عدسة فاطمة شعبان
الاسكندرية واحدة من المدن المصرية ذات التميز الخاص ليس فقط لكونها تطل على البحر المتوسط الذي تلقب بعروسه، وأنما أيضا لما تزخر به من كنوز اثرية مبهرة تعود لحقب تاريخية مختلفة، ولعل من أهمها المسرح الروماني بمنطقة “كوم الدكة” الأثرية، والذي يعد أحد آثار العصر الروماني، التي أقيمت في بداية القرن الرابع الميلادي، وظل استخدام المسرح الروماني الوحيد في مصر حتى منتصف القرن السابع الميلادي، وطيلة تلك القرون الماضية مرت على المسرح ثلاثة عصور: الروماني، البيزنطي، الإسلامي، وقد اختلف استخداماته خلال العصور الثلاثة.
واكتشف هذا البناء المدرج بمحض الصدفة، أثناء عملية بحث البعثة البولندية في عام 1960 عن مقبرة الإسكندر الأكبر، وعند اكتشاف درجاته الرخامية، أطلق الأثريون عليه اسم “المسرح الروماني”.
يعود المسرح الروماني الذي لا مثيل له في مصر، إلى القرن الرابع الميلادي، ولا يزال يحتفظ بهيئته التي تمنحك صورة كاملة عن المكان قديمًا، فهو مبنى مدرج مصمم على هيئة حدوة حصان، ويتكون المدرج الروماني من 13 صفًا من المدرجات الرخامية مرقمة بحروف وأرقام يونانية؛ لتنظيم عملية الجلوس، أولها من أسفل من الجرانيت الوردي المكونة من الحجار المتين، ولذا استخدمه المهندس كأساس لباقي المدرجات.
أما أعلى هذه المدرجات فتوجد 5 مقصورات لم يتبق منها إلا مقصورتان، وكان سقف المقصورة ذا قباب تستند على مجموعة من الأعمدة، لحماية الجالسين من الشمس والأمطار، وتوصيل الصوت لهم، لكنها سقطت إثر الزلزال القوي تعرضت له الإسكندرية في القرن السادس الميلادي.
المسرح الروماني “عنوان يوناني” للإسكندرية
تعليقات فيسبوك