كتبت زينب الدربى:
” بحبك يا مصر ” ليس مجرد شعار أو أغنية نتغنى بها من وقت لأخر أو نرددها عندما يأخذنا الحماس بعد الفوز فى المباريات، وإنما هى جملة يمكن لكل واحد منّا أن يترجمها الى إخلاصه فى عمله، وحفاظه على المال العام، وتقديمه لكل ما يستطيع من أجل الإصلاح، أو البناء، أو العلاج أو أى شكل من أشكال المساعدة.
وعندما يقوم بتلك الأعمال الشباب المصرى لا نتعجب لأنه مدفوع بغريزة وحب الإنتماء للوطن، ولكن عندما يأتى سائح قديم ليقوم بذلك مدفوعا بحبه الحقيقى لمصر، أكيد سوف يثير دهشتنا وتساؤلنا، ولكن فعلها ” روب فانديرآر” هولندى الجنسية وأحد كبار مديرى شركة عالمية عابرة للحدود، ويبلغ من العمر 66 عام، جاء الى مصر خلال نوفمبر الحالى خصيصا من أجل القيام بحملة تحمل لافتة “رحلة دعم مرضى القلب فى مؤسسة مجدى يعقوب “، وهى عبارة عن قيامه برحلة تطوعية على نفقته الخاصة وتتحمل جزء منها السفارة الهولندية، حيث يقطع روب مسافة ألف كيلو وهو يجدف فى قاربه الحديث من أسوان حتى القاهرة خلال الفترة من 1 الى 25 نوفمبر، ويختتمها بحفل فى السفارة الهولندية بالقاهرة يقدم خلاله تجربته الفريدة.
إلتقينا بالمغامر”روب”عبر زووم أثناء وجوده فى الأقصر لكشف أسرار رحلته العالمية على الأرض المصرية :
روب : ” أحب مصر كثيرا ”
وبدأ روب حديثه معنا بقوله ” أحب مصر كثيرا “، وأزورها كل عام بإستمرار منذ 25 عام، ولم أنقطع أبدا عنها أنا وزوجتى الأكاديمية والمتخصصة فى “علم المصريات” التى داومت على زيارة مصر منذ عام 1977 حتى الأن، ورغم إستمتاعى كسائح بالبلد فى كل زيارة وشعورى بالأٌلفة إلا أننى لم أكتفى بمجرد نشوة المتعة والسياحة، وإنما كنت دائما أفكر فيما وراء مجرد التشبع بمشاعر الحب والإعجاب بمصر فقط، وهو ما دفعنى الى إتخاذ القرار وتنفيذه وهو” تقديم هدية بسيطة لمصر وإنشاء الله لن تكون الأخيرة ” حسب تعبيره بالعامية المصرية.
” بقدم هدية بسيطة لمصر وإنشاء الله لن تكون الأخيرة ”
ويضيف روب أن الفكرة التى طرأت إليه عبارة عن القيام بحملة أو مبادرة يراها بسيطة ولكنها ذات إنعكاس قد يصل الى العالمية، بهدف جمع تبرعات لمرضى القلب فى مستشفى مجدى يعقوب من كل أنحاء العالم ممن يشاهدون رحلته عبر النيل يجدف على قاربه لمسافة ألف كيلو من أسوان للقاهرة، معتمدا على شبكة علاقاته الواسعة والرفيعة عالميا والتى تتبعه وتشاهده عبر صفحاته وحساباته الشخصية فى مواقع التواصل الإجتماعى وكذلك عبر مواقع إلكترونية أنشأها روب خصيصا من أجل أهداف الرحلة.
إختيارى لمرضى القلب نبع من معاناتى الشخصية ورسالة إلهية
وعن سبب إختياره لمستشفى مجدى يعقوب تحديدا قال روب للوفد أنها ذات صيت عالمى وتعالج غير القادرين على أعلى مستوى، كاشفا عن سر إختياره لمرضى القلب تحديدا قد نبع فى الأصل من خوضه رحلة علاجية طويلة ومعاناته من مرض بالقلب، الذى أصيب به فى 2012 وقام بإجراء عملية جراحية كبيرة أثناء وجوده فى هولندا، وقد إعتبر روب هذه الرحلة العلاجية بمثابة رسالة تلقاها من الله شجعته على ضرورة البحث عن ضحايا ومرضى امراض القلب غير القادرين لتقديم المساعدة إليهم، مدفوعا من منطلق أن الإنسان لا يستحق الحياة دونما تقديمه إياها لمن يحتاجونها، ومن هنا طرأت له فكرة جمع التبرعات لمستشفى الدكتور مجدى يعقوب.
أهدافى كتيرة ” وجاى أقدم الخير لمصر”:
ولكن أكد روب المدير التنفيذى فى إحدى الشركات العالمية أن الهدف من رحلته عبر النيل فى مصر لمسافة ألف كيلو لم يكن يقتصر على جمع التبرعات فقط، وإنما أراد نشر دعاية إيجابية وواسعة لمصرعبر أكثر من موقع إلكترونى وحساباته الشخصية وصفحاته على مواقع التواصل الإجتماعى، والتى يعرض فيها المناظر الطبيعية الخلابة والتاريخ الحضارى العظيم والأماكن السياحية حول “معشوقته مصر” حسب تعبيره، من أجل تنشيط السياحة والذى يعود بالفائدة والخيرعلى المجتمعات المحلية عبر المحافظات التى يمر بها ويقوم بتصويرها، والأهم هو زيادة عائدات السياحة على الإقتصاد المصرى، وقال ملخصا أهدافه فى جملة ” انا جاى أقدم الخير لمصر “.
كما أراد المغامر الهولندى نشر ثقافة “رياضة التجديف” ليس فقط من أجل الإسترخاء على سطح المياه وإنما تحويلها الى أسلوب حياة صحى ورياضى، يمكن للشباب المصرى وكذلك كبار السن مثله ان يقتدوا به ويسلكوه كسبيل لحياة أفضل، وأشار روب الى فوائد التعاون الذى تم بناؤه بين إتحاد التجديف المصرى ونظيره الهولندى وبذل سفارة بلاده فى القاهرة الجهود اللازمة من أجل التنسيق بين الفرعين المحلى فى مصر والهولندى وكذلك الإتحاد الدولى للتجديف، من أجل إطفاء أهمية ولفت الأنظار للحدث كقيمة مضافة الى صورة الدولة المصرية فى عيون العالم.
ولفت روب النظر الى ضم هدف جديد الى رحلته وهو جمع التبرعات من أجل إطلاق مشروع للحفاظ على مياه النيل من التلوث، حيث عبّر للوفد عن حزنه من رؤية بعض المناطق التى يعانى فيها النيل من التلوث وهو ما يستوجب الوقوف من أجل منعه ضمن مجموعة أهدافه فى مصلحة “الحبيبة مصر” حسب تعبيره.
فى القاهرة الجهود اللازمة من أجل التنسيق بين الفرعين المحلى فى مصر والهولندى وكذلك الإتحاد الدولى للتجديف، من أجل إطفاء أهمية ولفت الأنظار للحدث كقيمة مضافة الى صورة الدولة المصرية فى عيون العالم.
ولفت روب النظر الى ضم هدف جديد الى رحلته وهو جمع التبرعات من أجل إطلاق مشروع للحفاظ على مياه النيل من التلوث، حيث عبّر للوفد عن حزنه من رؤية بعض المناطق التى يعانى فيها النيل من التلوث وهو ما يستوجب الوقوف من أجل منعه ضمن مجموعة أهدافه فى مصلحة “الحبيبة مصر” حسب تعبيره.
روب : لدى ألاف الأصدقاء والمتابعين المصريين…وأفخر بتعليق علم مصر على قاربى
وأوضح الرحالة روب أن سر حبه لمصر ليس فقط جمالها الطبيعى ولا حضارتها العظيمة وإنما شعبها الكريم والمضياف بطبيعته، حيث إستطاع أن يكون صداقات عديدة وصلت أعدادها الى الألاف على صفحاته فى مواقع التواصل الإجتماعى، ورغم ما واجهه روب من صعوبات فى الحصول على تصاريح متعددة من الجهات الرسمية لمنحه حرية الحركة الآمنة، إلا أنها لم تستوفى حتى الأن من أجل إستكماله لرحلته التى ما زالت متوقفة فى الأقصر المحطة الثانية بعد أسوان منذ 11 يوم فى إنتظار أخر تصريح من جهة سيادية، إلا أنه أشاد وأكد على تعاون وزارات الخارجية والداخلية والشباب والرياضة والسياحة فى منحه الأوراق اللازمة، معبرا عن فخره بوجود ” شعار مصر للسياحة ” على قاربه، داعيا الجميع للإقتداء به رغم تعجب الكثيرين من حملته أو مبادرته التى قطع من أجلها ألاف الكيلومترات من أجل إعادة تقديمه لمصر وتعبيره عن إمتنانه وحبه للشعب المصرى.