انتهت منذ قليل فعاليات الجلسة الرابعة والأخيرة للمؤتمر السنوي التاسع لمركز توثيق وبحوث أدب الطفل. تحدثت في الجلسة د. أميمة منير جادو حول
الذكاء الاصطناعي بين الإيجابيات والسلبيات كما يعكسها الأدب المسرحي للأطفال: “مسرحية منافذ الشيطان لــ سعدية العادلي نموذجًا-
رؤية تحليلية نقدية”
يهدف هذا البحث الكشف عن بعض إيجابيات السوشيال ميديا وسلبياتها، مع التركيز على الذكاء الاصطناعي باعتباره أحد المستجدات المهمة في عصر الانفجار المعرفي, وباعتباره سلاحًا ذا حدين, وذلك من خلال تحليل أحد نماذج الأدب المسرحي المعاصر للأطفال اليافعين، وهي مسرحية “منافذ الشيطان” للكاتبة سعدية العادلي نموذجًا.
وعرَّف البحث الذكاء الاصطناعي بأنه: “الذكاء الذي تُبديه الآلات والبرامج بما يُحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها، مثل: القدرة على التعلم والاستنتاج ورد الفعل وفقًا للويكيبيديا”
.
كما يشير الذكاء الاصطناعي إلى قدرة الحاسوب الرقمي أو الروبوت الذي يتحكم فيه الحاسوب على أداء المهام العامة المرتبطة بالكائنات الذكية. وهو فرعٌ من علم الحاسوب، وتُعرِّف الكثير من المؤلفات الذكاء الاصطناعي على أنه دراسة وتصميم العملاء الأذكياء، والعميل الذكي هو نظام يستوعب بيئته، ويتخذ المواقف التي تزيد من فرصته في النجاح في تحقيق مهمته أو مهمة فريقه.
وتناولت الباحثة رانيا الشحات موضوع “سلامة أدمغة ذكية نافذة إذاعية على واقع أدب الطفل فى ضوء الذكاء الاصطناعي”.
وأشارت أن مصطلح الذكاء الاصطناعي أصبح مصطلحًا شائعًا في هذه الآونة؛ فالكل يتحدث عن الذكاء الاصطناعي وأثره في مناحي الحياة المختلفة، وما يحدثه من تغيراتٍ في شتى المجالات مستقبلًا، فكل المجالات أصبحت تفكر كيف توظف هذه التقنية في خدمة مجالها، ولا شك أن مجال الأدب، وخاصة أدب الطفل.
وأدب الطفل هو الأدب الذي يختص بما يضيف للأطفال المعلومة والفكرة، ولكن بأسلوبهم وتغليف المعلومة بشكلٍ تربوي يتناسب مع المراهقين، ونحن نعاني في كل أنحاء العالم، وليس العالم العربي فحسب، بندرة في كُتاب أدب الطفل الذين لديهم البراعة في كتابة القصة والأناشيد والخاطرة والمسرحية بشكلٍ متقن ومُعدّ للطفل، وهذا يجعلنا نضع آمالًا كبيرة على تقنية الذكاء الاصطناعي أن تقوم بدور كاتب الأطفال الذي يكتب للطفل محافظًا على الفكرة التربوية والأخلاق الحميدة فهل يمكن أن يتحقق هذا؟
إن الذكاء الاصطناعي مستقبلًا سيكون أمامه نموذجان من الكُتّاب: كاتب يعرف كيف يتعامل معه، وآخر غير قادر، أن هناك مستقبلًا مشرقًا ومستقبلًا مخيفًا في عوالم الأدب بأفرعه المختلفة، حيث إن هناك برامج ومواقع تستطيع التأليف بشكلٍ جيدٍ وبطريقة منمقة، بل إصدار كتاب في وقتٍ وجيز.
الثورة التكنولوجية والمعلوماتية باتت جزءًا لا يتجزأ من حياة المجتمعات المعاصرة، في سياق المعرفة والثقافة، والتي يندرج تحتها أدب الطفل، وهذا من الجوانب الإبداعية التي يوفرها الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المتطورة عالميًا.
وتمتلك تطبيقات الذكاء الاصطناعي العديد من المعايير ذات الصلة بطبيعة (المدونات والمنتديات الأدبية والتطبيقيات الإلكترونية والتفاعل بالموهبة والكتاب الصوتى والقصة الرقمية والرواية الذكية)، والتي تحفز المراهقين على القراءة والكتابة.
ويتمتع الذكاء الاصطناعي بالقدرة على إحداث ثورة في طريقة نسْج علاقة تفاعلية بين أطراف ثلاثة هي: الآلة، والعقل البشري، والمُنتَج الأصلي للعمل.
وتناولت د.أميرة سعيد أهمية “التغريب” في ترجمة قصص الأطفال المصرية من العربية إلى اليابانية- بالتركيز على مسلسل الكرتون المصري ” بكار” كمثالٍ تطبيقي.
تناول هذا البحث أهمية “التغريب” في ترجمة قصص الأطفال المصرية من اللغة العربية إلى اللغة اليابانية. و ناقش استراتيجية “التغريب” في عملية الترجمة. كما تعرض بالبحث إلى ترجمة واحدة من حلقات مسلسل الأطفال المصري الشهير “بكار”، والذي تم عرضه تحت شعار “كرتون للكبار والصغار”، مع تسليط الضوء على أهمية “التغريب” في ترجمة مثل هذه الأعمال المُقدَّمة للأطفال، وأخيرًا التعرض لتحديات استخدام الذكاء الاصطناعي في ترجمة مثل هذه الأعمال، خاصةً إذا ما كانت تقدم محتوى وثيق الصلة بالهوية المصرية والعربية والإسلامية.
وفي ضوء ذلك، تم تقديم النظريتين الاستراتيجيتين الأساسيتين للترجمة، وهما: نظرية “التوطين”، ونظرية “التغريب”، علمًا بأن نظرية “التوطين” تُسمى كذلك بنظرية “التدجين” أو نظرية “التجنيس”.
يلي ذلك، تناول نظرية “التغريب”، مع التأكيد على أهمية هذه النظرية وجدواها في الترجمة من العربية إلى اليابانية، والعكس- علاوة على دور نظرية “التغريب” فيما يتعلق بتعزيز التبادل الثقافي أيضًا بالطبع- مع عدم إغفال دور نظرية التوطين في إتمام عملية الترجمة.
بعد ذلك، تناول البحث عملية ترجمة حلقة من حلقات مسلسل “بكار”– كمثالٍ تطبيقي لنظرية “التغريب” في الترجمة- حيث تم تفريغ حوار الحلقة كاملًا باللغة العربية ثم ترجمته إلى اللغة اليابانية. وقد وقع الاختيار على حلقة بعنوان (عابد البطل الصغير) التي دار موضوعها حول (القدس)، وتم اختيار هذه الحلقة تحديدًا؛ لأن محتواها يواكب موضوع الساعة المسيطر على الساحة الدولية حاليًا، فالقضية الفلسطينية لاقت دعمًا ملحوظًا من كلٍّ من جمهورية مصر العربية واليابان، ناهيك عن أن الحلقة المختارة تحكي عن قصة صبي مصري من جنوب صعيد مصر الذي يعشق اليابانيون السفر إليه؛ للاستمتاع بمشاهدة آثاره المصرية القديمة ومعالمه التاريخية الساحرة.
وعرضت الباحثة فاطمة فؤاد أحمد بحثا بعنوان “أدب الطفل والذكاء الاصطناعي: التحديات في مواجهة المخاطر”.
وأكدت أن الحكمة تقتضي أن نأمل في التطوير مع مراعاة إمكاناته المذهلة، وأن ندرك مدى الاستفادة وأوجه القصور والمخاطر التي تحيك بنا في ظل تطورات العصر.
والحديث عن الذكاء الاصطناعي يجعلنا فخورين بالعقل البشري وتطوره المذهل، لم يمحُ ذلك الذكاء الاصطناعي حصيلة ما قدمته البشرية من تقدم للمجتمعات المختلفة، وفي تصوري أن العقل البشري سيظل له الريادة فيما قدمه للبشرية وما يقدمه حتى الآن، وأن دوره لم يتراجع في ظل مجريات العصر وتطوره من حولنا.
إن الثورة الحديثة استطاعت أن تجعل من الذكاء الاصطناعي قوى تكتسح نحو المستقبل الجديد وتطوره الملحوظ المتزاحم بالإنجازات المتلاحقة والمتسارعة يومًا بعد يوم، حيث يُعَد الذكاء الاصطناعي وسيلة من الوسائل الحديثة التي تضرب بجذورها في المجتمعات المتقدمة، وتمنحهم دورًا كبيرًا في كل المجالات العلمية والطبية والعسكرية والتعليمية والتكنولوجية، حيث يشهد العصر الحديث تطوره المذهل في شتى مجالات الحياة التي يسهم فيها؛ ليحدث حِراكًا كبيرًا في عصر تحكمه المادة والصراعات التنافسية.
إن أدب الطفل والذكاء الاصطناعي في دائرة الضوء؛ لأن الطفل بحاجة للمزيد من التعلم والتطور، فالذكاء الاصطناعي يسهم في تعليم الطفل الكثير من الوسائل التي يحتاج إليها في عالمه المتطور تحت مظلة من العناية والرعاية والإرشاد في مواجهة بعض من أخطار الذكاء الاصطناعي، دون التخلي عن أهميته ومدى الاستفادة منه في الحياة.
وألقى الدكتور خالد أحمد بحثا بعنوان “يحكى لنا روبوت فى يومٍ من الأيام” رواة الذكاء الاصطناعي” ويتناولإنتاج قصص للأطفال من خلال برامج الذكاء الاصطناعي لتنمية المهارات اللغوية (سلسلة أطفال اللغة العربية نموذجًا)
لقد مر الذكاء الاصطناعي بأطوار مختلفة، إلى أن وصل إلي ما عليه الآن، وتتمثل أطواره فى النشأة والتجريب والنهضة الحالية، ولكل طورٍ من هذه الأطوار سماته المميزة له؛ سعيًا لمحاكاة الآلة البشرية إلى فَهْم القدرات البشرية العقلية، ومهارات التفكير العليا للإنسان والقدرة على التفكير الإبداعي.
واللُّغةُ العربيَّةُ إحدى اللُّغات الطَّبيعيَّة الَّتي تحظى بعناية الباحثينَ في الذَّكاء الاصطناعيّ عُمُومًا ومُعالَجة اللُّغات الطَّبيعيَّة على وجه الخُصُوص. ذلكَ أنَّها واحدة من أكثر اللُّغات انتشارًا في عالمنا المُعاصِر؛ حيثُ تأتي في المرتبة الرَّابعة من حيثُ عدد مُستخدميها، بعدَ الصِّينيَّة والأرديَّة- الهنديَّة والإنجليزيَّة.
ونعرف مدى أهمية ومكانة اللغة العربية من خلال عدد مستخدميها الذي يقترب من نصف مليار نسمة، فاللغة العربية قابلة للمعالجة الآلية، وذلك إذا توفرت لها الموارد والطاقات، فاللغة العربية لغة تتمتع بنظامٍ اشتقاقي ولغة توليدية تتمتع بنظامٍ كتابي مميز لها، وهذا التميز للغة العربية عن بقية اللغات يمثل تحديًا في معالجتها معالجة آلية.
ونسعي من خلال هذه الورقة البحثية إلى تحديد السُبل لتوظيف الذكاء الاصطناعي لخدمة تعليم العربية للأطفال، من خلال إنتاج قصص بسيطة، فهناك عدة أسئلة نريد من خلال هذه الورقة البحثية المتواضعة الإجابة عنها: ما مفهوم الذكاء الاصطناعي؟ وما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقدمه أولاً للغة العربية؟ وثانيًا لمتعلميها من الناطقين بغيرها؟