معاق برس حقوق لا عطايا
مقالات مشابهة
لم ييأس الشاب مصطفى مرسى 28 سنة من إعاقته التى لحقت به منذ سنوات، إثر حادث تعرض له، مما أسفر عن بتر قدمه اليمنى وتركيب طرف صناعى، بل زاده ذلك إصرارا وعزيمة على العمل فى مهنة شاقة وصعبة فى الورشة الخاصة بوالده المسن بمركز المنشأة بمحافظة سوهاج، فوالده هو أقدم صناع للسكاكين والسواطير ومع كبر سنه توقف عن العمل ليترك المهنة الشاقة لنجله المعاق ليكافح بمفرده للإنفاق على الأسرة، فيقوم بتصنيع السواطير والسكاكين والمقصات للإنفاق على ابنته الطفلة وتوفير نفقات الحياة، فيعمل 10 ساعات متواصلة لبيع بضاعته للجزارين والمواطنين وغيرهم.
وقال إنه لم يحصل على قدر من التعليم ومنذ صغره وهو يتعلم هذه المهنة من والده المسن، خاصة وأنه الابن الكبير وبدأ فى تعلمها منذ سنوات طويلة، إلا أنه منذ فترة قليلة أصيب فى حادث سيارة جعله معاقا، وتم بتر قدمه اليمنى وتركيب قدم صناعى، وكان وقتها يتملكه اليأس بسبب مهنته الشاقة وأنه العائل الوحيد لأسرته.
ويضيف مصطفى أنه بعد الحادث، قرر تحدى نفسه وإعاقته ومواصلة رحلة كفاحه، خاصة وأن والده تقدم فى السن وبكل إصرار وإرادة واصل العمل فيقوم بتصنيع السواطير والسكاكين والمقصات والخنصر الصغير، وكذلك سنها، ويعمل 10 ساعات يوميا بمفرده ويساعده شخص واحد فقط وهذا جعله يقوم بإنتاج عدد جيد من صناعته للإنفاق على أسرته ودفع قيمة الإيجار 450 جنيها شهريا، ويتمنى أن يتملك ورشة خاصة للعمل بها وتوسعة نشاطه.
ويكمل الشاب المعاق حديثه قائلا، إنه يقوم بتقطيع الحديد وتصنيعه بطريقة خاصة لعمل السواطير عن طريق وضعها فى النيران ثم تحديد مقاس السكين أو الساطور ثم سنة بالماكينة الخاصة به، وهذا لا يستغرق منه وقتا طويلا ولكنه يحتاج إلى مجهود كبير، ونظرا لمهارته فى التصنيع فيقوم بتصنيع السكاكين بسرعة فائقة، لأنه يمتلك خبرة كبيرة فى هذا المجال، ثم يقوم ببيع بضاعته وسط سعادة كبيرة لما يحققه بمفرده فى هذا العمل الشاق.
ويتمنى مصطفى من المسئولين تخصيص مسكن مناسب له، خاصة وأنه يدفع إيجار مرتفع للمسكن وهو لا يتقاضى سوى 300 جنيه معاش المعاقين، بالإضافة إلى دفع 450 جنيها إيجار الورشة والإنفاق على أسرته، خاصة وأنه العائل الوحيد لهم فمهنته تكاد تكفى بالكاد وتغطى نفقات الحياة فقط .