أكد الدكتور أحمد بهي الدين نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للكتاب أن القوى الناعمة تلعب دورا هاما في تقريب الشعوب والمجتمعات ، إلا أنها لا تغني عن القوى الخشنة ولن تكون بديلا عنها .
وشدد بهي الدين في تصريحات ان المشاركة الدولية والعربية والأفريقية الواسعة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب تعبر عن مكانة مصر الثقافية والحضارية الحقيقية وتقدير لدورها الريادي في الحركة والصناعات الثقافية إلى جانب دور مصر الحقيقي الذي يعول عليه العالم في ضبط استقرار منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا والعالم أجمع .
وقال ان الدول المتقدمة تعمل على التوفيق بين اتجاهات وتوجهات القوى الفاعلة فيها ما بين تطوير قدراتها العسكرية والقوى الناعمة الداعمة سواء في الثقافة والتعليم والاعلام ، لاسيما في حالة مصر ، مشيرا إلى أن العالم تحركه دوافع متعددة منها السياسية والاقتصادية والعسكرية ، كما دخل في مرحلة الهيمنة الثقافية والمعرفية.
وأضاف أنه يتصدر المشهد الآن ما يعرف بمجتمع المعرفة وكيفية تشكيل اقتصاديات جديدة من خلاله لتكون عاملا من عوامل التنمية الاقتصادية للدولة، لافتا إلى ان من يمتلك القوة المعرفية ولديه القدرة على تسويقها يمتلك السيطرة والهيمنة على العقول والعالم بعد ان اصبح لكل فرد في الأسرة هويته الثقافية .
وأشار إلى أن دعوة المثقفين لرفع يد وزارة الثقافة والهيئة عن طباعة الكتب وتركها لدور النشر الخاص فيها إجحاف على الجمهور المصري ، موضحا أن مهمة وزارة الثقافة هي توصيل الثقافة للجميع وليس الاهتمام بشريحة واحدة ، ولهذا نجد أن الهيئة الأكثر مبيعا على مدار العام والمعرض لان الكتاب يصل إلى المتلقي بسعر بسيط وهو هدف الدولة الحقيقي في إتاحة الفكر للجمهور باختلاف طبقاته والشرائح العمرية المختلفة من أجل محاربة التطرف.
وأكد أن الاقبال الجماهيري الذي يشهده المعرض ، يعد ردا قويا على الإدعاء بركود الحالة الثقافية في مصر وتراجع مبيعات الكتب ، منوها بأن زيادة عدد دور النشر العربية والأجنبية بما يفوق 25 في المائة عن العام الماضي وبما يعادل مشاركة 849 دارا للنشر في المعرض ، والتخفيضات الهائلة التي قدمتها الهيئة العامة للكتاب والتي تتراوح ما بين 50 إلى 90 المائة والاقبال على الشراء يؤكد أن الموروث الثقافي المصري في حب القراءة والمعرفة لن يتراجع بل ترتفع معدلات المعرفة والتثقيف فيه.