أكد رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر المهندس جابر دسوقي أن مؤتمر المبادرة العالمية للكهرباء لعام 2018، والذي انطلق اليوم بالصين تحت عنوان (الربط العالمي للطاقة.. من مبادرة الصين إلى العمل العالمي) ويستمر حتي الغد، يعد فرصة سانحة لتبادل وجهات النظر والخبرات حول كيفية تنفيذ المبادرة العالمية للكهرباء وتعزيز أنظمة نقل الطاقة العالمية وكيفية الإسراع في ربط البنية التحتية العالمية.. منوها بعمق العلاقات بين قطاعي الطاقة في مصر والصين واستعداد مصر للمشاركة الفعالة في المبادرة.
وقال دسوقي – خلال مشاركته في المؤتمر والمهندس جمال عبد الرحيم رئيس الشركة المصرية لنقل الكهرباء بالنيابة عن الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة – “إن الربط الكهربائي العالمي يمثل أقصى أشكال التطور للتوجه نحو مزيد من الترابط بين أنظمة الطاقة.. مشيرا إلي أن المؤتمر يعكس أهمية مشروعات الربط الكهربائي التي تهدف إلى نقل توليد الكهرباء عبر الحدود لربط جميع المناطق للاستفادة من المزايا النسبية لكل منطقة”.
وأوضح أن مشروعات الربط الكهربائي تتكون من حدود عابرة فائقة الجهد، وشبكات عبر القارات تستخدم تكنولوجيا الشبكة الذكية لتوفير خدمات النقل والتوزيع على الجهود المختلفة، حيث يتم تغذية هذه الشبكة من محطات ضخمة للطاقة المتجددة في مختلف القارات والدول التي ستساعد في تلبية الطلب على الطاقة من خلال البدائل الخضراء النظيفة.
ولفت دسوقي إلي أن وزارة الكهرباء وقعت مذكرة تفاهم مع المنظمة العالمية للربط الكهربائي ####(GEIDCO)####، والتي تضمنت تطوير البحوث الخاصة باستراتيجية الطاقة في مصر ودعم وتعزيز استخدام الطاقة المتجددة وتحقيق التكامل مع الشبكة، وتطبيقات الشبكة الذكية، بالإضافة إلى تعزيز مفهوم الربط الكهربائي العالمي.
ونوه بالموقع الجغرافي الرائع لمصر عند ملتقى القارات الثلاث أفريقيا وآسيا وأوروبا، فضلا عن أن مصر دولة عابرة للقارات بسبب موقعها في شمال شرق أفريقيا، ولها أيضا امتداد آسيوي، مبينا أن الربط الكهربائي الإقليمي يمكنه أن يلعب دورا مهما في تعزيز أمن الطاقة على المدى المتوسط والطويل.
وشدد دسوقي علي أن مصر تشارك بفاعلية في جميع مشروعات الربط الكهربائي الإقليمية، حيث ترتبط كهربائيا مع دول الجوار شرقا وغربا مع كل من الأردن وليبيا، فيما يتم حاليا إعداد دراسة جدوى لزيادة سعة خط الربط الكهربائي مع الأردن لتصل إلى 2000 – 3000 ميجاوات بدلا من 450 ميجاوات حاليا، وذلك من خلال الربط على الجهد الفائق المستمر ####(HVDC)####.
وتابع “كما يتم حاليا المضي قدما في استكمال مشروع الربط الكهربائي المشترك بين مصر والسعودية من خلال خطوط للربط الكهربائي بنظام التيار المستمر قدرة 3000 ميجاوات على جهد (± 500 ك.ف)، والذي يعتبر نموذجا مثاليا لمشروعات الربط الكهربائي نظرا لاختلاف ساعات الذروة بين الصباح والمساء في البلدين.. فيما من المتوقع بدء تشغيل المرحلة الأولي من المشروع في عام 2021”.
وبين دسوقي أنه تم توقيع مذكرة تفاهم للربط الكهربائي شمالا مع قبرص واليونان في قارة أوروبا، وبذلك تكون مصر مركزا محوريا للربط الكهربائي بين ثلاث قارات، كما يتم دراسة الربط الكهربائي جنوبا في اتجاه القارة الأفريقية للاستفادة من الامكانيات الهائلة للطاقة المائية في أفريقيا، بالإضافة إلى دراسات الربط مع السودان وأثيوبيا وسد إنجا بالكونغو الجاري تحديثهم لمواكبة تطور الشبكات بتلك الدول.
وأكد أنه بعد الانتهاء من هذه المشاريع، ستكون مصر مركزا محوريا للربط الكهربائي بين أوروبا وآسيا والدول العربية والأفريقية، بما يتوافق مع الرؤية المصرية لجعل البلد مركزا إقليميا للطاقة.
وشدد علي أن التغيرات العالمية تؤكد أنه لا يمكن لأي بلد بمفرده أن يواجه التحديات، وكما لا يمكن تأمين مصادر الطاقة الخاصة به، لافتا إلي ضرورة زيادة التعاون بين جميع البلدان والمجموعات الإقليمية من خلال نقل التكنولوجيا وتبادل الخبرات وتعزيز الأسواق الإقليمية ومحاولة التوصل إلى تفاهم مشترك بشأن الكثير من القضايا التي يتم مناقشها حتى يتم التوصل إلى نتائج عملية واضحة لمعالجة تحديات مشتركة وايجاد الاستثمارات المطلوبة لتنفيذ مشروعات الربط الكهربائي الإقليمي وعبر القارات وزيادة استخدام الطاقة النظيفة.
ووجه رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر الدعوة لكل المستثمرين والعاملين في مجال الطاقات المتجددة لتنمية وتطوير تلك المشروعات في مصر، والعمل على بيع الطاقة المنتجة منها من خلال الربط الكهربائي الدولي إلى مستهلكي أوروبا وآسيا.
مشاركة مصرية في مؤتمر المبادرة العالمية للكهرباء 2018 بالصين
تعليقات فيسبوك