أخبار عاجلة

سارة أبو علي.. صوت مؤثر بنقل قضايا ذوي الإعاقة عبر “السوشال ميديا”

الحياة لا تتغير من تلقاء نفسها، حقيقة أدركتها سارة أبو علي، الكفيفة التي قررت أن تكون جزءا من واقع يقدر النجاح دون شروط.

أيقنت أن التغيير يبدأ من الداخل، مؤمنة أن الإرادة تهزم كل العقبات. تسعى لكسر الصورة النمطية تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة والتأكيد على أن القوة تكمن في رؤية التحديات كفرص حقيقية للتطور والنجاح، ورفض الاستسلام للظروف، فالأشخاص من ذوي الإعاقة ليسوا مجرد أفراد يتحدون الصعاب بل هم أيضا صناع تغيير في مجتمعهم ومصدر إلهام.

دراستها للعمل الاجتماعي في مرحلة الماجستير وعملها مع عدد من المنظمات، أسهم في تعزيز حضورها كشخصية مؤثرة عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث تقديم محتوى توعوي حول الأشخاص ذوي الإعاقة، محاولة أن تكون همزة وصل تنقل بشفافية همومهم وإبداعاتهم وتصحيح المفاهيم المغلوطة عنهم.

تبين سارة أبو علي في حديثها  أن بدايتها على مواقع التواصل الاجتماعي وتحديدا الفيسبوك والإنستغرام كانت قبل شهرين تقريبا، وذلك بنشر فيديوهات قصيرة الهدف الأول منها التوعية وكسر النظرة النمطية التي تحد من قدرات الأشخاص ذوي الإعاقة وتتعمد إبقاءهم ضمن دائرة الاعتماد على الآخر.

محتوى خاص لذوي الإعاقة البصرية
عملها كناشطة حقوقية أثرى خبرتها وجعلها أكثر إلماما بأمور كثيرة تخص هذه الفئة، محاولة التركيز على المصطلحات الخاصة وتصحيح مفاهيم خاطئة.

بدأت تعطي اهتماما أكبر خلال الفيديوهات للأشخاص من ذوي الإعاقة البصرية لكونها واحدة منهم وتعيش الواقع نفسه، موضحة أن تجربتها أسهمت كثيرا في تقديم محتوى هادف للناس ليتعرفوا أكثر على هذه الفئة عن قرب، وكونها كفيفة تستطيع إعطاء إجابات مقنعة ومنطقية عن كل ما يتعلق بالإعاقة البصرية وإزالة الغموض أو اللبس عن بعض القضايا التي تخصهم.

 

توجهها لمواقع التواصل الاجتماعي لم يكن بمحض الصدفة بل جاء من وعيها بأهمية هذه المنصات وسرعة انتشارها، فهي نافذة مفتوحة على العالم وبإمكان كل شخص لديه فكرة معينة أو مشروع أو رسالة ما أن يستخدمها لكونها متاحة للجميع وأداة قوية للتغيير من خلالها يمكن طرح قضايا مهمة تستحق أن يسلط الضوء عليها وهذا ما تركز عليه حاليا لتصل الرسالة لكل مكان في العالم.

تطمح سارة إلى تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من حقوقهم والتكاتف من أجل تطبيقها واقعيا بدلا من بقائها حبيسة الاتفاقيات الدولية والقوانين النظرية الجامدة وتغيير النظرة المعتادة عن هذه الفئة من كونها نظرة رعائية إلى نظرة فيها احترام وتكافؤ للفرص كأشخاص قادرين فاختلافهم لا يلغي تميزهم.

وتلفت سارة إلى أن الفيديوهات التي تنشرها عبر صفحاتها موجهة للناس عامة وللأشخاص ذوي الإعاقة وذويهم، فأحيانا هناك بعض الأسر التي تجهل طرق التعامل مع أبنائهم، فهم بحاجة لمن يرشدهم إلى الطريق الصحيح وأيضا الأشخاص ذوي الإعاقة أنفسهم عندما يواجهون المشكلات والتحديات فقد يختارون الاستسلام وعدم الاعتراف، وبالتالي الانسحاب من الحياة لذلك تعمل سارة بكل طاقتها للتركيز على بعض النقاط المهمة رافضة التهاون أو الاستخفاف بها فلكل شخص من ذوي الإعاقة هدف يعيش من أجله وهذا ما تؤكد عليه.

الطرح الهادف البعيد عن التعاطف
أما عن إعدادها للفيديوهات، فتبين سارة أن النشر عبر السوشال ميديا يتسم بالسلاسة لذلك فهي تعتمد في تصويرها للمقاطع على هاتفها المحمول والمزود ببرنامج ناطق بالإضافة إلى أن أسلوبها بالطرح يمتاز بالعفوية مبتعدة تماما عن السرد والتعاطف، فهي تحرص على أن تكون قريبة من الناس تمزج في حديثها بين الجدية والفكاهة بطريقة تجذب الانتباه وتضفي على الفيديو جوا من البساطة والإيجابية والتنويع في طريقة الطرح.

وتشير إلى أن مرحلة إعداد الفيديو تتطلب منها الاستعانة بإحدى صديقاتها واسمها فاطمة عبد العزيز والتي تساعدها في إتمام عملية المونتاج والكتابة على الفيديو للوصول للأشخاص ذوي الإعاقة السمعية ودمجهم، لذا هي ممتنة لها على كل ما تبذله من جهد لإنجاح هذه الفكرة وتوصيلها للناس بأفضل صورة.

 

وبحسب سارة فهي تحرص على النشر مرتين في الأسبوع لتبقي المتلقي في حالة انتظار لكل ما هو جديد وهادف يترقب بشوق ما الفكرة التي ستطرحها في المرة القادمة وبالتالي إبعاده عن الملل. تقول؛ ردود الأفعال حتى الآن مرضية بالنسبة لها بل ومشجعة أيضا فكلها تعليقات إيجابية تدعوها للاستمرار في هذا الطريق.

مشروع دعم النظراء
وعن الدعم النفسي الذي تعتبره سارة أولوية في تغيير حياة الأشخاص ذوي الإعاقة، تنوه إلى أنها عملت لفترة في مشروع دعم النظراء ويعني ذلك تقديم جلسات دعم للأشخاص ذوي الإعاقة على اختلاف إعاقاتهم ويتم خلالها التركيز على تغيير الأفكار والسلوكيات وأيضا المشاعر السلبية، ويقدم الدعم في عدة محاور كالتقبل والاستقلالية والعلاقات الاجتماعية ولا يقتصر ذلك فقط على الأشخاص ذوي الإعاقة بل قد يشمل الأهل لكونهم بيئة محيطة ويكون ذلك إما عن طريق الأونلاين أو بشكل وجاهي.

الدعم النفسي الذي تقدمه للأشخاص ذوي الإعاقة ينعكس عليها إيجابيا، فيمنحها الشعور بالطاقة ويجعلها تفهم أن لها أثرا في الحياة، مبينة أن الناس بشكل عام تهمل جدا الجانب النفسي رغم أهميته الكبيرة، فالنفسية هي المحرك الأساسي وهذا تماما ما يجب أن نفهمه ونطبقه عمليا.

كما تهدف سارة إلى إيجاد شبكة دعم نفسي بمعنى أن يكون كل شخص من ذوي الإعاقة داعما لغيره، وألا يكون هذا المجال حكرا على أحد، هي تتمنى أن يصل جميع الأشخاص ذوي الإعاقة إلى هذه الدرجة من الوعي والتصالح مع كل ما يمرون به من مواقف صعبة، لكن هذا ليس بالأمر السهل بل يعتمد ذلك على معايير علمية.
وأكثر ما تهتم به سارة أثناء جلسات الدعم إعطاء المستفيد مساحة آمنة ليبوح كما تقدم له الإنصات الذي يُشعره بأن هناك شخصا في الحياة يفهمه. ومن ناحية أخرى ترفع حس المسؤولية لديه وتمنحه الفرصة ليشارك ويناقش ويكون جزءا من الخطة وليس مجرد شخص فقط يتلقى الأوامر.

 

وتختم حديثها بالقول لا يوجد مستحيل أمام من يمتلك العزيمة، فالإعاقة ليست حاجزا بل دافعا للإنجاز وحتى تكون مؤثرا لا تسمح لأحد أن يحدد قيمتك فأنت وحدك من يقرر مدى قوتك ونجاحك.

 

تعليقات فيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *