… بقلم/ منال الاخرس
للقاصي والداني أثبتت الأزمة الأخيرة والتي تمر بها غزة الحبيبة ان أهلها وكل من معهم هم شعب الله المختار . وليس من يدعي هذا اللقب على مدار التاريخ ما حدث مؤخرا غير كل موازين القوى وانهارت أسطورة الجيش الذي لا يقهر للمرة الثانية بعد حرب السادس من أكتوبر أو أقوى جيش في العالم أو أعظم شعب في العالم كل تلك الأساطير تم القضاء عليها منذ سبعة اكتوبر الماضي وللتاريخ رمزية مقصودة ..
ما حدث في غزة وما يحدث حتى الآن رغم كل الخسائر والفدائح التي يمر بها هذا الشعب المختار نستطيع ان نقول أن غزة هي التي انتصرت عالميا و إعلاميا رغم أنها لم يكن لديها أي أداة من أدوات النصر سوى الإبمان بالحق و حب الوطن ، سوى التمسك بالأرض .
و انتصرت بفضل غزة السردية العربية وشاهدنا جميعا ما حدث في الجامعات الأوروبية والجامعات الأمريكية والمظاهرات التي تندلع كل يوم وكل لحظة تعاطفا مع غزة شجبا ورفضا وفضحا لما تفعله قوات الاحتلال الصهيوني .
و في الندوة التي أقامتها الجمعية المصرية للأمم المتحدة مؤخرا وبحضور الدكتور عبد الحليم قنديل المفكر والباحث الذي منح لهذه الألقاب صفة جديدة وهي صفة طبيب فهو صحفي ومفكر وباحث بدرجة طبيب .
فهو طبيب يعالج و يشخص ويصف ويعطي بروتوكول أو وصف بانورامي و وصف موسوعي كامل الأوصاف لما يحدث في أكثر القضايا الشائكة، في أدق لحظات التاريخ الحرجة التي تمر بها المنطقة العربية بل والعالم أجمع .
في هذه الندوة استطعنا مع الدكتور عبد الحليم قنديل أن نعرف أبعاد الصراع الممتد ومصيره الحتمي بالزوال ، وكثير من التفاصيل وكثير من المعلومات التي منحتنا كثير من التفاؤل وكثير من الطاقة الايجابية وباستخدام نظرياته التي دائما تصيب والتي دائما تتحقق لأن توقعاته يبنيها على نظريات علمية ويبنيها على معطيات صحيحة إذن تكون النهايات أو النتائج صحيحة في هذا الجمع الذي ضم أعضاء مجلس شعب وإعلاميين وإذاعيين وإكاديميين وسياسيين.
كان موضوع الندوة الرئيسي هو مستقبل الحرب في غزة والذي يمكنني أن ألخصه باختصار من وجهة نظر الدكتور عبد الحليم قنديل أن هذه الحرب لن تتجاوز عدة أشهر قادمة وتنتهي تماما وبالنسبة لإسرائيل ذلك الكيان الذي تم زرعه في المنطقة العربية لأغراض سياسية لصالح الغرب ولصالح القوى العظمى أيا كانت هذه القوة العظمى سواء كانت أمريكا أو غيرها من القوى القادمة والتي يشهد العالم حاليا تغيرات سياسية وتغيرات وشيكة في مجلس إدارته في سبيلها إلى انشاء قوة جديدة و اعتقد أن الصين مرشحة ان تقود العالم كل هذا يصب في اتجاه واحد وهو أن إسرائيل حتما إلى زوال وهذا ما توصل اليه الباحث والكاتب والمفكر دكتور عبد الحليم قنديل وأن اسرائيل سوف تتلاسى وجوديا فقط خلال 20 عاما بعدها لن تكون هناك اسرائيل ولن يكون هناك هذا الكيان الدموي المغتصب الذي يحقق أغراض أخرى والذي يعتبر ألعوبة في أيدي القوة التي تسيطر على العالم ، أو التي تريد أن تسيطر على العالم من خلال الاستحواذ على ما تمتلكه المنطقة العربية من خيرات وثروات وموقع استراتيجي ، والقضاء على فكرة ان يتوحد هذا العالم الذي ان توحد فعلا وكان هناك عالم عربي موحد او جامعة عربية مفعلة ، سيكون هناك قوة لن يقدر عليها احد في العالم مهما كانت قوته ومهما كان نفوذه ومهما كانت امكانياته .
من خلال السيناريو الذي يوضحه و الذي شرحه باستفاضة الدكتور عبد الحليم قنديل الذي أضاء لنا كثير من النقاط وكثير من الأمور الغامضة استطاع ان يوضح لنا مصير هذا الكيان وانه حتما الى زوال وبطل هذا السيناريو الذي عرضه كان هو التغير الديموجرافي، الذي يتجه نحو تحلل البنية السكانية للكيان وهو ما يعني محو هذا الكيان تماما ليس بفعل فاعل وانما بفعل النظريات المستخدمة في هذا الأمر فهناك على الارض المقدسه 75% لصالح الفلسطينيين بالنسبه للكيان الصهيوني او الكيان الاسرائيلي رغم كل المحاولات لوجود أعداد كبيرة في هذه المنطقه إلا أن هناك تضاؤل ملحوظ بفعل التطور وبفعل الزمن يشير إلى قلة هذا هذه الأعداد وتلاشيها تماما. وان أكبر مكان به يهود هو الولايات المتحدة الامريكية، ولا يمكن أن يضحي هؤلاء بأن يتوافدوا إلى تلك المنطقه المشتعلة، والتي لن يتخلى عنها أبناءها واصحابها وذويها أبدا ، وسيطرة فكرة الارض هي العرض وأيضا الشهاده او النصر هذه الفكرة التي لا يمكن ان تتحداها إسرائيل اكثر من ذلك ولا يمكن ان تنتصر فكرة الجندي الذي يتسلح بأعتى أنواع الأسلحة والتكنولوجيا طالما أنه ضعيف في العقيدة .
هؤلاء الأمريكان اليهود يفضلون ان يدفعوا لمن يحل محلهم في هذا المكان ولكن ان يضحوا بأنفسهم وأبنائهم وأن يتواجدوا في هذه المنطقة البؤرة فهذا مستحيل.
وهذا ما ادى إلى ظاهرة يهود الفلاشة والأجناس المتعددة . وكل تلك المسميات التي لا تعبر عن سكان حقيقيين او أصحاب حق حقيقيين مهما كانت المغالطات ، ومهما حاولت القوى العظمى فرض هذه النظرية للتطبيق ، و الحصول على حق ليس ليس من حقهم.
اذن نحن نعيش هذه الايام مرحلة العد التنازلي لانتهاء هذه الحرب الغير متكافئة ولكن من وجهة نظر أخرى وهي أنها فعلا الحرب غير متكافئة ولكن ليس لصالح القوى التي تملك السلاح وتملك امكانيات اكبر دولة في العالم أو أكبرةقوة عظمى في العالم، ولكن هذه القوة هي لصالح غزة لأنها صاحبة الحق وأبناء غزة أصحاب الحق هي فعلا معركة غير متكافئة وسوف تكون هذه الحرب نهايتها لصالح أصحاب الأرض . وهذا ما تشهده كل النتائج التي نشهدها جميعا رغم ان هناك استنزاف للقوى البشرية في غزه هناك استنزاف وخسائر بالأرواح لكثير من الشباب والاطفال والشيوخ . ولكن لا شك اسرائيل تم هزمها بالفعل عندما تيقن العالم الزيف التاريخي وتكشفت الحقائق و لن يكون هناك فرص للفكاك من الفخ الذي وقعت فيه أمام العالم و كلما حاولت الخروج منه تورطت أكثر …