تحت عنوان «التجسير… ثقافة»، انطلق فى 22 من شهر نوفمبر الجارى، معرض الكويت الدولى للكتاب، فى نسخته الـ (46)، بمشاركة أكثر من 486 دار نشر، بينها 145 دار نشر أجنبية، فيما يبلغ عدد الدول المشاركة 29 دولة عربية وأجنبية، تعرض قرابة 250 ألف عنوان، بينها قرابة 11 ألف عنوان جديد، إضافة إلى 45 ألف عنوان تخص الطفل، بينها 1250 عنواناً جديداً يُطرح لأول مرة هذا العام.
المعرض افتتحت فعالياته برعاية سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد، رئيس مجلس الوزراء، وبحضور وزير الإعلام، رئيس المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب عبدالرحمن المطيرى، يقام خلال الفترة من 22 نوفمبر الجارى، وحتى الثانى من شهر ديسمبر المُقبل.
وقالت عائشة المحمود، الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة بالمجلس الوطنى الكويتى للثقافة والفنون والآداب، إن الفعاليات التى تابع وضع برنامجها الدكتور محمد خالد الجسار، أمين عام المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب بالكويت، وعائشة المحمود، الأمين المساعد لقطاع الثقافية، تتضمن ندوات فكرية وثقافية وأمسيات شعرية، وحوارات مفتوحة بين ضيوف المعرض وجمهوره، إضافة إلى نقاشات بين الناشرين حول حاضر ومستقبل حركة النشر، وفعاليات أخرى أضيفت لأجندة المعرض فى مناسبة الاحتفال باليوبيل الذهبى للمجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب.
وأضافت «المحمود» أنه سيتم الاحتفال بشخصية كويتية مميزة وقامة شعرية وأدبية، هى شخصية الشاعر الراحل فهد العسكر، شخصية المعرض، كما أن سعد البازعى من السعودية، هو شخصية المعرض الثقافية لهذا العام، علاوة على برنامج ثقافى حافل ومتنوع يصاحب فعاليات المعرض، يحتوى على العديد من الندوات والمحاضرات وورش العمل، وهناك محاضرة لاتحاد الناشرين العرب يتم خلالها تسليط الضوء على حركة النشر فى الوطن العربى.
وعبّرت «المحمود» عن أملها فى أن تكون هذه الدورة الـ 46 لمعرض الكويت الدولى للكتاب، مختلفة ومغايرة وتحمل الكثير مما يطمح له الشارع الكويتى، خاصة أنها تُقام بالتزامن مع الاحتفال بمرور 50 عاما على ذكرى تأسيس المجلس الوطنى للثقافة، والفنون والآداب.
ولفتت إلى استمرار المجلس فى رعاية الثقافة والفنون والآداب ودعم المثقفين والمشروعات الثقافية الصغيرة وجمعيات النفع العام، بالإضافة إلى التعاون مع القطاعات الحكومية والأهلية فى سبيل خدمة مجتمع القراء والمهتمين بالثقافة.
وأوضحت الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة بالمجلس الوطنى الكويتى للثقافة والفنون والآداب، أن الدورة الجديدة من المعرض هذا العام، تتبنى فكرة التجسير إطارا عاما للأنشطة المختلفة، ورأت بأن الترجمة من أوضح صور التجسير الثقافى والمعرفى بين الشعوب، ويمتد هذا المفهوم ليشمل مختلف المواضيع كالتجسير بين الفكرة والمبدع، والرواية والعمل الدرامى والخيال والواقع.
وأكدت على أن المجلس الوطنى منذ نشأته يحرص على مد الجسور الثقافية، فهو صاحب أهم السلاسل المعرفية التى ترجمت العلوم والفكر والأدب من لغات العالم إلى القارئ العربى.
ويحفل النشاط الثقافى هذا العام بالعديد من الأنشطة الثقافية المتنوعة بين الأدب والفكر والفلسفة والموسيقى والمسرح والشعر والتاريخ والسينما وأدب الطفل، بالإضافة إلى الورش المختلفة والمتنوعة فى قاعة رواق الثقافة. كما يحتضن المجلس الوطنى هذا العام العديد من الأنشطة الثقافية الموازية المقدمة من قبل مختلف وزارات الدولة وهيئاتها، بالإضافة إلى جمعيات النفع العام والمبادرات المجتمعية التطوعية، والتى سوف تقدم للجمهور الكريم فى قاعة المقهى الثقافى.
وفى ندوة فى المعرض قال المفكر والكاتب والمترجم والأكاديمى الكويتى الدكتور محمد الرميحى، إن أزمة الفكر العربى الحديث هى أزمة كل العرب، وإن كل الأزمات فى البلاد العربية هى أزمة فكر، وإن العرب يعانون من صراع الهويات.
وأضاف «الرميحى»، فى محاضرة له الأربعاء، حملت عنوان «أزمة الفكر العربى الحديث»، وجاءت ضمن فعاليات الدورة الـ 46 من معرض الكويت الدولى للكتاب- والمقامة خلال الفترة من 22 من شهر نوفمبر الجارى، وحتى الثانى من شهر ديسمبر المقبل- أن العرب لم يستطيعوا الخروج إلى الحداثة بمعناها الصحيح، وكانت استجابتهم للحداثة سلبية وانتقائية، وأن الفكر العربى لم يجد للآن أى نوع من التجسير بين الحداثة والتراث.
وشدّد الدكتور محمد الرميحى على أن أصول التراث العربى لا تتناقض مع الحداثة، ورأى أن التراث العربى به الكثير من الشوائب التى كُتبت بعد الدعوة المحمدية.