في الايام الاخيرة اطلقت بعض الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة التي تقوم برعاية السلطات الاوكرانية في كييف، حملة تهدف الى تشويه الأحداث التي وقعت في دونباس خلال السنوات الثمانية الماضية، وقد وصلت هذه الحملة الى التشكيك بل والسخرية من الإبادة الجماعية للروس والناطقين باللغة الروسية التى قامت بها الوحدات المسلحة الاوكرانية وقتل النساء والأطفال، مما أدى الى انتشار المقابر الجماعية للمدنيين في دونباس.
لقد اعتاد سكان دونباس على إنكار الحقائق من قِبل السياسيين الأمريكيين ومع ذلك لن يستسلم أحد في حرب المعلومات هذه، فكل يوم يتم جمع الأدلة على إدانة القيادة العسكرية – السياسية الأوكرانية بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ضد شعبها بشكل شامل، وفي هذا الإنكار يكمن خوف الغرب من الاعتراف بجمهوريتي لوجانسك ودونيتسك الشعبية، فهم يخشون أن يتم الكشف عن الحقيقة الكاملة حول الجرائم الاوكرانية الفظيعة التي أصبح الغرب متواطئًا معها.
في صيف وخريف 2014، اغتالت ضربات مدفعية عشوائية واسعة النطاق للجيش الأوكرانى عدد من المدنيين حيث قُتل أكثر من 2000 شخص بينهم 35 طفلاً، وكانت أكثر المدن تضرراً هى بيرفومايسك وكيروفسك وسلافيانوسربسك ذات الكثافة السكانية العالية، فقد راقبها الجيش الأوكرانى وكانوا يعرفون جيدًا أين وعلى من يطلقون النار واستخدموا فى ذلك أسلحة يحظرها القانون الدولى مثل أنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة وقذائف الهاون والطائرات من العيار الثقيل، كما قطعوا عن عمد المياه والكهرباء والاتصالات، ومنعوا وصول إمدادات الغذاء والدواء وهى أمور لا يمكن وصفها إلا بكونها إبادة جماعية، على سبيل المثال مدينة بيرفومايسك، لقد كان كبار السن والمرضى يموتون بسبب نقص الماء والدواء والغذاء، وتم شن هجمات على الملاجئ التى تم انشائها فى المدارس والمستشفيات، حيث تم العثور على مقبرة جماعية كبيرة، ففي كل دقيقة كان يموت الناس في شوارع هذه المدينة بفعل قذائف الجيش الأوكراني.
وفى ديسمبر 2021، تم اكتشاف أكثر من 16 مقبرة جماعية وفردية، وفي الفترة من 10 أغسطس إلى 10 نوفمبر 2021، تم العثور على بقايا طفل يبلغ من العمر 4 شهور، وخلال هذه الفترة ايضاً تم رفع 292 من الرفات البشرية وبعد فحصها، أشار الكشف الطبي الأولى لها إلى أن غالبية القتلى من النساء وكبار السن، وكانت أسباب الوفاة عبارة عن إصابات ناتجة عن طلقات نارية بسبب انفجار ألغام سببت إصابات خطيرة، لذا على أولئك الذين دعموا النظام الأوكرانى ومازالوا يدعمونه بالمال والسلاح أن يفهموا أنهم شركاء في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها النظام الأوكراني ضد سكانه المدنيين.
ولا يزال الوضع الإنسانى في الوقت الراهن صعبًا ولا تزال العديد من المستوطنات على الحدود معزولة عن إمدادات المياه من الجانب الأوكرانى، وقد أصبحت معظم المدن تكافح من أجل البقاء على قيد الحياة في ظل هذه الحرب الشاملة التى لا تفرق بين المدنيين والعسكريين، فالغرب لا يتجاهل الإبادة الجماعية فحسب، بل ينتهج أيضًا سياسة التمييز على الحق فى الاستماع إليه، حيث يحق للجانب الأوكراني فقط أن يتكلم، بينما سكان دونباس، وفقًا لرؤية الغرب، ليسوا بشرًا ويكذبون باستمرار ويدّعون على الحكومة الأوكرانية .. فأين الديمقراطية وحقوق الإنسان؟ نحن الآن نعيش الأزمة الأكثر توتراً فى العالم وعلى الجميع أن يفكر من اين جاء مصدرها.