بقلم / محمد سلامة
وكما ذكرنا في المقال السابق :
بعد أن بعث الله نبيه هود على قوم عاد ،
وهم اول مَن عبدوا الاصنام بعد الطوفان ،
لهدايتهم إلى طريق الله وترك عبادة الأصنام
وكانوا يعيشون في مدينة إرَم ،
في منطقة الأحقاف بين اليمن وعُمَان ،
الجنوب الشرقي للمملكة العربية السعودية ،
،،،،،،،،،،،،،،،،ء
لكنهم استمروا في كفرهم وضلالهم ،
ولم يتسجيبوا إلى دعوته ،
فحذرهم هود من غضب الله ،
ودعا عليهم وإستجاب الله ،
حيث حجب الله تعالى عنهم المطر ،
حتى حل عليهم القحط والجفاف ،
وأرسل عليهم الريح الشديدة العاصفة ،
حيث كانت الريح ترفعهم إلى السماء وتلقيهم على الأرض ،
وتدخل في اجسادهم تخرج احشائهم ،
وتتركهم خاوين مثل جزوع النخيل الخاوية
واستمرت لمدة ثمانية أيام وسبع ليالي ،
حتى دمرت كل شيء ولم يبقى منهم أحداً
إلا وسيدنا هود عليه السلام ومن آمن به ،
كما ترك عمرانهم ،
لتكون شاهدة على وجودهم بعد موتهم ،
وانتهى امر قوم عاد الى الابد ،
ليبدأ حديثنا الأن عن قوم جائوا بعدهم ،
في زمان ومكان مختلف !!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،ء
ففي ( وادي القُرى ) قريباً من منطقة تبوك ،
في الشمال الغربي لشبه الجزيرة العربية ،
على بعد 300 كيلو شمال المدينة المنورة ،
كانت تعيش قبيلة (( ثمود )) ،
وهي قبيلة مشهورة أتت بعد (( قوم عاد ))
ولكنهم لم يعتبروا بما كان من أمرهم ،
وكانوا أيضاً يعبدون الأصنام ،
برغم طوفان نوح من قبلهم ،
ويقال لهم : (( ثمود )) ،
باسم (( جدهم )) ثمود أخي جديس ،
وهما ابن عاثر ، بن ارم ، بن سام ، بن نوح عليه السلام ،
وكانوا عََرباً من العاربة (العرب الاصليين ) ،
ويسكنون الحِجر (( بين الحجاز وتبوك )) ،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،ء
فبعث الله فيهم رجلاً منهم ،
وهو نبي الله (( صالح )) بن عبيد
بن ماسح بن عبيد بن حادر بن ثمود ،
بن عاثر بن ارم بن نوح عليه السلام ،
فدعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له ،
وأن يخلعوا الأصنام والأنداد
ولا يشركوا به شيئاً ،
،،،،،،،،،،،،،،،،ء
وفي يوم من الايام
إجتمع بهم صالح عليه السلام ،
وقال لهم : ياقوم اعبدوا الله الواحد الاحد ،
واتركوا عبادة الاصنام ،
فالله ينفعكم ويرزقكم ،
الله الذي جعلكم خلفاء في الارض
من بعد قوم عاد تتخذون من سهولها
قصوراً وتنحتون من جبالها بيوتً ،
وجعل لكم الجنات والعيون
وزروعاً ونخلا كثيرة الثمر ،
قإذكروا نعم الله عليكم ،
ولا تكونو مفسدين في الارض ،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،ء
فقال له قومه :
والله ماانت الا رجل مسحور ،
ولا تدري ماتقول وما انت بنبي ،
فقال لهم صالح :
إني لكم رسول امين فإتقوا الله واطيعون ،
ولا اطلب منكم اجراً ولا اريد منصباً ،
فقال له قومه : ياصالح !!
ماانت الا بشر مثلنا ،
(( فأت بأية إن كنت من الصادقين )) ،
نريد معجزة ان كنت صدقاً نبي الله ،
،،،،،،،،،،،،،،،،،ء
فقال لهم صالح :
وماهي المعجزة التي تريدون ؟؟
فأشار أحدهم إلى (( صخرة هناك )) وقال :
إذا استطعت ان تخرج لنا
من هذه الصخرة الصماء ناقة ،
فسوف نؤمن بك ،
على ان تكون ناقة ولودة عشراء طويلة ،
وبدأ القوم يشترطون على صالح
صفات كثيرة للناقة (على سبيل التعجيز) ،
فقال لهم النبي صالح عليه السلام :
أرأيتم إن أجبتكم إلى ما سألتم ،
وعلى الوجه الذي طلبتم ،
أتؤمنون بما جئتكم به
وتصدقوني فيما أرسلت به ؟
قالوا: نعم !!
فأخذ عهودهم ومواثيقهم على ذلك ،
،،،،،،،،،،،،،،،،،ء
فقام صالح الى مُصلاه ودعا ربه
أن يُخرج ناقة من الصخرة ،
فإستجاب الله دعوته ،
فأمر الله عز وجل تلك الصخرة ،
أن تنفطر عن ناقة عظيمة عشراء ،
على الوجه المطلوب الذي طلبوا ،
أو على الصفة التي نعتوا ،
وخرجت الناقة من الصخرة الصماء ،
أمام أعين القوم اجمعين ،
بجميع المواصفات التي طلبوها ،
فإنقسم القوم بين قلة أمنت به
واغلبية كفر به ،،،، فقال لهم صالح :
ياقوم ،، هذه ناقة الله لكم آية ،
فدعوها تاكل من نبات الارض ،
ودعوها تشرب من البئر يوماً ،
واليوم الاخر أنتم تشربون ،
ولا تمسوها بسوء ،
فيأخذكم عذاب يوم عظيم ،
،،،،،،،،،،،،،،،،،ء
وبقي صالح في دعوته لعبادة الله
وترك الاصنام وهم مابين مصدق ومكذب ،
أما الناقة ،، فكانت تذهب للبئر يوماً
فتشرب مائه كله ، أما قوم ثمود
فكانوا يشربون من البئر في اليوم الاخر ،
ويشربون من لبن الناقة كفايتهم ،
،،،،،،،،،،،،،،،،ء
وفي احد الايام ،
بعد أن طال الحال على ماهم عليه ،
إجتمع القوم لينظروا في أمر الناقة ،
فقال احدهم :
إن الناقة قد شربت مائنا فما رايكم ؟؟
فقال اخر : أرى أن نعقرها (( نذبحها ))
ونستريح منها ،
فاعترض على ذلك القلة المؤمنة برسالته ،
ولكن الاغلبية الكافرة اصرت على نحرها ،
فإجتمع (( 9 رجال )) لقتل الناقة ،
وكانوا من اكثر الناس إفساداً في الارض ،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،ء
فعاقِر الناقة الذي سولت له نفسه قتلها
إسمه (( قدار بن سالف )) ،
واتبعه في ذلك ثمانية من قومه ،
فأصبحوا تسعة أشخاص ،
وترصد ( مِصدِع وقدار بن سالف ) للناقة ،
بعد أن زين لهما الشيطان عملهما ،
فرماها ( مصدع ) بسهم فكسر عظم ساقها
ثمّ تقدم إليها ( قدار ) فكشف عن عرقوبها ،
أي : (( جز رجلها بالسكين ))
فسقطت على الأرض ثمّ نحرها ،
،،،،،،،،،،،،،،،ء
ولما عرف صالح بما حدث للناقة ،
قال لقومه : ( تمتعوا في دياركم 3 أيام ) ،
وسيأتيكم العذاب بعدها ،
إنه وعد صادق من ربي ،
فما كان من قومه الا انهم استهزأو به
واستعجلوا العذاب وقالوا :
فليحل بنا عذاب ربك إن كنت صادقاً ،
،،،،،،،،،،،،،،،،،ء
فقال لهم صالح مؤكداً :
(( تمتعوا في داركم ثلاث أيام )) ،
قبل ان يحل بكم العذاب ،
فلم يصدقه قومه بل تأمروا على قتله ،
،،،،،،،،،،،،،،،،ء
ومن حكمة الله
أن أهلك الــ ( 9 رجال ) الذين قتلوا الناقة ،
قبل أن يهلك قومهم ،
وذلك بأن ارسل عليهم حجارة اهلكتهم ،
فلما كان يوم الخميس وهو :
اول الايام الثلاثة (( مهلة القصاص )) ،
كانت وجوه القوم مصفرة ،
فلما جاء المساء تنادوا وقالو ( متهكمين ) :
الا قد مضى يوم من الاجل ،
وفي اليوم الثاني (( يوم الجمعة )) ،
كانت وجوه القوم محمرة ،
قلما جاء المساء تنادوا وقالوا :
الا قد مضى يومان من الأجل ،
وفي اليوم الثالث (( يوم السبت )) ،
كانت وجوههم مسودة ،
فلما جاء المساء قالوا متهكمين :
ها قد مضى الاجل ،
،،،،،،،،،،،،،،،،،ء
فلما أشرقت شمس الاحد ،
جائتهم صيحة من السماء من فوقهم ،
ورجفة من أسفل منهم ،
ففاضت أرواحهم وزهقت نفوسهم ،
وكانو عبرة لمن جاء بعدهم ،
فلم يبق منهم إلا بيوتهم
التي تسمى (( مدائن صالح )) ،
ويقال أن صالحاً انتقل إلى حرم الله ،
فأقام به حتى مات ،، وهكذا ،
تنتهي قصّة قوم ثمود ،
كما انتهى من قبلهم قوم عاد ،
كما إنتهى من قبلهم قوم نوح ،
،،،،،،،،،،،،،،،ء
قال الله تعالى :
{وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُون،
فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ
أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ،
فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا
إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ،
وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} ،
صدق الله العظيم ،
،،،،،،،،،،،،،،،ء
والى أن نلتقي في مقال جديد مع
((مالا تعرفه عن قوم لوط )) ،
قوم ثمود وناقة صالح !!
تعليقات فيسبوك