن الجديدة. أو في مشروعات البنية الأساسية، التي نستمر في مواصلة العمل على تحسينها، ومعالجة ما بها من أوجه قصور، نتجت عن إهمال الصيانة ومرور الزمن.
أو مشروعات الإسكان الاجتماعي ومساكن الشباب، وتطوير المناطق غير الآمنة.. أو المصانع الجديدة والمناطق الصناعية والحرة. بالتزامن مع تطوير بنية الاستثمار وتحديثها.
وكذلك مشروعات الغاز الطبيعي والطاقة. وكل ذلك في إطار برنامج منضبط للإصلاح الاقتصادي، يعالج الأزمات المالية والنقدية، التي طالما كانت عائقاً أمام تقدم اقتصادنا، وتحسين ظروف معيشتنا. والحق أقول لكم: فإنه مع كل ما سبق من مشروعات وإنجازات، إلا أن سعادتي كبيرة للغاية، بتطبيق منظومة حماية اجتماعية متكاملة. نعمل باستمرار على تحديثها وتطويرها، لتشمل كل المستحقين، فلا يشعر أحدُ بالظلم في وطنه، ويشعر الجميع أن مصر، بينما تمضي نحو المستقبل، لا تنسى أحداً من أبنائها. فعلى مدي سنوات أربع، طبقت الدولة منظومة “تكافل وكرامة”، التي تستفيد منها ملايين الأسر، لتعيش حياة كريمة بعد طول معاناة. وكذلك شهادة “أمان”، التي بدأ إصدارها قبل أسابيع، لتضمن الأمن والحماية، للعمالة المؤقتة والموسمية والمرأة المعيلة.. إنني أتابع حجم التقدم في تنفيذ مشروع شهادة “أمان”، وأتطلع لأن تشهد معدلات إصدارها تقدماً أكبر سواء على مستوى القطاع الخاص أو العام، لتأمين الحماية الكاملة للعمالة الموسمية.
كما إنني أتطلع خلال الفترة المقبلة، لأن يقوم مجلس النواب، بسرعة الانتهاء من إصدار قانون العمل الجديد، الذي يهدف لتحقيق الأمان والاستقرار الوظيفي لعمال القطاع الخاص. وأتطلع كذلك إلى مواصلة أصحاب الأعمال الشرفاء، لتعزيز دورهم في حل مشكلات العمال، وصون حقوقهم، والاضطلاع بمسئولياتهم الاجتماعية تجاه العمال وتجاه الوطن.
السيدات والسادة، في ختام كلمتي. أؤكد أنني على يقين من قدرة عمال مصر، على استكمال مسيرة التنمية، التي لن تكتمل إلا بعزيمتهم ووطنيتهم الصادقة. وأنهم لن يسمحوا لأحدٍ أبداً أياً كان، بتهديد استقرار مصر، الوطن العريق.. الشامخِ بأبنائه الكرام الأقوياء.. والسائر في طريقه، بإذن الله، نحو التقدم والرخاء.. وأؤكد مجدداً أن من يحمي ويحافظ على هذا الوطن بجانب جيشها وشرطتها هو شعب مصر بوعي كل أفراده من كل الفئات، وأنهم قادرون على حماية مصر من أي تهديد او مخاطر او تآمر.
تحيةٌ من القلب لكل عمال مصر في عيدهم. كل عام وأنتم بخير. تحياً مصر، تحيا مصر، تحيا مصر. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته