أنجبت مصر عباقرة وعمالقة من المبدعين والرياضيين، الذين تجاوزوا إعاقاتهم وآلامهم فكان لهم شأن كبير في مجالاتهم. ومن هؤلاء عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، والأديب مصطفى صادق الرافعي، والموسيقار عمار الشريعي، والملحن الفنان سيد مكاوي، والإذاعي المرموق رضا عبد السلام، هذا بالإضافة إلى أبطالنا من الرياضيين، أمثال: إبراهيم حمدتو، والسباح مصطفى إبراهيم خليل، والرباع شريف عثمان وغيرهم .
طه حسين .. قاهر الظلام .. ١٨٨٩ – ١٩٧٣
أديب ومفكر وشاعر سياسي وناقد مصري، لقّب بعميد الأدب العربي، ويُعد أحد الأركان الأساسية في تكوين وصياغة الحياة الفكرية للعقل العربي المعاصر، وملمحاً أساسياً من ملامح الأدب العربي الحديث. بالإضافة الى كونه رائدا من رواد الرواية العربية، ففي عام 1929م نشر كتابه “الأيام” وهو سيرة ذاتية، غيّرت من شكل الرواية العربية، وأسهم في الانتقال بمناهج البحث الأدبي والتاريخي نقلة كبيرة، فيما يتصل بتأكيد حرية العقل الجامعي في الاجتهاد. وهو يعتبر بحق “عميد الأدب العربي” نظراً لتأثيره الواضح على الثقافة المصرية والعربية .
استطاع أن يشق طريقه نحو التفوق رغم ظروفه الصعبة، ليس فقط من ناحية الثروة والنفوذ والحسب والنسب، ولكنه كان فاقداً لنعمة البصر، ولكن استطاع بعزيمته وإرادته القوية قهر الصعاب، ليثبت أن محنته كانت سبباً من أسباب عظمته. و تمرس على أن تكون بصيرته عوضاً عن بصره، فوهبه الرحمن قدراً أكبر مما حمله القدر، وأعطاه الله تعالى ذلك الضوء الفكرى لبصيرته، و أغناه بذاكرته، حتى تحقق فيه المثل الشائع “العين تسمع و الأذن ترى”، فشق رحلة حياته متحدياً الصعاب و العقبات، حتى استطاع أن يحفر لنفسه بذلك موضعا بين كبار عظماء مصر، و أصبح علامة بارزة مميزة، و شاهداً على عصر ثقافى وأدبى هو أحد صناعه .
ولد طه حسين في 14 نوفمبر سنة 1889، في “عزبة الكيلو” قرب مغاغة بمحافظة المنيا بالصّعيد، وكان سابع أخوته الثلاثة عشر، وأصابه رمد ذهب ببصره حتى صار مكفوفاً منذ طفولته. حفظ القرآن في كُتّاب القرية وهو في التّاسعة من عمره .
قدم للقاهرة سنة 1902 للتعلم في الأزهر، وأنفق فيه ثماني سنين لم يظفر في نهايتها بشهادة “العالميّة”، فما إن أُنشئت الجامعة المصريّة (الأهلية) سنة 1908، حتّى انتسب إليها، ولكنّه ظلّ مقيّداً في سجلاّت الأزهر: وقضى سنتين (1908ـ 1910) يحيا حياة مشتركة، يختلف إلى دروس الأزهر مُصبحاً (صباحا) وإلى دروس الجامعة مُمْسِيًا (مساءا). وما لبث أن وجد في الجامعة روحاً جديدة للعلم والبحث، فتلقى دروساً في الحضارة الإسلامية والحضارة المصرية القديمة، وأيضا دروسا في الجغرافيا والتاريخ، واللغات السامية، والفلك والأدب والفلسفة، على أيدي أساتذة مصريين وأجانب. وخلال تلك الفترة نال درجة “العالميّة” (الدكتوراه) التي نُوقشت في 15 مايو 1914، برسالة موضوعها “ذكرى أبي العلاء”، فكانت “أوّل كتاب قُدّم إلى الجامعة، وأوّل كتاب امتُحِنَ بين يدي الجمهور، وأول كتاب نال صاحبه إجازة علميّة منها “.
سافر إلى فرنسا لمواصلة التّعلّم، فانتسب إلى جامعة مونبيليه، حيث قضّى سنة دراسيّة (1914ـ 1915) ذهب بعدها إلى باريس، وانتسب إلى جامعة السّوربون، حيث قضى أربع سنوات (1915ـ 1919). أُرسل ليدرس التّاريخ في السّوربون، فما لبث أن أيقن بأنّ الدرجات العلميّة لا تعني شيئا، إن لم تقم على أساس متين من الثقافة. وليس إلى ذلك من سبيل سوى إعداد “الليسانس”، وأحرز درجة “الليسانس في التّاريخ” سنة 1917، فكان أوّل طالب مصري يظفر بهذه الشهادة من كليّة الآداب بالجامعة الفرنسيّة. وفي ذات المدة نفسها كان يُعدّ رسالة “دكتوراه جامعة” باللّغة الفرنسيّة موضوعها: “دراسة تحليليّة نقديّة لفلسفة ابن خلدون الاجتماعيّة ” (Etude analytique et critique de la philosophie sociale d’Ibn Khaldoun). ولم يكد يفرغ من امتحان الدكتوراه، حتّى نشط لإعداد رسالة أخرى، فقد صحّ منه العزم على الظفر “بدبلوم الدّراسات العليا ” (Diplôme d’Etudes Superieures) ، وهو شهادة يتهيّأ بها أصحابها للانتساب إلى دروس “التبريز في الآداب “.
وما هي إلاّ أن أشار عليه أُستاذه بموضوع، هو: “القضايا التي أقيمت في روما على حكّام الأقاليم الذين أهانوا جلال الشّعب الرّوماني، في عهد تباريوس، فقبله ومارسه بالصّبر على مشقّة البحث، والمثابرة على الفهم، حتّى ناقشه، ونجح فيه نُجْاحاً حسناً سنة 1919 .
في عام 1919 عاد طه حسين إلى وطنه، فعيّنته الجامعة المصريّة مباشرة أستاذاً للتاريخ القديم (اليوناني والرّوماني)، فظلّ يُدرّسه طيلة ستّ سنوات كاملات (1919-1925)، وفي سنة 1925 أصبحت الجامعة المصريّة حكوميّة، فعيّن طه حسين أستاذاً لتاريخ الأدب العربي في كليّة الآداب، وتقلد – منذ ذلك الوقت حتّى سنة 1952- مناصب علميّة وإداريّة وسياسيّة، ففي عام 1942، أصبح مستشاراً لوزير المعارف، ثم مديراً لجامعة الإسكندرية، حتى أُحيل للتقاعد في 16 أكتوبر 1944. واستمر كذلك حتى 13 يناير 1950 عندما عُين لأول مرة وزيراً للمعارف، وكانت تلك آخر المهام الحكومية التي تولاها، حيث أنصرف بعد ذلك وحتى وفاته عام 1973، إلى الإنتاج الفكري، والنشاط في العديد من المجامع العلمية، التي كان عضواً بها من داخل وخارج مصر .
أنتج طه حسين أعمالاً كثيرة، منها أعمال فكرية تدعو إلى النهضة والتنوير، وأعمال أدبية منها الروايات والقصص القصيرة والشعر. ومن أعماله: على هامش السيرة، الأيام، حديث الأربعاء، مستقبل الثقافة في مصر، الوعد الحق، في الشعر الجاهلي، المعذبون في الأرض، صوت أبى العلاء، من بعيد، دعاء الكروان، فلسفة ابن خلدون الاجتماعية، الديمقراطية في الإسلام، طه حسين والمغرب العربي .
قام كذلك بدور إجتماعي وسياسي كبير في إنهاض المجتمع المصري، وتنوير العقل العربي، وارتبطت به دعوة مبكرة من أجل مجانية التعليم، وهى الدعوة التي قادها تحت شعار “العلم كالماء والهواء، حق لكل إنسان “.
وظل طه حسين على جذريته بعد أن انصرف إلى الإنتاج الفكري، وظل يكتب حتى وفاته في 28 أكتوبر 1973 م بالقاهرة، عن عمر يناهز 84 عاما .
الموسيقار عمار الشريعي
أنجبت مصر عباقرة وعمالقة من المبدعين والرياضيين، الذين تجاوزوا إعاقاتهم وآلامهم فكان لهم شأن كبير في مجالاتهم. ومن هؤلاء عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، والأديب مصطفى صادق الرافعي، والموسيقار عمار الشريعي، والملحن الفنان سيد مكاوي، والإذاعي المرموق رضا عبد السلام، هذا بالإضافة إلى أبطالنا من الرياضيين، أمثال: إبراهيم حمدتو، والسباح مصطفى إبراهيم خليل، والرباع شريف عثمان وغيرهم .
موسيقار مصري, اسمه بالكامل “عمار على محمد إبراهيم على الشريعي”، ولد يوم 16 أبريل عام 1948م، في مركز سمالوط بمحافظة المنيا، درس بمدرسة المركز النموذجي لرعاية وتوجيه المكفوفين، ثم حصل علي ليسانس من قسم اللغة الإنجليزية، بكلية الآداب في جامعة عين شمس عام 1970م .
على الرغم من كونه كفيفا، إلا أن تلك الإعاقة لم تمنعه من ممارسة هوايته التي أحبها منذ طفولته، حيث تلقى علوم الموسيقى الشرقية على يد مجموعة من الأساتذة الكبار بمدرسته الثانوية، في إطار برنامج مكثف أعدته وزارة التربية والتعليم خصيصاً للطلبة المكفوفين الراغبين في دراسة الموسيقى .
تمكن الشريعي بمجهوده الذاتي من إتقان العزف على العديد من الآلات الموسيقية: منها البيانو والأكورديون والعود والأورج، ودرس أيضاً التأليف الموسيقي عن طريق مدرسة هادلي سكول الأمريكية لتعليم المكفوفين بالمراسلة، والأكاديمية الملكية البريطانية للموسيقى .
بدأ “الشريعي” مشواره الفني عام 1970م كعازف لآلة الأكورديون في عدد من الفرق الموسيقية، ثم تحول إلى الأورج، حيث أًعتبر نموذجاً جديداً في تحدى الإعاقة، نظراً لصعوبة وتعقيد هذه الآلة، واعتمادها بدرجة كبيرة على الإبصار .
في وقت لاحق إتجه “عمار الشريعي” إلى التلحين وتأليف الموسيقى، وكانت أول ألحانه أغنية بعنوان “امسكوا الخشب” للفنانة مها صبري عام 1975م، كما قام عام 1980م بتكوين فرقة “الأصدقاء” التي حاول من خلالها مزج الأصالة بالمعاصرة وخلق غناء جماعي يتصدى لمشاكل المجتمع .
بلغ رصيد الموسيقار المصري “عمار الشريعي” حوالي 150 لحناً لمعظم مطربي ومطربات مصر والعالم العربي، كما تميز في وضع الموسيقى التصويرية للعديد من الأفلام والمسلسلات التليفزيونية والإذاعية والمسرحيات، والتي نال العديد منها على جوائز على الصعيدين العربي والعالمي .
من أبرز الأعمال السينمائية التي قدم “الشريعي” الموسيقى التصويرية لها: “الشك يا حبيبي”، و”البرئ” و”البداية”، و”حب في الزنزانة”، و”أرجوك أعطني هذا الدواء”، و”أيام في الحلال” و”آه يا بلد” و”كتيبة الإعدام” و”يوم الكرامة” و”حليم”. ومن أعماله الموسيقية المسرحية: “رابعة العدوية”، و”الواد سيد الشغال”، و”علشان خاطر عيونك”، و”إنها حقاً عائلة محترمة”، و”الحب في التخشيبة ”.
قدم الشريعي عددا من الأعمال الموسيقية للتليفزيون: منها “الأيام” و”بابا عبده” و”دموع في عيون وقحة” و”رأفت الهجان” و”أرابيسك” و”العائلة” و”الشهد والدموع” و”زيزينيا” و”امرأة من زمن الحب” و”أم كلثوم” و”حديث الصباح والمساء” و”بنات أفكاري” و”البر الغربي” و”حدائق الشيطان” و”العندليب” و”محمود المصري” و”أحلام عادية” و”ريا وسكينة” و”بنت من شبرا ”.
اهتم “الشريعي” أيضاً بأغاني الأطفال وقام بعمل أغاني احتفالات عيد الطفولة لمدة 12 عاماً متتالية، وتولى خلال الفترة (1991 – 2003) وضع الموسيقى والألحان لاحتفاليات أكتوبر التي تقيمها القوات المسلحة المصرية بالتعاون مع وزارة الإعلام، وفي عام 1995م صدر قرار وزاري بتعينه أستاذاً غير متفرغ بأكاديمية الفنون المصرية .
نال الموسيقار “عمار الشريعي” خلال مشواره الفني العديد من الجوائز والأوسمة، حيث حصل علي جائزة مهرجان فالنسيا من أسبانيا عام 1986م، وجائزة مهرجان فيفييه من سويسرا عام 1989م، كما حصل علي وسام التكريم من الطبقة الأولى من سلطان عمان عام 1992م، ووسام التكريم من الطبقة الأولى من ملك الأردن، بالإضافة إلى جائزة الحصان الذهبي لأحسن ملحن في إذاعة الشرق الأوسط لسبعة عشر عاماً متتالية، وجائزة الدولة للتفوق في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة عام 2005م، وأيضاً العديد من جوائز جمعية نقاد السينما والمركز الكاثوليكي للسينما ومهرجان الإذاعة والتليفزيون عن الموسيقى التصويرية خلال الفترة (1977 -1990).
خاض “الشريعي” تجربة التقديم التلفزيوني من خلال تقديم وإعداد برنامج إذاعي لتحليل وتذوق الموسيقى العربية بعنوان “غواص في بحر النغم” عام 1988م، وبرنامج “سهرة شريعي” علي قناة دريم الفضائية، كما ساهم مع مؤسسة “Dancing Dots” الأمريكية في إنتاج برنامج “Good Feel” الذي يقدم نوتة موسيقية بطريقة بريل للمكفوفين .
رحل عمار الشريعي عن عالمنا في 7 / 12 / 2012.
الربّاع شريف عثمان.. زعيم الأرقام القياسية
من مواليد ١٥ / ٩ / ١٩٨٢ محافظة المنيا، بصعيد مصر، تحدى الصعاب من أجل تحقيق ميدالية بارالمبية جديدة، بعد التتويج بميداليتين ذهبيتين بدورتي بكين ٢٠٠٨ و لندن ٢٠١٢، ليخطف ذهبية ثالثة من أدغال الأمازون وبلاد السامبا، ويمتلك البطل البارالمبي روح التحدى والمنافسة والإصرار خاصة أنه بدأ حياتة كـ”بائع لبن” و”كاشير” وساعي، وغيرها من المهن، ولكنه قرر التحدي من نوع أخر بممارسة الرياضة، حتى وصل إلى العالمية وتحقيق حلم تمسك به ورفع علم مصر في المحافل الدولي، بدأ ممارسة الرياضة عام ٢٠٠٥ ولعب لعدد من الأندية، وحصل على الميداليات الآتية :
- الميدالية الفضية ببطولة العالم بكوريا ٢٠٠٦ .
- الميدالية الذهبية فى دورة الألعاب البارالمبية المقامة ببكين ٢٠٠٨ .
- الميدالية الذهبية ببطولة العالم بماليزيا ٢٠١٠ .
- الميدالية الذهبية فى دورة الألعاب البارالمبية المقامة بلندن ٢٠١٢ .
- الميدالية الذهبية ببطولة العالم بدبي ٢٠١٤ .
- الميدالية الذهبية بدورة الألعاب الإفريقية بالكونغو ٢٠١٥ .
- الميدالية الذهبية ببطولة كأس العالم بدبى ٢٠١٦ .
*الميدالية الذهبية فى دورة الألعاب البارالمبية المقامة بـ ريو دي جانيرو 2016 .
- الميدالية الفضية فى دورة الألعاب البارالمبية المقامة بـ طوكيو2021 .
محمد الديب .. بطل رفع الأثقال
من مواليد ٧/ ١/١٩٧٨، محافظة الغربية. بدأ ممارسة الرياضة عام ٢٠٠١ عن طريق نادي السلام بطنطا، لعب للأندية الآتية: نادى السلام طنطا، سماد طلخا، نادى الداخلية، نادى الإنتاج الحربى، نادى المنيا، نادى المصرية للاتصالات، وكان ضمن صفوف منتخب مصر فى عام ٢٠٠٧، و حاصل على وسام الجمهورية للرياضة من الطبقة الأولى، وحصل على الميداليات الآتية :
- الميدالية الذهبية ببطولة المغاربية الأولى عام ٢٠٠٩ .
- الميدالية الذهبية ببطولة أفريقيا بمصر عام ٢٠٠٩ .
- الميدالية الفضية ببطولة فزاع عام ٢٠١٠ .
- الميدالية الفضية ببطولة العالم بماليزيا عام ٢٠١٠ .
- الميدالية الفضية ببطولة فزاع عام ٢٠١١ .
- الميدالية الذهبية ببطولة خورفكان بالإمارات عام ٢٠١١ .
- الميدالية الذهبية ببطولة فزاع عام ٢٠١٢ .
- الميدالية الذهبية فى دورة الألعاب البارالمبية المقامة بلندن عام ٢٠١٢ .
- الميدالية الفضية ببطولة العالم بالإمارات عام ٢٠١٤ .
- الميدالية الذهبية ببطولة إفريقيا بالكونغو عام ٢٠١٥ .
- الميدالية الذهبية ببطولة كأس العالم بالإمارات عام ٢٠١٥ .
*الميدالية الذهبية فى دورة الألعاب البارالمبية المقامة بريو دي جانيرو 2016 .
فاطمة عمر .. صانعة التاريخ
وُلدت فاطمة عمر محمد عمر بطلة العالم في رفع الأثقال لذوي الإعاقة، في 6 أكتوبر 1973. بدأت ممارسة رياضة رفع الأثقال منذ أكثر من 20 عامًا، واستطاعت أن تشارك في 6 دورات بارالمبية متتالية. نجحت في حصد 4 ميداليات ذهبية في أوليمبياد سيدني 2000، وأثينا 2004، وبكين 2008، ولندن 2012، و ريو دي جانيرو 2016، وطوكيو2021، تم إختيارها أفضل لاعبة في أكثر من مرة في سجلات اللجنة البارالمبية الدولية عام 2012، وصاحبة الرقم العالمي في وزن 56 كجم، حيث رفعت فاطمة عمر وزن 142 كجم متقدمة بذلك على النيجيرية لوسي إيجيكي التي رفعت 135 كجم، بينما حلت في المركز الثالث التركية أوزليم بيشيريكلي ورفعت 118 كجم، وكسرت الرقم العالمي والأولمبي وسُجل باسمها . ولذلك فهى تعتبر أيقونة رفع الأثقال ليس علي المستوي العربي والأفريقي فقط، وإنما علي مستوي العالم، وحصلت على البطولات الآتية :
- الميدالية الذهبية فى دورة الألعاب البارالمبية المقامة بسدني عام 2000.
- الميدالية الذهبية فى دورة الألعاب البارالمبية المقامة بآثينا عام 2004 .
- الميدالية الذهبية فى دورة الألعاب البارالمبية المقامة ببكين عام 2008 .
- الميدالية الذهبية فى دورة الألعاب البارالمبية المقامة بلندن عام 2012 .
*الميدالية الفضية فى الألعاب الأفريقية البارالمبية المقامة بالكونغو 2015 .
*الميدالية الفضية فى دورة الألعاب البارالمبية المقامة بريو دي جانيرو 2016 .
- الميدالية الفضية فى دورة الألعاب البارالمبية المقامة بطوكيو 2021 .
دخلت التاريخ الرياضي كونها أول لاعبة فى التاريخ تحصل على خمس ميداليات ذهبية بارالمبية، هذا بالإضافة إلى فضية “طوكيو2021 ” والتي فازت بها فى منافسات رفع الأثقال تحت وزن 61 كجم نساء .
الرباع متولى مطحنة
من مواليد ٣٠/١١/١٩٧٤ بمحافظة المنوفية قرية شنوان شبين الكوم، بدأ ممارسة رفع الأثقال وعمره ١٠ سنوات عن طريق مركز شباب قرية شنوان . لعب لعدد من الأندية ومراكز الشباب، منها مركز شباب الحي البحري، ومركز شباب ناصر الشرقية، ونادى الاتحاد بالقاهرة ونادى اتحاد الشرطة الرياضي، ولعب لصفوف منتخب مصر منذ عام ١٩٩٦، وحصل على العديد من الميداليات منها :
وحصل على البطولات الآتية :
الميدالية الفضية فى دورة الألعاب البارالمبية المقامة بأتلانتا عام ١٩٩٦ .
الميدالية البرونزية فى دورة الألعاب البارالمبية المقامة بلندن عام ٢٠١٢ .
الميدالية الفضية ببطولة ماليزيا الدولية عام ٢٠١٣ .
الميدالية الفضية ببطولة العالم بدبى عام ٢٠١٤ .
الميدالية الذهبية ببطولة فزاع بالإمارات عام ٢٠١٥ .
الميدالية الذهبية فى دورة الألعاب البارالمبية المقامة الإفريقية بالكونغو 2015 .
رضا عبد السلام رئيس اذاعة القرآن الكريم
رضا عبد السلام حسن نموذج إنساني رائع. مذيع متميز بإذاعة القرآن الكريم منذ أكثر من 25 سنة، رغم إنه مولود بضمور في ذراعيه، وهو أول مذيع علي الهواء بهذه الإعاقة في العالم. من مواليد قرية كفر الشيخ إبراهيم مركز قويسنا محافظة المنوفية، وصل وتدرج في السلم الوظيفي بالإذاعة، حتي وصل الى رئيس اذاعة القرآن الكريم .
تفوق في دراسته رغم المعوقات وحصل علي ليسانس حقوق وليسانس دعوة إسلامية، بالاضافة الى حفظه للقرآن الكريم في مرحلة الطفولة، كما حصل علي الماجستير ويعد للدكتوراه، ولديه وجهة نظر في مشاكل المعوقين. وله كتابان الأول عن “أشهر معاقين في العالم”، والثاني بعنوان “حياتي “.
بعد تخرجه عمل فترة قصيرة في أحد مكاتب المحاماه، ولكن لم يجد نفسه في هذه المهنة. ثم فكر في العمل بإذاعة القرآن الكريم، خاصة أن شروط هذه المهنة تنطبق عليه، فاللغة العربية لديه قوية، حيث يجيد إلقاء الشعر والخطابة، لذلك ذهب إلي أحد أساتذتة بكلية الحقوق بجامعة طنطا، وقال له إنه يريد أن يعمل بالإذاعة، وبالفعل قام أستاذه بمساعدته، وأرسله إلي الكاتب الكبير عبد الوهاب مطاوع، وبعد أن استمع إليّه أرسله إلي الإعلامي الكبير فهمي عمر رئيس الإذاعة المصرية وقتها، والذي سأله ماذا تريد أن تعمل، فقال له: مذيعا بإذاعة القرآن الكريم. ودخل امتحان الإذاعة ولكنه رسب رغم نجاحه في فترة التدريب بشهادة من كان يدربه .
بعد ظهور النتيجة شعر وقتها بمرارة شديدة لعلمه أن السقوط ليس بسبب قصورٍ في إمكانياته بل لأنه معاق، فقرر وقتها ألا يستسلم وأن يعمل فيما يحب ما دامت مؤهلاته تسمح. وبالفعل عمل عامين بإذاعة وسط الدلتا الإقليمية حتي علم أن إذاعة القرآن الكريم تجري مسابقة لاختيار مذيعين جدد. فذهب وقدم مرة أخري وكان رئيس لجنة التحكيم وقتها الإعلامي الكبير حلمي البلك. فدخل عليه وكان مرتدياً جاكت فقام بخلعه دون أي مساعدة من أحد. ثم نظر إلي البلك وطلب منه عدم التعليق لحين انتهائه من إجابة كل الأسئلة الموجودة في ورقة الاختبار وبالفعل أجاب عليها كتابة بفمه ثم طلب من البلك إجراء حوار إذاعي معه، وبالفعل اقتنع البلك به وقبل تعيينه علي الفور كمذيع في إذاعة القرآن الكريم .
قدَّم «عبد السلام» عشرات البرامج التاريخية بإذاعة القرآن الكريم ومنها “مساجد لها تاريخ”، و”قطوف من السيرة” و”مع الصحابة”، « وبشر الصابرين»، الذى ظل يقدمه لأكثر من 10 أعوام، بجانب تغطيته لوقائع الحج عام 2006، وتغطيته لأكبر مسابقات القرآن الكريم العالمية بدبي، بالإضافة إلى تغطيته لمناسبة الإسراء والمعراج مباشرة من المسجد الحرام عام 2001، بالإضافة إلي الأمسيات الدينية والبرامج الحوارية الأخرى حتى صار كبير مذيعي إذاعة القرآن الكريم، ليصبح نموذجاً حياً للإرادة الصادقة التى تجسد حب الحياة ببلائها، وتحدى النفس حين تخور قواها.
مصطفي صادق الرافعى … معجزة الأدب العربى
مصطفى صادق عبد الرزاق بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي (1 يناير 1880 – 10 مايو 1937 م)، ولد في بيت جده لأمه في قرية بهتيم بمحافظة القليوبية، ثم عاش حياته في طنطا. ينتمي إلي مدرسة المحافظين وهي مدرسة شعرية تابعة للشعر الكلاسيكي) وأصيب بالصمم في الثلاثين من عمره ولم تقف إعاقته حاجزًا دون تحقيق شهرة أدبية واسعة .
شغل والده منصب القاضي الشرعي في كثير من أقاليم مصر وكان آخر عمل له هو رئاسة محكمة طنطا الشرعية، أما والدته فكانت سورية الأصل كأبيه وكان أبوها الشيخ الطوخي، وهو تاجر تسير قوافله بالتجارة بين مصر والشام، وأصله من حلب، وكانت إقامته في بهتيم من قرى محافظة القليوبية.
التحق الرافعي بالمدرسة الابتدائية في دمنهور حيث كان والده قاضيا بها وحصل على الشهادة الابتدائية بتفوق ثم أصيب بمرض يقال أنه التيفود أقعده عدة شهور في سريره وخرج من هذا المرض مصابًا في أذنيه، واشتد به المرض حتى فقد سمعَه نهائيا في الثلاثين من عمره. ولم يحصل الرافعي في تعليمه النظامي على أكثر من الشهادة الابتدائية، مثل العقاد في تعليمه. كذلك كان الرافعي مثل طه حسين صاحب عاهة دائمة هي فقدان البصر، وفقدان السمع عند الرافعي، ومع ذلك فقد كان الرافعي مثل زميله طه حسين من أصحاب الإرادة الحازمة القوية فلم يعبأ بالعقبات، وإنما اشتد عزمه وأخذ نفسه بالجد والاجتهاد، وتعلم على يد والده وكان أكثر عمل عائلته فى القضاء .
أبدع الرافعي في ثلاثة ميادين؛ الميدان الأول الذي انتقل إليه الرافعي، الذي كان مقيدًا بالوزن والقافية، هو ميدان النثر الشعري الحـر، أما الميدان الثاني الذي خرج إليه الرافعي فهو ميدان الدراسات الأدبية وأهمها كان كتابه عن تاريخ آداب العرب، وهو كتاب بالغ القيمة، ولعله كان أول كتاب في موضوعه يظهر في العصر الحديث، لأنه ظهر في أوائل القرن العشرين وبالتحديد في سنة 1911. ثم كتب الرافعي بعد ذلك كتابه المشهور تحت راية القرآن وفيه يتحدث عن إعجاز القرآن، ورد فيه على آراء الدكتور طه حسين في كتابه المعروف باسم في الشعر الجاهلي .
يأتي الميدان الأخير، الذي تجلت فيه عبقرية الرافعي ووصل فيه إلى مكانته العالية في الأدب العربي المعاصر والقديم، هو مجال المقال، الذي أخلص له الرافعي في الجزء الأخير من حياته وأبدع فيه ابداعا عجيبا، وهذه المقالات جمعها الرافعي فكانت كتابه وحي القلم .
وقال عنه الزعيم مصطفى كامل : «سيأتي يوم إذا ذُكر فيه الرافعيُّ قال الناس هو الحكمة العالية مصوغة في أجمل قالب من البيان». وقال عنه الأديبُ عباس محمود العقاد بعد وفاة الرافعي بثلاث سنين: “إن للرافعي أسلوباً جزلاً، وإن له من بلاغة الإنشاء ما يسلكه في الطبقة الأولى من كُتَّاب العربية المنشئين” .
الطفلة المعجزة .. رانيا صالح
لقبت بـ”الطفلة المعجزة” نتيجة نبوغها وموهبتها فى البرمجة والكمبيوتر رغم كونها من ذوى الاحتياجات الخاصة الداون، فهى المبدعة رانيا صالح التي عمرها العقلى لا يتعد ثلاث سنوات .
إعاقتها لم تسلب منها حياتها التى رسمتها، وأسعدت عائلتها بالعديد من الجوائز التى حصلت عليها، فهى الوحيدة فى العالم من فئة الداون الحاصلة على الرخصة الدولية للحاسب الآلى وصاحبة مركز لتعليم الكمبيوتر بالمجان .
وعن بداية اكتشاف موهبتها، قال صالح محمد والد رانيا: اكتشفت موهبة رانيا وهى فى الخامسة من عمرها، كنت اصطحبها معى فى العمل وفى إحدى المرات ذهبت لصيانة بعض الأعطال فى محل “سايبر”، وهناك شاهدت رانيا الكمبيوتر وتعلقت به كثيرا فكانت يوميا تذهب هناك حتى أدمنته، وتستيقظ من النوم وهى تبكى وتريد الذهاب مرة أخرى، استغربت كثيرا وظللت أراقب ماذا تعمل على ذلك الجهاز، وفوجئت عندما قال لى البعض أنها تصمم أشكالا وصورا على برامج الفوتوشوب، واستكمل حديثة قائلا: “قررت أن أساعد رانيا وأبرز موهبتها لتعيش حياتها كطفلة عادية ووفرت لها جهاز كمبيوتر وبحثت عن مدرس ليعلمها، ولكن عندما يعلمون أنها من ذوى الاحتياجات يرفضون بحجة أنهم لا يستطيعون التعامل معها، فقررت أن أكون الوسيط بين رانيا والمدرس وأتعلمه وأشرح لها بطريقتي ” ، وتابع: “صممنا برنامج باسم “أتعلم مع رانيا” عربي وإنجليزي، ووصلت موهبتها إلى وزارة التربية والتعليم، وحصلت على العديد من الجوائز منها مسابقة المبرمج الصغير لصناعة البرمجيات، التى تنظمها وزارة التربية والتعليم بالاشتراك مع شركة ميكروسوفت ووزارة الاتصالات لعدة سنوات متتالية، ومسابقة المبدع العربي الصغير فى النشر الإلكتروني، وكلفت من قبل مديرية التربية والتعليم بالشرقية بخطاب رسمي بتدريب طلبة التربية الفكرية التابعين للمحافظة “.
مازن حمزة .. أول معاق حركي يتحدى جبال الألب
ولد مازن حمزة فى العراق أثناء حرب الخليج، لذا لم يحصل على التطعيم ضد مرض شلل الأطفال، فتعرض للإصابة بإعاقة حركية، لكن الله رزقه بأب وأم على درجة كبيرة من الوعي والدراية جعلتهما لا يشعرانه مطلقا بأى إعاقة، حيث التحق بالمدرسة وكنت يتمرن على السباحة وشارك ضمن فريق الكورال بدار الأوبرا المصرية. كل هذا أكسبه ثقة شديدة بنفسه وجعله يعيش حياة طبيعية كلها حيوية. وكان طفلاً شقيا جداً، وعندما وصل إلى المرحلة الإعدادية أجرى عمليات فى قدمه ولكنها لم تنجح، وواصل تعليمه حتى التحق بكلية التجارة جامعة عين شمس، ولظروف خاصة قام بسحب أوراقه من الكلية، وبعد عام تقريبا التحق بكلية الإعلام بالتعليم المفتوح وحاليا يدرس بالفرقة الثالثة .
وعن كيفية دخوله عالم المغامرة وصعود قمم الجبال، كان هرم «خوفو» يمثل نقطة البداية، حيث وجد أنه لابد في التفكير والبحث عن حقوقه بأسلوب مختلف، وعبر عن ذلك بصعوده هرم خوفو حاملا لوحة مكتوبا عليها (أين حقوق ذوى الإعاقة). بعد ذلك صعدَ جبل سانت كاترين خلال ثماني ساعات بصحبة فريق إيطالي قام بتشجيعه بحماس منقطع النظير. ومن هنا كانت بداية معرفة الجمعيات الخاصة بذوي الإعاقة به واهتمامه بنشاطه، وتوالت مشاركاته معهم حيث شارك فى لجان الاستماع للدستور، وذهب من أقصى الصعيد إلى مرسى مطروح لتوعية ذوى الإعاقة بأهمية المشاركة السياسية .
وذات مرة وجد على شبكة الإنترنت إعلانا لإحدى شركات الاتصالات يقول “أرسل لنا حلمك وسوف نحقق أحلام عشرة متسابقين”، فشارك وكان حلمه أن يكون أول معاق يصعد جبال الألب بسويسرا وأرسل إليهم حلمه هذا ووصل إلى المرحلة النهائية من المسابقة، لكن كان يشترط وجود جمهور يعطونه أصواتهم، وفى تلك الأثناء تلقي دعوة من إحدى المؤسسات فى كوريا الجنوبية للمشاركة فى مؤتمر السلام للشباب، وسافر للمؤتمر وحصل على شهادة تفيد بأنه شخص مهم فى السلام المجتمعي فى منطقة الشرق الأوسط، ليعود بعد ذلك إلى مصر ويجد 834 ألف شخص قاموا بالتصويت لصالحه، وكانت مفاجأة مذهلة لم يكن يتصورها مطلقا. ثم سافر إلى سويسرا وصعد جبال الألب خلال ثلاثة أيام وعندما عاد إلى القاهرة وجد استقبالا حافلا من المهتمين بذوي الإعاقة وأصبح يحمل لقب “المغامر “.
عمر حجازى .. يسبـح 20 كيلو مترا بساق واحدة من الأردن إلى طابا
الشاب عمر حجازي أسطورة السباحة فقد ساقه اليسرى فى حادث سيارة، ومع ذلك لم ييأس، وعاش حياته بشكل طبيعي يمارس رياضة السباحة وتسلق الجبال، لكنه دخل فى تحد مع نفسه، حيث نجح في 30 – 4 – 2017 فى السباحة من ميناء العقبة الاردني إلى مدينة طابا المصرية، وقطع مسافة 20 كيلو مترا بساق واحدة فى 8 ساعات .
كان يعيش حياة طبيعية مثل كل الناس فبعد تخرجه فى كلية التجارة جامعة القاهرة عمل فى أحد البنوك الكبري، وكان يمارس عمله وحياته بشكل طبيعي، ومع حبه الشديد لتجربة الأشياء الغريبة كان يقوم ببعض المغامرات مثل تسلق الجبال والدخول فى مسابقات الغطس، إلى أن تعرض لحادثة فى أثناء قيادته دراجته النارية فقد فيه ساقه اليسرى، التي تم بترها من فوق الركبة. مع ذلك رفض الاستسلام للواقع ورفع شعار (أنا أختار)، ما يعني أن الإنسان هو صاحب قراره ومصيره، فليس هناك أي عائق يستطيع الوقوف أمام الإنسان إلا أفكاره .
بعد شفائه من الحادثة بدأ يمارس حياته بشكل طبيعي، وويتحدى ظروفه الجديدة وبدأ يتسلق الجبال ويمارس رياضة الغطس والسباحة. لم يلتفت لضعف النفس والإنكسارات التى تفتت الروح وأيقن أنه ليس هناك ما يمكنه جعل الحلم مستحيلا إلا الاستسلام للخوف من الفشل، وأن العزيمة والإيمان بالله يكشفان الكنوز المدفونة بداخلنا، وبدأ يكتشف قدراته ووجد نفسه فى رياضة الغطس والسباحة حتى بدأ التدريب يوميا عليهما وأتقنهما بشكل كبير .
وعن مغامرته الأخيرة فى السباحة من الأردن إلى طابا قال عمر: “الألم هو الذي يقودنا ويضع أقدامنا على طريق النجاح، ومنذ فترة وأنا أفكر فى طريقة أخدم بها بلدى فى ظروفها الصعبة، فقررت المساهمة فى الترويج للسياحة دون أن يطلب منى أحد ذلك، وفكرت فى السباحة من الأردن إلى مدينة طابا، وبدأت منذ فترة التدريب عليها، والحمد لله تحقق حلمي وقطعت مسافة 20 كيلو مترا من السباحة برجل واحدة من مدينة العقبة الأردنية حتى مدينة طابا المصرية فى 8 ساعات، وأصبحت أول مصري يقطع هذه المسافة وهو ما يؤهلنى إلى دخول موسوعة «جينيس» .
ووجه عمر نصائحه لذوي الإعاقة قائلا: “يجب على أي إنسان ذو إعاقة أو تعرض لإصابة أدت إلى تعرضه للإعاقة الابتعاد عن الأشخاص السلبيين لأنهم في الغالب يستنفدون طاقتك بسرعة ويسلبونك أحلامك، كما أن قيمة الحياة في التجربة وقيمة الإنسان في قوته وقدرته على المواجهة والانتصار، لذلك أنصح كل ذو إعاقة فرض وجوده على الحياة، ودفع بابها بمنتهى القوة ليكمل حتى النهاية، حتى تكتمل الصورة، وإن لم تكتمل، فعلى الأقل يكفيك شرف المحاولة “.
ياسين الزغبى .. بطل ركوب الدرجات
“ياسين شريف الزغبي” هو ذلك الشاب الذي جلس بجوار رئيس الجمهورية خلال افتتاح المؤتمر الدوري للشباب الرابع الذي أقيم في الأسكندرية، والذي احتضنه السيسي قائلا: “يشرفني أنني أجلس بجوارك”. كما قام بمنحه شهادة تكريم خلال الجلسة الختامية من المؤتمر في 25 / 7 / 2017 .
ينتمي ياسين إلى أسرة قاهرية تتكون من أب وأم وشقيق أصغر هو «أحمد»، ولم يقتصر اهتمامه على ممارسة رياضة سباقات الدراجات فقط، بل أطلق مبادرة منذ عدة أشهر تحت عنوان «شوف بطل»، وكان يقوم بزيارة المصابين من أبطال القوات المسلحة، ويتحدث معهم عن كيفية التغلب على الإصابة بالصبر والإيمان والتحدي، ويشرح لهم طرق التغلب على الوضع الجديد من خلال تجربته الحياتية .
“ياسين الزغبي”، عضو فريق “GBI ” لركوب الدراجات، فقد ساقه قبل 6 سنوات إثر اصطدام قارب سريع “لانش” به أثناء السباحة في مدينة شرم الشيخ، تسبب في إصابته في ساقه وذراعه الأيسر، وفقد ساقه اليسرى بعد جراحة أجريت له، وتم تركيب ساق صناعية خلال رحلة علاجه بالخارج .
تم تدريبه على موازنة الخطوات عن طريق العلاج الطبيعي، وشارك في رحلة مدرسية لركوب الدراجات حتى “العين السخنة” في شهر نوفمبر 2016، واعتبر ركوب الدراجات “رياضته المفضلة” بحسب تصريحاته التي نقلت عنه في فيلم وثائقي بثته القنوات التليفزيونية في 24 / 7 / 2017 قبل بداية المؤتمر الدوري للشباب الرابع .
“محمد خالد” .. “محارب لا يهدأ”
“محمد خالد ابن مدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية أيقونة مؤتمر الشباب لم تعجزه الإعاقة التي يعاني منها، والتي يأبى تسميتها “إعاقة”، انطلاقًا من إيمانه، أن الإعاقة في العقل فقط. وتعرض محمد للإعاقة في صغره أفقدته القدرة على التحرك والمشى بسبب خطأ طبي. ولكن لم تعجزه عن المشاركة، مثل شباب جيله، في المؤتمر الوطني الرابع للشباب بالأسكندرية ليجلس بجوار رئيس الجمهورية، وكبار رجال الدولة من الوزراء والمسئولين .
“كنت أبكي بمجرد استيقاظي من النوم لأنني أدركت أنني سأعيش طوال عمري جليس الكرسي المتحرك”، هكذا وصف محمد شعوره، وكانت نقطة التحول في حياة محمد -حسب وصفه- جملة طبيب له أثناء طفولته، قال له “ليه تعتبر المرض عدوك ممكن تصاحبه”، وكانت هذه بداية تحول شعور محمد من الإحساس بالعجز، إلى إيمانه بأن الإعاقة في العقل، مشيرًا إلى أنه وفقا لهذا المبدأ، أصبح يتعامل مع جميع الصدمات والأحزان والأوجاع .
تخرج محمد خالد من كلية الآداب قسم الفلسفة، ثم دفعه إصراره وطموحه إلى تعلم “الجرافيك” من خلال الإنترنت، واحترف الرسم الرقمي، وأنشأ شخصيات خاصة به، وحصل على العديد من شهادات الاعتماد الدولية من شركة “أوتوديسك”، كما التحق بمؤسسة للتدريب وخاض معسكراتها بجميع محافظات الجمهورية، حيث كون تجربة رائدة فى عالم الرسوم المتحركة، حتى كتب عنه أحد عمالقة هذا الفن “مصطفى عزازي”، واصفًا إياه بـ”المحارب الذى لا يهدأ”، متوقعًا له مستقبل باهر .
يؤكد محمد أن طريقة التفكير هي المتحكمة في الحالة النفسية للإنسان، وأنه يجب مواجهة المخاوف لا الهروب منها، وأن الإرادة هى الخط الفاصل بين المستحيل والممكن، والسعادة هي أن تنظر للجوانب المشرقة .
عزيزة عبدالستار .. الأم المثالية لمتحدي الإعاقة
هي د.عزيزة عبد الستار حمزة, رئيس قسم طب الأسنان, ومدير مستشفي السويس العام السابق. اقترنت قصتها بمعاناة أهالي السويس في فترة الحرب, لكن الإرادة الحقيقية وجينات الكفاح والمقاومة التي تعلمتها من أرض المدينة الباسلة كانت السبب وراء إصرارها علي تحقيق حلمها وتحديها لقرارات والدها الذي حرص علي بقائها بالمنزل رفقا بحالها ومعاناتها مع مرض شلل الأطفال.
عانت من شلل الأطفال في سن مبكرة، فقد سافرت مع أمها إلى قنا وعمرها 7 شهور، ووقتها كان لا يوجد تطعيم لشلل الأطفال وأصيبت بالمرض أثناء تواجدها هناك. ورفض والدها ووالدتها دخولها المدرسة حرصا على سلامتها, لكن عمتها أصرت علي إلحاقها بالمدرسة, وأمام هذا الإصرار وافق والدها وهي أخت لـ10 أشقاء .
عزيزة عبد الستار حمزة كان لديها هدف وهو أن تظل مقاومة ترفض رفع الراية البيضاء أمام هذا المرض اللعين الذي أعجزها عن الحركة فواصلت وكانت غايتها أن تصبح طبيبة فتحقق ما كانت تصبو إليه, ولم تكتف بذلك فعلمت أولادها (محروس، وآية، ويوسف) وغرست فيهم حب النجاح والإصرار والعزيمة وحذفت كلمة فشل من قاموس حياتهم .
تخرج محروس وآية من طب الأسنان متابعين طريق والدتهما, بينما رأي يوسف نفسه مهندسا واستطاع تحقيق حلمه لإسعاد أمه التي لم يعوقها شلل الأطفال, وجلس الأبناء الثلاثة يفكرون في طريقة يعبرون بها عن تقديرهم لجهودها معهم حتي قرروا إرسال قصة كفاحها إلي وزارة التضامن الاجتماعي لتحصل علي لقب الأم المثالية لمتحدي الإعاقة علي مستوي الجمهورية وتم تكريمها أما مثالية على مستوى الجمهورية في 21 مارس 2018 من الرئيس عبد الفتاح السيسي .
الأم المثالية “صباح حمزة” ” والدة الـ3 مكفوفين
فازت صباح حمزة حسانين أبوزيد بلقب الأم المثالية لابناء من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهي أرملة وتبلغ 59 عاما، وتقرأ وتكتب وتعمل “تاجرة تجزئة ” ، ولديها 3 أبناء مكفوفي البصر، ولكنها أسهمت في تعليمهم حتى حصلوا على مؤهلات عليا وأتموا حفظ القرآن الكريم، ويعتمد عمل صباح على شراء الخضار وبيعه، وصناعة “العيش” لتوفر لهم احتياجاتهم مع والدهم الذي كان يعمل في مصنع غزل ويعاني من مرض بالكبد .
الطفل المعجزة عبد الله عمار
حفظ عبدالله عمار القرآن الكريم فى 3 أشهر ونصف، يعشق إذاعة القرآن الكريم، ومن خلالها تعلق قلبه بالقرآن الكريم، كما أنه يعشق شيخ الأزهر الدكتور “أحمد الطيب”، ويعتبره مثله الأعلى .
وكرمه الرئيس عبد الفتاح السيسي للمرة الثانية فى احتفالات ليلة القدر، حيث كانت المرة الأولى فى 2016، تقديرا له لحفظه القرآن الكريم فى 3 شهور ونصف، والمرة الثانية قي 11 / 6 / 2018 خلال الاحتفال بليلة القدر رمضان 1439 هـ لحصوله على المركز الأول فى المسابقة العالمية لحفظ القرآن الكريم، التى أقيمت بالقاهرة، وقام الرئيس بمنح الطفل المعجزة مبلغًا ماليا كبيرًا، وشهادة تقدير .
قال الطفل المعجزة عبد الله بخصوص تكريمه خلال احتفالية ليلة القدر رمضان لعام 1439 هـ: “عندما توجهت نحو الرئيس قام بضمي إلى صدره كثيرا، بمشاعر محبة صادقة، وقال لى أنا دائما مرزق بيك يا “عبد الله” وربنا يوفقك وتفضل محافظ على تفوقك وتبهر الجميع، وطالبني بطلب أى شئ لتنفيذه “.
بدأت موهبة “عبد الله” فى سنوات عمره الأولى، حيث كان ميالا لسماع إذاعة القرآن الكريم، فاقترح أحد أئمة القرية ويدعى الشيخ “حمادة سالم” على أبيه، أن يرسله لحفظ القرآن الكريم لكى يحميه ويحفظه وخاصة أنه كفيف، فوافقت والدته على أن يُحضر شيخا لتحفيظه كتاب الله بالمنزل، ووقع الاختيار على أحد المحفظين، إلا أنه لم يكمل معه، فتوجهوا به للكتاب فى أنشاص الرمل لدى الشيخ “محمد حسن ” وكان عبد الله يبلغ وقتها من العمر 8 سنوات ونصف. وفى البداية أرسل الشيخ لوالده، وقال له: “عبد الله حفظه ضعيف، فطلب الوالد منه أن يصبر عليه، وبعد 3 شهور ونصف فوجئ بالشيخ يتصل به، ويقول لى “عبد الله” حفظ كتاب الله فى 3 أشهر ونصف الشهر، فقال والده متعجباً إزاى؟، فقال لى لا تسأل “الفتاح فتح عليه من عنده” وصلي ركعتين شكر لله وربنا هيبارك لك فيه “.
محمد ياسر يحصد 22 ميدالية فى التنس الأرضى
شق طريقه فى عالم الرياضة منذ الصغر، واستطاع تحويل نظرات الشفقة إلى إعجاب وتقدير لما يحققه من إنجازات تمثلت فى حصد العديد من بطولات التنس المحلية والدولية .
ويعانى محمد ياسر مرعي ( 20 عاما) من إعاقة سمعية بجانب إعاقة ذهنية بسيطة منذ مولده. وإلى جانب دراسته التى حصل فيها علي دبلوم المدارس الفنية التجارية، مارس رياضة التنس الأرضي مع بداية عامه العاشر، وذلك بتشجيع من أسرته، التى وقفت بجانبه ودعمته ولم تشعره فى أي وقت أن لديه نقص عن بقيه زملائه .
وكانت أول مشاركه له فى عام 2012 ببطولة الجمهورية للتنس الأرضي وحصل على المركز الأول، وتم ترشيحه بعدها للمشاركة فى بطولة العالم باليونان، ومنذ هذا الوقت عشق محمد هذه الرياضة، وأعطى لها كل وقته ومجهوده، واستطاع أن يتفوق فيها ويتقن كل فنونها، مما أعطى له الفرصة للمشاركة فى بطولة كأس مصر مع الاتحاد الرياضي المصرى للإعاقات الذهنية وحصد المركز الثانى .
شارك فى بطولة العالم للتنس الأرضى بسلطنة عمان عام ٢٠١٣ ونال المركز الثاني على مستوى العالم، مما أهله للمشاركة فى بطولة العالم بأمريكا 2014 وحقق المركز الثالث، واستمر محمد فى حصد البطولات حتى وصل رصيده إلى 22 ميدالية متنوعة فى هذه اللعبة الرياضية .
يؤمن محمد بأن الإعاقة ليست حاجزا أو عائقا لتحقيق كل ما يتمناه الإنسان، بل فى بعض الأحيان تكون حافزا على التفوق والنجاح، وهذا بجانب الدعم المعنوي من جميع الناس لكل شخص ذي إعاقة حتى يتخطى اليأس وينطلق نحو الهدف الذى يتمنى الوصول إليه .
مريم كمال .. الاحلام لا تعترف بإعاقة الجسد
فتاة أثبتت للعالم أن الأحلام لا تعترف بإعاقة الجسد، فهي نموذج مشرف تحدت واقعها الأليم وواجهت ظروفها الخاصة الاستثنائية، وسرعان ما حجزت لنفسها مقعدًا بارزًا في الصفوف الأولى، فتجد وجهها دائماً بشوشاً وابتسامتها المشرقة تلازمها. هي عازفة الكمان مريم كمال بأوركسترا النور والأمل للفتيات الكفيفات، التي تغلبت على إعاقتها البصرية، وشاركت في الأوبريت الغنائي «تحيا مصر»، خلال الحفل الختامي للمؤتمر الوطني السابع للشباب بالعاصمة الإدارية .
في البداية أعربت مريم كمال عن بالغ سعادتها بتكريمها من الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال حفل ختام المؤتمر الوطني السابع للشباب الذي عقد بالعاصمة الإدارية الجديدة؛ وقالت مريم لملحق «نجوم وفنون»: «أشعر بالفخر والعزة بعد تكريمي من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وخصوصًا أن الرئيس هو الذي قرر أن أكون ضمن المكرمين، ولم يتم إبلاغي قبل الحفل بالتكريم إطلاقًا، فكانت مفاجأة كبيرة لم أتوقعها ».
وأضافت: «في الحقيقة كلمات الرئيس بعد التكريم وسام على صدري حيث أبلغني أن صوتي مميز ومختلف وسوف يكون لي مستقبل كبير في عالم الفن، ولم يبخل علي ببعض النصائح، فشعرت أثناء حديثي معه أنه الأب الذي يحرص على تشجيع أبنائه للوصول إلى أحلامهم وأهدافهم، فهو الرئيس الإنسان في المقام الأول وقبل كل شيء، وطلب مني أن نقوم بالتقاط صورة، فالحوار مع سيادته كان بسيطا يعطي جرعه كبيرة من التفاؤل ».
وأكدت «مريم»، أن الكثير من الشخصيات الفنية والإعلامية رشحوها للغناء بالحفل على رأسهم هشام سليمان رئيس شبكة قنوات «dmc» ، وتم إبلاغها بذلك، وزاد حماسها عقب سماع كلمات الأغنية الوطنية الحماسية التي تحمل عنوان «تحيا مصر»، مضيفة: «في الحقيقة الغناء مع المطرب محمد الشرنوبي كان من أمنيات حياتي، التي تم تحقيقها في مؤتمر الشباب، ويرجع ذلك بسبب صوته المتميز، وهو على المستوى الشخصي ساعدني كثيرًا وكان مهتمًا بظهوري في أحسن صورة، وكواليس العمل معه تخللتها لحظات من المرح والصور المشتركة ».
الجدير بالذكر، أن مريم كمال اختارت اللغة «الإسبانية» لدراستها في كلية الألسن بجامعة عين شمس، و«الكمان» هو الآلة التي قررت تعلمها داخل أوركسترا «النور والأمل ».