تبنى المشاركون في المنتدى العالمي لرواد الأعمال والاستثمار المنعقد في العاصمة البحرينية “إعلان المنامة” الخامس اليوم الأربعاء والذي يدعو المجتمع الدولي وجميع أصحاب المصلحة في القطاعين العام والخاص إلى تسهيل وتعزيز قوة ريادة الأعمال والابتكاركأهداف مركزية لاستراتيجياتهم الوطنية نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مع التركيز على النساء والشباب والأشخاص ذوي الإعاقة والأسر المنتجة.
تم تسليط الضوء على قضية الابتكار وريادة الأعمال كوسيلة لتسريع تحقيق أهـداف التنمية المستدامة على هامش المنتدى، حيث عرض الأشخاص ذوو الإعاقة كيف يستخدمون التكنولوجيا في التغلب على العقبات وبناء مجتمعات شاملة.
وأكدوا على الدعوة التي وجهها الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش في رسالة وجهها إلى المنتدى الذي أشرفت على تنظيمه الأمانة العامة لمكتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) في مملكة البحرين بالتعاون مع شركاء محليين وإقليميين ودوليين.
وقال الأمين العام “بينما نتطلع إلى قمة المستقبل في أيلول/سبتمبر، فإنني أشجع هذا المنتدى على إيجاد طرق لتسخير قوة ريادة الأعمال والابتكار لجعل عالمنا مكانا أفضل لجميع الناس والكوكب الذي نتقاسمه”.
وكان الدكتور هاشم حسين، رئيس مكتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا التابع لمنظمة اليونيدو في البحرين، قد قال في وقت سابق إن 15 بالمائة من الأشخاص في المنطقة العربية من ذوي الإعاقة، لذا فإن الابتكار وريادة الأعمال مهمان لجعل المجتمع شاملا.
طارق سالم من مصر هو المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة أكسيس لايف، والذي أطلع أخبار الأمم المتحدة على السبب الذي دفعه لتأسيس شركته. وقال سالم “عندي شلل رباعي ولا يمكنني تحريك رجلي أو أصابع يدي. واجهت تحديا كبيرا في الاعتماد على نفسي وهذا هو السبب الذي دفعني إلى إنشاء شركة أكسيس لايف”.
وأوضح أن الشركة هي عبارة عن منصة متعددة ذات ثلاث مراحل، “المرحلة الأولى نضم فيها كل الأدوات الطبية تحت منصة واحدة وكذلك نقوم بإعداد مقاطع فيديو لتوعية الأشخاص ذوي الإعاقة لأنهم ربما لا يعلمون أن هذه الأداة موجودة ولا كيف يمكن أن تساعدهم في الاعتماد على أنفسهم. أما المرحلة الثانية فنقوم خلالها بإجراء استبيان لمعرفة أكثر الأدوات التي يحتاجها الأشخاص ذوو الإعاقة بهدف تصنيعها لهم. أما المرحلة الثالثة وهي الأهم حيث نخلق مجتمعا شاملا للأشخاص ذوي الإعاقة”.
ألفة الدبابي، شابة من تونس رفضت السماح لإعاقتها بأن تحرمها من حق المساهمة في مجتمعها، خاصة في وقت يتفشى فيه التنمر عبر الإنترنت في العالم، ويتم الحكم على الأشخاص على أساس مظهرهم. الدبابي أكدت لأخبار الأمم المتحدة أهمية التكنولوجيا والابتكار في بناء مجتمعات شاملة.
وقالت لنا أثناء وجودها في جناح يعرض أعمالها الفنية الرقمية “شغفي بالتكنولوجيا والابتكار يجعلني أخدم الآخرين. وعلى الرغم من أنني أعاني من إعاقة في الجهاز العصبي، إلا أنها لم تعطلني، بل ألهمتني لمواجهتها لأصبح المرأة التي أنا عليها الآن. الابتكار والتكنولوجيا ليسا شغفي فحسب، بل هما من عوامل تمكين العمل الذي أقوم به الآن”.
أسست الدبابي شركة تدعى أولفس (OLFUS) والتي تستخدم الفن الرقمي لنقل رسائل مختلفة، بما في ذلك تشجيع الأشخاص الذين يواجهون تحديات. وقالت “أرغب في التحدث عن التنمر لأنه ليس بالأمر الجيد. أتحدث أيضا عن أهمية قبول هويتنا ورفض العار الجسدي وكذلك الصحة العقلية. لقد تعرضت للتنمر عندما كنت طفلة بسبب الإعاقة، لكن عائلتي كانت بجانبي”.
تستخدم الدبابي الآن تكنولوجيا الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي لإنتاج فنها والطباعة على الأوراق والقمصان والأكواب لمشاركة الرسائل التي تساعد أولئك الذين يواجهون تحديات مثلها، قائلة إنه مع مرور الأيام، نحتاج إلى المزيد من الذكاء الاصطناعي.