عدسة فاطمة شعبان
قرية الشخلوبة، التابعة لمحافظة كفر الشيخ، في دلتا مصر، تجذب الآلاف من هواة المغامرة والتصوير، الباحثين عن المتعة والاستجمام، حيث الأجواء الخلابة، والطبيعة الساحرة والمناظر التي قلما تتكرر أو تجدها في أماكن أخرى، ويتم الوصول إليها عن طريق المراكب الشرعية، وللقرية مدخلان؛ أحدهما طبيعي عن طريق البر، والآخر عن طريق عبور البحيرة مرورًا بالجزيرتين.
بالقرب من “بحيرة البرلس”- إحدى أشهر البحيرات المصرية، التي تشتهر بصيد الأسماك وتركز الصيادين- توجد “الشخلوبة”، التي تقع بين البحر المتوسط ونهر النيل، وأغلب سكانها يمتهنون الصيد أو المهن المتعلقة به، مثل “صناعة السفن” سواء الكبيرة أو المراكب الصغيرة، وكذلك “صناعة غزل الصيد” وأدواته، و”صناعة الكليم” و”الأغطية الصوفية”، ويناهز تعداد سكان “الشخلوبة” 15 ألف نسمة، وتقام فيها مزادات يومية لبيع الأسماك.
تنتشر في “الشخلوبة” تربية الحيوانات الرعوية مثل الماعز والأغنام والأبقار، كما تذخر بالأشجار والنباتات المختلفة، لكنها- الآن- أصبحت مزارًا سياحياً يقصده السائحون من كل حدب وصوب، ويجذب هدوء وجمال المنطقة وصفاء جوها، عشرات الرحلات سنويا.
يطلق أهالي الوجه البحري في مصر على “الشخلوبة” مسمى “قرية السحر والجمال”؛ لأنها تتميز بجمال طبيعي وتزدهر بها بعض الحرف السياحية، مثل تأجير اللانشات والمراكب السياحية، كما تشتهر المطاعم التي بها بتقديم وجبات الأسماك المختلفة وبأسعار في متناول الأيدي.
تتوسط جزر “الشخلوبة” مجموعة من البيوت، يرجع بناؤها لأكثر من نصف قرن، وكانت- في الأساس- مكانًا لبيع الأسماك، وكان يرتادها تجار السمك من محافظات مصر كافة، والآن- بجانب تجارة الأسماك- أصبحت مزارًا ومكانا للراحة يقصدها السائحون؛ للاستجمام وقضاء وقتا ترفيهيا وسط الطبيعة الخلابة.
ومن أجمل المشاهد التي يمكن أن يراها الزائر صفوف المراكب الشراعية، التي تنقل الزائرين من ضفة النهر إلى الجزر المختلفة، إضافة إلى مزارع السمك الكثيرة الموجودة بها، ومن يشاهد هذا المنظر سيشعر بأنه يشاهد قطعة من أوروبا، وعلى الرغم من ذلك فهي بعيدة عن التطوير أو استغلال ما حبتها الطبيعة من مزايا ساحرة.