– كشف عن فك كرب 51 ألف غارم وغارمة ودعم 30 مستشفى حكوميًا
– نستهدف الانتقال بالفقراء من «الكفاية» إلى «الكفاءة» عبر مشروعات مُدرة للدخل.. وأقمنا مصانع لإنتاج المفروشات اليدوية بسجن المنيا
قال محمد عبدالرحمن، نائب العضو المنتدب لمؤسسة «مصر الخير»، إن المؤسسة قدمت أكثر من ٣٤ مليون «خدمة» للأسر الأكثر استحقاقًا بالمحافظات المختلفة، خلال فترة عملها الممتدة طوال ١١ عامًا، حتى اعتبرها كثيرون مثلًا أعلى لمؤسسات المجتمع المدنى، فى إطار الاهتمام بتنمية الإنسان. وأوضح، فى حواره ، أن «مصر الخير» تولى اهتمامًا كبيرًا لـ٦ مجالات حيوية، هى: التعليم، والصحة، والتكافل الاجتماعى، والبحث العلمى والابتكار، ومناحى الحياة، والتنمية المتكاملة، دون الرغبة فى تحقيق أى «أرباح». وتطرق إلى الدعم الحكومى الذى تتلقاه مؤسسات المجتمع المدنى عمومًا و«مصر الخير» خاصة، والذى لولاه ما كانت لتنجح هى أو غيرها فى النهوض بالمواطن وتحقيق الحد الأدنى له من الحياة الكريمة.
■ بداية.. ما أهم المجالات التنموية التى تهتم بها «مصر الخير»؟
– رؤيتنا منذ نشأة المؤسسة عام ٢٠٠٧ هى الاستمرار فى الخدمة المجتمعية لأكثر من ٥٠٠ عام، وذلك بالاستناد إلى هيكل مؤسسى يطبق المقاييس العالمية، لا يعتمد على أشخاص بقدر اعتماده على العمل المؤسسى، وتتبع «مصر الخير» أحدث منهجيات العمل التنموى والحرفية، لتحقيق ذلك فى ٦ مجالات أساسية، هى: التعليم، والصحة، والتكافل الاجتماعى، والبحث العلمى والابتكار، ومناحى الحياة، والتنمية المتكاملة.
ومؤسسة «مصر الخير» تعتبر تنموية غير هادفة للربح، تهدف إلى خدمة وتطوير وتمكين المجتمع المصرى، وتوفير الحياة الكريمة فى جميع ربوع مصر، والانتقال من حد الكفاف إلى الكفاية، ومن الكفاية إلى الكفاءة.
■ وكيف تحقق المؤسسة ذلك؟
– خلال ١١ عامًا.. قدمت «مصر الخير» أكثر من ٣٤ مليون خدمة للأسر الأكثر استحقاقا فى المحافظات المختلفة، واعتبرها كثيرون مثلًا أعلى لكل أطراف ومؤسسات المجتمع المدنى، من خلال اهتمامها بتنمية الإنسان، بداية من احتياجاته الأساسية مثل الملبس والمسكن والمشرب، مرورًا بتعليمه وصحته، وصولًا إلى الاهتمام بإعلاء القيم الإنسانية والأخلاقية للمجتمع المصرى، بما يضمن توفير حياة معيشية كريمة للجميع وخصوصًا الأسر الأكثر استحقاقًا، ليس ذلك فحسب، بل أولت «مصر الخير» البحث العلمى والابتكار اهتمامًا خاصًا، من أجل إيجاد حلول جذرية للتحديات التى تواجه بلادنا الحبيبة.
■ ماذا قدمتم فى ملف التعليم؟
– عملت مؤسسة «مصر الخير» على الاهتمام بتنمية الإنسان منذ البداية، وفى سبيل ذلك اهتمت بقطاع التعليم، وقدمت حلولًا مبتكرة للقضاء على ظاهرة التسرب منه، عن طريق مدارس التعليم المجتمعى «الفصل الواحد»، وهو يشبه التعليم النظامى ويعتمد على مشاركة المجتمع المدنى الفعالة (جمعيات – أفراد)، فى إتاحة الفرصة التعليمية لقاطنى النجوع والقرى البعيدة عن المدارس النظامية، ويتميز بأنه ذو جودة عالية فى مناطق محرومة من الخدمات التعليمية الأساسية.
وتم فى هذا الإطار إنشاء ١٠٠٠ مدرسة تعليم مجتمعى، قدمت خدماتها التعليمية لأكثر من ٣٠ ألف طالب وطالبة.
■ والتعليم الفنى؟
– أولت له مؤسسة «مصر الخير» دعمًا كبيرًا، لاستعادة مكانة مصر المتميزة فى تدريب وتوفير أمهر العمالة الفنية، ودربنا وأهلنا أكثر من ٩٤٠٠ فنى وفنية طوال ٥ سنوات، من خلال إدارة التعليم الفنى والتدريب المهنى.
ونحن على مقربة من إطلاق أول كلية تكنولوجية تطبيقية، من خلال الشراكة مع جامعة قناة السويس، وكلية بكين لتكنولوجيا المعلومات، بخبرات صينية، وتم الحصول على موافقة رئاسة مجلس الوزراء على افتتاح الكلية وفق استراتيجية الدولة خلال المرحلة المقبلة.
كما تم تنظيم بعثات للطلاب المتفوقين من تخصصات مختلفة للاستفادة بالخبرات الأجنبية فى دول مثل إيطاليا وفرنسا والصين وألمانيا، ونجحنا فى إيفاد ١٢٠٠ طالب فى بعثات تعليمية خلال السنوات السبع الماضية.
■ وماذا عن الصحة؟
– عملنا على تكامل الجهود مع كيانات الدولة للعمل وفق الخطط القومية، وانطلاقًا من رؤية الدولة ٢٠٣٠، والتى أشارت إلى تمديد سنوات الحياة الصحية، بحيث يمكن للجميع التمتع بحالة من الرفاهية البدنية والعقلية والاجتماعية.
ويتحقق ذلك من خلال برامج دعم المستشفيات، وبالفعل تم دعم ٣٠ مستشفى تابعًا لوزارة الصحة والسكان والجامعات ومراكز طبية تابعة لمؤسسات المجتمع المدنى، وأيضًا تقديم الرعاية الطبية المباشرة للمرضى غير القادرين والتى شملت الفحوصات والتحاليل الطبية وصرف العلاج الشهرى والعمليات الجراحية والأجهزة التعويضية.
أما فيما يخص الطب الوقائى، ومن خلال أهم مشروعاته «مصر خالية من فيروس سى»، فركزنا على تطوير منظومة بنوك الدم، عن طريق أول شبكة إلكترونية تضم ٢٠٢ بنك دم تابع لوزارة الصحة والسكان، تتيح قاعدة بيانات عن المتبرعين على مستوى الجمهورية بنتائج تحاليلهم، وتسهل التبادل اللحظى للبيانات والمعلومات، ما يقلل احتمالات وصول أكياس دم ملوثة للمرضى، واستكملنا تدخلات «فيروس سى» بقوافل المسح الطبى والعلاج وحملات التوعية بوسائل متنوعة.
وتماشيًا مع استراتيجية المؤسسة لتحقيق الانتشار الجغرافى، من أجل الوصول للمستحقين فى الأماكن البعيدة، أطلقنا ٢٨٢ قافلة طبية فى مختلف التخصصات، خدمت أكثر من ١٨٥ ألف مستحق، وحظيت منطقة الصعيد باهتمام خاص، لأنها تعانى من نقص حاد فى الخدمات الطبية، خاصة تلك المقدمة للأطفال.
■ وفى مجال الإسكان والبنية التحتية؟
– تعتبر «مصر الخير» مؤسسة رائدة أيضًا فى أعمال البنية التحتية للمياه والصرف الصحى للقرى الفقيرة، بالتنسيق مع جهود الحكومة، وبناءً على ذلك بدأنا فى توصيل المياه لقرى مصر عام ٢٠١٥، ويبلغ إجمالى عدد المستفيدين من خدمات توصيل المياه والصرف الصحى ٣٦١ ألف مستحق، وتستهدف المؤسسة توصيل ٧٠ ألف متر مواسير بنهاية الربع الأول من ٢٠١٨، كما مدت «مصر الخير» ما يقرب من ١٤ ألف وصلة مياه منزلية تخدم حوالى ٧٠ ألف مواطن.
ونعمل كذلك مع العديد من الشركاء فى دعم وترميم منازل الأسر المصرية الأكثر استحقاقًا بالقرى الفقيرة، بالإضافة إلى حملات الشتاء، التى تم فيها توصيل المنتجات إلى أكثر من مليون مستحق، وقطاع التكافل الاجتماعى يضع نصب عينيه خلال عام ٢٠١٨ أهمية توفير مشروعات مدرة للدخل للأسر الأكثر استحقاقًا، حتى نصل من حد «الكفاية» إلى «الكفاءة»، لذلك سيتم التركيز على مشروعات الصوب الزراعية والدواجن البياضة، علاوة على الاستمرار فى الحملات الموسمية خلال شهر رمضان المبارك والشتاء وصك الأضحية.
■ اهتمامكم بملف الغارمين واضح.. ما آخر إنجازاتكم فيه؟
– تعمل مؤسسة «مصر الخير» بقوة فى برنامج الغارمين بمصر، وتم فك كرب أكثر من ٥١ ألف غارم وغارمة منذ بدء المشروع فى فبراير ٢٠١٠ وحتى الآن، والحقيقة نحن نعمل وفقًا لمبدأ حل المشكلة من جذورها وتغيير ثقافة المجتمع نحو مفهوم الغارم، من خلال توفير حياة كريمة له بعد الخروج من السجن وإقامة مشروعات مناسبة لتوفير دخل شهرى لأسرته.
وخير مثال على ذلك قصة نجاح قرية «أبيس» بمحافظة الإسكندرية، وتحويلها إلى رمز إحياء الصناعات اليدوية فى مصر، إذ تم تحويل القرية إلى مركز تعليمى منتج، ومصنع ومصدر للسجاد اليدوى حول العالم من خلال مصانع لتصنيع وتعليم صناعة السجاد اليدوى وفقًا للمواصفات العالمية، وذلك بالإضافة إلى تأسيس مصانع لتعليم وإنتاج المفروشات اليدوية بسجن المنيا للنساء، حيث يتم تأهيل الغارمات من داخل السجون لتسهيل انخراطهن بالمجتمع بعد خروجهن من السجن.
■ اقترب شهر رمضان الكريم.. ما خطط عملكم خلاله؟
– هذا الشهر مهم للغاية، نظرًا لطبيعة عملنا، ونكثف فيه مجهوداتنا لمساعدة أكبر عدد من المستحقين، خصوصًا ونحن نمر الآن بظروف اقتصادية صعبة أثرت حتمًا فى جميع فئات المجتمع، وفى العام الماضى أطلقنا حملة «إفطار ٥ ملايين صائم»، وتخطينا المستهدف وتم توفير وجبات إفطار لـ٧ ملايين صائم على مدار الشهر الكريم.
وشملت الحملة عددًا من الأنشطة، منها تعبئة وتوزيع حوالى ٢٠٠ ألف كرتونة، وإقامة حوالى ٤٠ خيمة رمضانية، إضافة إلى إفطار المسافرين من خلال توزيع ١٥٠٠٠ وجبة جافة، ضمن مشروع إفطار مسافر يوميًا لتصل إلى ٤٥٠ ألف وجبة فى نهاية الشهر.
ونطمح دائمًا إلى أن نحسّن من أدائنا من عام لآخر، وأن نستهدف عددًا أكبر، ولذلك هذا العام نعمل على زيادة عدد الوجبات التى نوفرها وعدد الصائمين المستحقين حتى نستطيع أن نسهم فى إدخال الفرحة إلى قلوب المصريين الأكثر استحقاقًا فى شهر رمضان الكريم.
■ هل هناك تعاون بينكم وبين الوزارات المعنية؟
– الدكتور على جمعة، رئيس مجلس أمناء مؤسسة «مصر الخير» لديه مصطلح شهير، وهو «المربع المبارك»، الذى يتكون من أربعة أضلاع، هى مؤسسات المجتمع المدنى، قطاع الأعمال، الإعلام والحكومة، ونحن نعتبر الحكومة بكل وزاراتها جزءًا لا يتجزأ من رؤيتنا التنموية لمصر.
وهناك دائمًا تعاون مستمر مع وزارات وهيئات حكومية عديدة، وبصراحة يساعدوننا دون تردد، حتى تصل المساعدات بكل صورها لمستحقيها.
وكما تضع الدولة فى استراتيجيتها ٢٠٣٠ مؤسسات المجتمع المدنى كمساهمين وشركاء فى نجاح الرؤية، ترى مؤسسة «مصر الخير» أنه دون تعاون الحكومة معنا، لن نحقق أبدًا النتائج المرجوة، وأود أن أوجه كل الشكر للدكتورة غادة والى، وزير التضامن الاجتماعى، وجميع مسئولى الوزارة، على دعمهم الكامل لمؤسسة «مصر الخير»، منذ نشأتها لأن الوزارة هى المظلة الرئيسية التى نعمل فى إطارها.
■ تعانى سيناء من ظروف خاصة.. ماذا عن نشاط المؤسسة هناك؟
– تتعامل «مصر الخير» مع محافظتى شمال وجنوب سيناء كجميع المحافظات، من حيث تقديم الخدمات للمستحقين، وأقمنا مشروعات عديدة فى مجالات التكافل الاجتماعى والتعليم والصحة بقرية «الروضة» بشمال سيناء، كما وضعنا خططًا عاجلة لتحقيق التنمية المستدامة لأهالى تلك القرية ومنطقة بئر العبد.
وأقمنا مشروعات اقتصادية واجتماعية لمساعدة أسر ضحايا مسجد الروضة، وذلك من خلال عدة إجراءات من بينها تعليم سيدات القرية صناعة السجاد اليدوى، ضمن خطط تنمية القرية وتوفير فرص عمل لأهالى بئر العبد، وإنشاء مزارع للثروة الحيوانية، بالإضافة لإنشاء مصنع ملح لتوفير فرص عمل هناك.
■ تواجه «مصر الخير» نقدًا كبيرًا بسبب زيادة إعلاناتها.. ما تعليقك؟
– نحن لا ننفق كثيرًا على الدعاية والإعلانات كما يبدو، ولكننا نحسن الإنفاق على موادنا الدعائية، كما أن المؤسسة تحصل فى بعض الأحيان على دعم من الوكالات الإعلانية والمنتجين، ومن المتبرعين خصيصًا لهذا البند، بالإضافة إلى أن هذا مصروف أساسى للحصول على الإيراد، ويجوز استخدام أموال التبرعات، حيث إن الإنفاق على الدعاية هو الوسيلة الأساسية للحصول على التبرعات، فلا يمكن جمع تبرعات دون أن يعرفك الناس، أو أن يعلموا شيئًا عن الأنشطة، ولذلك النسبة التى نعمل بها هى أن الجنيه الذى ننفقه يكون مردوده من ٩ إلى ١٠ جنيهات.
■ وهل يتقاضى أعضاء مجلس الأمناء راتبًا؟
– طبقًا للقواعد والقانون لا يتقاضى مجلس الأمناء أجرًا، وعمله تطوعى، لكن القانون أجاز على الأقل بحد أقصى واحد من المجلس يتفرغ لمباشرة الأعمال نظير أجر، وهذا مثبت وتتم مراجعته بواسطة جميع الجهات الرقابية، وذلك لأننا مال عام ونخضع لرقابة وزارة التضامن الاجتماعى والجهاز المركزى للمحاسبات.
كيف يدعمكم صندوق تحيا مصر؟
– تعاونا من قبل فى حملة «بالهنا والشفا»، لتوزيع صناديق غذائية فى مختلف المحافظات، لمساندة الفئات الأكثر احتياجًا فى المجتمع، ووفرت مؤسسة «مصر الخير» المساعدة فى قاعدة البيانات، من حيث اختيار المحافظات والقرى، وتم توزيع مليون و٢٠٠ ألف عبوة غذائية تحتوى كل واحدة منها على فرختين وزجاجة زيت، ويتم التنسيق حاليًا لإطلاق قوافل طبية بالتعاون مع الصندوق، آملين أن تصل الخدمة الصحية المتميزة لكل أهالينا فى جميع ربوع مصر.