ودع الوسط الرياضي يوم الأحد الماضي الرمز الرياضي الكبير.. وكيل وزارة الرياضة سابقاً الأستاذ إبراهيم بن علي محمد العلي –الشامي– رحمه الله، الذي ارتبط اسمه بتأسيس رعاية الشباب في أوائل الثمانينات الهجرية بعد معاناة طويلة مع المرض.
كان الفقيد يتمتع بصفات خلقية رفيعة محباً للخير وساعياً له، فأحبه كل من عرفه وتعامل معه، إلى جانب إخلاصه وتفانيه في العمل وقدم خدمات جليلة على مدى عقود للحركة الشبابية والرياضية وساهم في تطويرها من أجل وطنه.
ويعد الراحل من رواد الحركة الرياضية السعودية ومن القياديين المتسلحين بالخبرة الإدارية العريقة، وعاصر المدير العام لرعاية الشباب الأمير خالد الفيصل، ومن بعده الأمراء فيصل بن فهد -رحمه الله-، وسلطان بن فهد، ونواف بن فيصل، وترأس رعاية الشباب في فترة من الفترات بعد الأمير خالد الفيصل عام 1391هـ – 1971م.
مسيرته العملية بدأت قبل 69 عاماً
مسيرة الرائد الرياضي الراحل إبراهيم العلي في العمل الحكومي بدأت قبل 69 عاماً بتعيينه شاباً دون العشرين من عمره موظفاً بوزارة المعارف عام 1375هـ – 1955م، وتقلد عدة مناصب فيها، ثم بوزارة العمل والرئاسة العامة لرعاية الشباب التي بدأ عمله فيها عام 1383هـ – 1963م.
ويحمل الفقيد شهادة البكالوريوس آداب من جامعة الملك سعود عام 1390هـ -1970م، وحصل على عدة دورات في العمل والتنظيم الإداري الرياضي من داخل وخارج المملكة.
نال ميدالية الاستحقاق من خادم الحرمين
ونال ميدالية الاستحقاق من الدرجة الثانية الممنوحة له من خادم الحرمين الشريفين، بجانب جائزة اللجنة الأولمبية الدولية تقديرا لمجهوداته المخلصة في الميدان الرياضي على مستوى المملكة والشرق الأوسط، إضافة إلى حصوله على الجائزة التقديرية الممنوحة من الأكاديمية الأمريكية.
وتبوأ عدة مناصب قيادية وشرفية في العديد من الاتحادات، وفي منتصف عام 1421هـ – 2001م تم ترقيته للمرتبة الـ15 وكيلاً للرئيس العام لرعاية الشباب آنذاك الأمير سلطان بن فهد.
نهاية المشوار الرياضي الشبابي
فيما كان عام 1432هـ – 2012م نهاية مسيرة العلي العملية برعاية الشباب في عهد رئاسة الأمير نواف بن فيصل بعد مشوار طويل قدم فيه خدمات جليلة لبلاده في قطاع الرياضة قدم خلالها خلاصة تجاربه ومجهوداته العريقة في المجالين الشبابي والرياضي، وكان آخر مناصبه الرسمية مستشار الرئيس العام للشؤون الفنية.
أول رئيس للمنتخب بدورة الخليج
مثل إبراهيم العلي وطنه في العديد من المؤتمرات والمهرجانات الرياضية، وترأس وفود سعودية كان أولها قبل 54 عاماً حين كلفه الأمير خالد الفيصل برئاسة وفد أول منتخب سعودي يشارك في تاريخ دورات كأس الخليج العربي لكرة القدم في البحرين عام 1390هـ – 1970م.
صادق على مشروع البطولة
ويذكر التاريخ في هذه المناسبة أن العلي -رحمه الله- مثل المملكة العربية السعودية في اجتماع تنسيقي والتوقيع على مشروع قيام دورة الخليج العربي، وهي الفكرة التي انبثقت من ذهن الأمير خالد الفيصل، حيث دعمها بمشاركة الأشقاء في البحرين الذين تبنوها وحولوها إلى حقيقة، واستضافوا نسختها الأولى حين وجهت الدعوة لدول الخليج المنضوية تحت لواء الفيفا آنذاك (السعودية – الكويت) لعقد اجتماع يوم 19 يونيو 1969م (1389هـ) بمقر بلدية البحرين لبحث مسودة نظام الدورة، وعرضت على ممثلي الدول المشاركة، وكان ممن أقر مشروعها وصادق عليه ممثل المملكة إبراهيم العلي -الشامي-، بجانب الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة من البحرين، وأحمد السعدون من الكويت، وعبدالعزيز بووزيري من قطر.
تتويجه رئيساً
بكأس فلسطين
في عام 1406هـ – 1985م كلفه الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله- برئاسة وفد منتخب شباب المملكة المشارك في بطولة كأس فلسطين لكرة القدم بالجزائر، التي توج منتخبنا بطلاً لها.
أول من توج الهلال بالدوري
كما سجل التاريخ الرياضي أولوية أخرى لإبراهيم العلي كأول مسؤول في رعاية الشباب يكلف بتسليم كأس أول بطولة للدوري الممتاز عام 1397هـ – 1977م لنادي الهلال، وتم ذلك في قاعة فندق الإنتركونتيننتال بحضور رئيس النادي آنذاك صاحب السمو الملكي الأمير هذلول بن عبدالعزيز ونائبه الأمير خالد بن فيصل بن سعود -رحمهما الله-، بجانب لاعبي الفريق بقيادة الكابتن عبدالرحمن بشير الغول -رحمه الله-.
«الرياض» حاورته
قبل 38 عاماً
أولى إبراهيم العلي قطاع رياضة المعاقين جل اهتمامه ورعايته منذ أربعة عقود قبل تأسيس اتحاد رياضي يرعى نشاطاتهم، وكان الراحل آنذاك يتبوأ منصب وكيل الرئيس العام المساعد لشؤون الشباب، وكانوا يطالبون بإنشاء نادٍ رياضي خاص بهم يحتضن أنشطتهم الرياضية والثقافية والاجتماعية، ودعم الراحل إقامة مهرجان رياضي ترويحي لهم كان يرعاه شخصياً ويحضر حفله الختامي ويقدم الجوائز والهدايا للمشاركين كتجربة أولى في هذا المضمار، وأقيم المهرجان الأول عام 1406هـ – 1986م، وكانت جريدة «الرياض» تهتم بدعم وتغطية هذا المهرجان الذي كان يقام كل عام، وفي إحدى المرات تحدث العلي لـ»الرياض» في ذلك العام عن هذا التجمع الإنساني لشريحة غالية على المجتمع قائلاً: «حقيقة أنا سعيد برؤية المستويات الطيبة التي أظهروها الشباب في المسابقات المختلفة والروح الوثابة التي سادت كل الأبناء المشاركين في فعاليات الأسبوع الرياضي الترويحي الأول للمعاقين، وهذا يبعث الأمل في نفوسنا ونعتبرهم جزءا لا يتجزأ من مجتمعنا الغالي ومن شبابنا الناهض، ونتطلع بإذن الله إلى اليوم الذي نراهم فيه يمثلون بلادهم ويشرفونها بأروع تمثيل في المحافل الدولية».
وهذا ما حدث اليوم، إذ أضحى هناك اتحاد رياضي خاص بذوي الاحتياجات الخاصة يقوم على رعاية وتدريب رياضيينا من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين أصبحوا أبطالاً ساهموا في إضافة لبنات إلى صرح التفوق الرياضي السعودي على الساحة الخارجية.
نائب لرئيس الاتحاد الدولي للرياضة
تبوأ الأستاذ إبراهيم العلي -رحمه الله- العديد من المناصب القيادية والشرفية في العديد من الاتحادات والهيئات الرياضية المحلية والقارية والدولية وهي :
النائب الأول لرئيس الاتحاد الدولي للرياضة للجميع، نائب رئيس الاتحاد السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة، عضو الاتحاد السعودي لألعاب الفروسية ورمي السهام، رئيس اللجنة الفرعية بالرئاسة العامة لرعاية الشباب لمكافحة المخدرات، رئيس اللجنة التنظيمية لدول الخليج العربي للسباحة سابقا، نائب رئيس الاتحاد الآسيوي للسباحة، نائب رئيس الاتحاد العربي للسباحة، عضو اللجنة الأولمبية السعودية، عضو لجنة الشباب في جامعة الدول العربية (ثماني سنوات)، عضو مجلس إدارة معهد إعداد القادة.
رحم الله الفقيد «أبو علي»
نسأل الله أن يتغمد الفقيد إبراهيم العلي «أبو علي» واسع رحمته وغفرانه، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يجزيه خير الجزاء على ما قدم لشباب ورياضة الوطن.