بقلم /محمد سلامة
ومرت على نشأة الارض ملايين السنين بل مليارات ،
وبعد أن مهد الله الارض وارسى الجبال وشق الأنهار والوديان ،
وانبت الشجر من باطن الارض واخرج الثمر والرزق الوفير ،
وأنشأ السماء سبع سماوات طِباقا ، وسخر الشمس والقمر ،
والكواكب والنجوم كلُ في موقعه ،
وكل يجري في فلك محدد له ،
بعد كل ذلك ،، خلق الملائكة (( ليعبدوه ويسبحوه )) ،
وبعد أن وضع كل سبل العيش للإنسان من أنهار
ومحيطات وجبال ووديان وأشجار واسماك
وحيوانات وطيور ومخلوقات لايعلمها الا الله
(( خلق آدم )) ،
،،،،،،،،،،،،،،،،ء
وأخبر ملائكتة انه سيجعلة خليفتة في الارض ،
فظن الملائكة ان الله خلقة تقصيرا منهم ،
فقد خلق الله الجن قبل ادم ،
(( وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )) ،
وقد سفكو الدماء وافسدو في الارض ،
ولَم يعبدو الله حق العبادة ،
وكانت الملائكة علي علم بذلك ،
فطنو ان الخليفة الجديد (( أدم ))
سيكون كمن سبقة (( الجن )) !!
فقالو : يارب أتجعل في الارض
من يفسد فيها ويسفك الدماء ،
ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك !!
فأجابهم الله تعالى وقال :
(( اني اعلم ما لا تعلمون )) ،
فأجابت الملائكة بخوفاً وخضوع واعتراف :
سبحانك ربنا لا علم لنا الا ما علمتنا
انك انتِ العليم الحكيم ،
،،،،،،،،،،،ء
(( تجهيز أدم للهبوط للأرض والعيش فيها )) :
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،ء
وعلّم (( الله )) آدم كل الأسماء التي يتعارف بها الناس ،
مثل : إنسان ، دابة ، سهل ، بحر ، جبل ، طعام ، وغيرها ،
وعلمه ايضاً اسماء الملائكة ،
فقال الله لآدم مشيراً على الملائكة :
يا آدم أنبأهم باسمائهم ،
فلما انبئهم باسمائهم قال الله مخاطب للملائكة :
الم اقول لكم اني اعلم غيب السماوات و الارض ،
واعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون ؟؟
،،،،،،،،،،،ء
(( مراسم تكريم أدم عن باقي خلق الله )) :
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،ء
ثم امر الله الملائكة السجود لآدم
وكذلك امر ابليس ،
فسجدو جميعاً لآدم (( الا إبليس )) !!
أبا (( رفض )) لانه من الجن المتكبرين ،
فقال له الله ما منعك إلا تسجد إذا أمرتك ؟!
فأجاب ابليس : (( أنا خيراً منه )) ،
خلقتني من نار وخلقته من طين !!
،،،،،،،،،،،،،،ء
غضب الله على ابليس وقال له (( لإبليس )) :
إهبط منها ، فما يكون لك ان تتكبر فيها ،
إخرُج ،، انك من المهانين ،
ومن شدة كراهية ابليس لآدم
وقناعته ان الله غضب عليه بسببه ،
تدرع ابليس الى الله ورجاه قائلا :
يارب (( أمهلني الي يوم القيامة ))
ولا تقبض روحي قبل ذلك اليوم ،
فقال له الله : انك من المُنظَرين
(( المنتظرين )) أي المنتظرين (( لا يموت )) ،
(( ليومٍ معلوم )) يوم يعلمه الله وحده !!
قال ابليس : يارب لاغوين بني آدم
وأبعدهم عن الطريق الصحيح ،
فقد طردتني من رحمتك بسببهم
وسوف اجعلهم يعصونك ،
ليكون مصيرهم مثل مصيري ،
فقال له الله : اخرج منها (( جنة السماء ))
مذموماً ،، مطرودً من رحمتي ،
لاملئن جهنم منكم جميعاً انتِ ومن يطيعك ،
،،،،،،،،،،،،،ء
(( خلق حواء وبداية المتاعب )) :
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،ء
ثم خلق الله حواء من ضلع آدم لتكون زوجة له ،
مع العلم بأن إسم (( حواء )) لم يُذكر في القرآن ،
واسكنهم الجنه وسمح لهما بالتجول فيها ،
والتمتع بكل ما فيها من نعم وخيرات ولكن !!
حذّر الله آدم من (( شجره واحدة )) في الجنة كلها !!
طلب منه ومن زوجه عدم الاقتراب منها ،
فقال الله لآدم : ياآدم اسكن انتِ وزوجك الجنه ،
فكلا حيثما شئتما ولا تقربا هذة الشجرة
فتكونن من الظالمين ،
،،،،،،،،،،،،،،،ء
كان الشيطان ناقم علي آدم حاسده وحاقدا عليه ،
متمني زوال النعمة التي هو فيها ويريد الانتقام منه ،
فأخذ ابليس يأتي آدم وحواء من كل صوت ،
كي يقنعة بالأكل من تلك الشجرة ،
فقال ابليس : لآدم وزوجه حواء ،
لماذا يمنعك ربكم من الأكل من تلك الشجرة !!
إن فيها خلودك انتِ وزوجتك وبها مُلك لا يفني ،
فكلا منها فهذه هي شجرة الخُلد والحياة الابدية ،
قال ابليس : يا الله ، ما أذكي رائحتها ،
ما اروع طعمها وما اجمل شكلها ،
كُل منها يا آدم كُلي منها يا حواء
اني لكم ناصحاً امين ،
ستكونون مَلكين وستكونا من الخالدين ،
،،،،،،،،،،،،،،ء
وظل الشيطان يوسوس لآدم وحواء حتي أكلا منها ،
فلما أكلا من الشجرة علي الفور ،
حدث أمر غريب لهما !! (( بدت لهما سوآتهما ))
وإنكشفت (( عوراتهما )) وزال غطاء ستريهما ،
فأدرك آدم وحواء عظم الذنب الذي اقترفاه ،
واخذا يداريان عوراتهم بورق الجنه ،
وقيل انه ورق (( التين )) ،
،،،،،،،،،،،،،،ء
(( تأنيب الله لادم وحواء بسبب عصيانهما أوامره )) :
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،ء
فنداهم ربهم : الم أحذركم وانهاكما
من الاكل من تلك الشجرة ؟!
ألم أقول لكم أن الشيطان لكم عدو مبين ؟!
خجل آدم وحواء من معصيتهما وطلب المغفور من الله ،
فقال آدم : (( ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا
لنكونن من الخاسرين )) ،
فإستغفرو الله فغفر لهم ،
،،،،،،،،،،،،،،ء
(( خروج أدم وحواء وابليس من الجنة إلى الأرض )) :
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،ء
أمرهم الله جميعاً بالنزول والهبوط إلى الأرض ،
واخبر أدم وزوجه بأن العداوة بينهما وبين ابليس
ستظل قائمة الى يوم القيامة ،
وان ابليس لن يهدأ وسيظل يعمل ويعمل
على القائهم هم وابنائهم في معصية الله ،
إلااااااااااا ،، من كان قوي الإيمان بالله منهم ،
،،،،،،،،،،،،،ء
وهبطوا جميعاً الى الأرض :
(( أدم وزوجه ،، وإبليس )) !!
وتناسل آدم وحواء وانجبت قابيل وهابيل واخرون ،
وكانت حواء كلما تنجب تنجب توائم ،
ذكر وانثى ، وكانت لاتنقطع عن الانجاب ،
فكان الإبن الأكبر يتزوج البنت الصغرى ،
والإبن الأصغر يتزوج البنت الكبرى وهكذا ،
،،،،،،،،،،،،،ء
هابيل ،، كان عاقلاً باراً بوالديه ،
تزوج من انثى جميلة ،
أما أخاه قابيل !!
فلم يكن له نصيب من هذا الحظ ولا الخُلُق ،
فوقع من نصيبه زوجة دميمة ،
فطُلِب من كليهما أن يُخرجا قُربان (( صدقة )) لله ،
وكانت شعائر الصدقات في ذاك الزمان ،
لتعلم إن كان الله قبلها ام لا :
أن توضع الصدقة على قمة جبل ،
فإن جائت صاعقة عليها واحرقتها ،
فهذا يعني قُبولها ،
فلم يكن هناك فقراء حينئذٍ ،
والكل كان ياكل من كد يده ،
وأن لم تاتي عليها صاعقة وتحرقها ،
فذلك يدل على عدم قبول الله للقربان (( الصدقة )) ،
،،،،،،،،،،،،ء
فقدم كلاهما القربان على جبل ،
فتقبل الله قربان هابيل ولم يتقبل قربان قابيل ،
فدب الحقد والغيرة والحسد في قلب قابيل ،
وقال لأخيه هابيل ساقتلك ،
فقال هابيل لقابيل : انما يتقبل الله من المتقين ،
فإن بسطت الىّ يدك لتقتلني ،
ماانا باسط اليك يدي لاقتلك ،
إني اخاف الله رب العالمين ،
فطوعت له (( قابيل )) نفسه قتل اخيه فقتله ،
فأصبح من النادمين ،
فبعث الله (( غُراباً )) يبحثُ في الارض ،
ليُريهُ (( قابيل )) كيف يواري سوئة اخيه ،
قال (( قابيل )) : ياويلتا أعجزتُ أن أكون مثل هذا الغراب ،
فأواري سوئة أخي ؟! فأصبح من النادمين ،
،،،،،،،،،،،،ء
(( شيث ،، ولد أدم ونبي الله )) :
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،ء
وبعد أن قتل قابيل هابيل ،
وُلِد لأدم عليه السلام إبن سماه (( شيث )) ،
ومعنى شيث أي : (( هِبة الله )) ،
ليكون ثاني الأنبياء بعد أدم ،
أدم ،، الذي كرمه الله بخمس :
خلقه بيده ــ ونفخ فيه من روحه ــ واسكنه جنته ،
واسجد له ملائكته ــ وعلمه الاسماء كلها ،
وانزل الله في الدنيا (( 104 )) صحيفة ،
والصحيفة هي : كل مافيه كلام الله كالقرآن ،
أنزل منها (( 50 صحيفة )) على شيث عليه السلام ،
وباقي الــ 54 صحيفة نزلت على باقي الرُسُل ،
،،،،،،
وهنا ،، حضر أدم عليه السلام الوفاة ،
وقبل أن يتوفاه الله ، نادى ولده شيث عليه السلام ،
وبدأ يوصيه ويعلمه عدد ساعات الليل وساعات النهار ،
والعبادات التي تكون نهاراً والعبادات التي تكون في الليل ،
وبعد أن أكمل وصيته الى ابنه شيث ، مات أدم ،
مات يوم الجمعة ، وغسلته الملائكة ومعها مسك وكفن من الجنة ،
وكان الملك جبريل هو امام الملائكة في صلاة الجنازة ،
وقامت الملائكة بدفنه في قبر وصلوا عليه أمام ابنائهم ،
ثم قالو لابنائه : يابني أدم : هذه سُنتكم في موتاكم ،
والى يومنا هذا يتم الدفن بنفس طريقة ادم عليه السلام ،
،،،،،،،،،،،،ء
وبعد أن مات ادم استلم رسالة النبوة ولده شيث ،
ليسلمها من بعده الى : الى (( انوش ومن بعده (( قينن )) ،
ومن بعده (( مهلاييل )) ومن بعده :
(( خانوخ )) المعروف بإسم (( إدريس )) ،
فعندما مات ادم كان عمر ولده إدريس (( 308 سنة )) ،
ويبلغ عدد الانبياء منذ بدأ الخليقة 124 الف نبي ،
أما الرُسل ، فيبلغ عددهم 313 رسول ،
منهم من ذُكروا في القرآن ومنهم من لم يُذكر ،
،،،،،،،،،،،،،،ء
(( نبي الله إدريس )) :
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،ء
عاش إدريس في حياة أدم ،
وأدرك من عمره (( 308 )) سنة ،
فهو من أوائل بني أدم الذين أُعطو النبوة ،
ولقد أثنى الله على إدريس ووصفه بـ :
(( النبي ــ والصديق ــ والصابر )) ،
كما أن سيدنا إدريس هو (( أول من خط بالقلم )) ،
أو بمعنى أدق (( أول من خط بالعصاة على الرمال )) ،
ولقد ذُكِر سيدنا إدريس عليه السلام في القرآن مرتين ،
قال تعالى : وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ ۖ
كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ (85) ،،، سورة الانبياء ،
وقال تعالى : وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ ۚ
إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا (56) ورفعناهُ مكاناً عليّاً ،،، سورة مريم ،
،،،،،،،،،،،ء
فقد رفع الله نبيه الصالح سيدنا إدريس
إلى السماء الرابعة وهناك ،، رأى رسول الله محمد ،
فلما مر (( جبريل )) بسيدنا ادريس قال :
مرحباً بالنبي الصالح والاخ الصالح ،
فقلت (( محمد )) من هذا ؟؟
قال (( جبريل )) : هذا إدريس ،
،،،،،،،،،،،،،ء
وقد رُوي في قصة رفع ادريس الى السماء الرابعة ،
أن الله أوحى اليه إني (( الله عز وجل )) أرفع اليك كل يوم ،
مثل عمل جميع بني أدم ،
فأحب إدريس أن يزداد عملاً عن غيره من الناس ،
فكلم خليلاً له من الملائكة ،
وطلب منه أن يُكلم له ملك الموت ،
حتى يؤجل قبض روحي فأزدادُ عملاً ،
فأخذه الملكُ معه إلى السماء ،
فلما كانا في السماء الرابعة ،
إلتقى بملك الموت ،
فحدثه المَلك بما طلبه منه سيدنا إدريس ،
فسأله ملك الموت : أرأيت إدريس ؟؟
قال المَلَك : نعم ،، ها هو ،
قال مَلَكُ الموت : يالا العجب !!
أمرني الله بقبض روح إدريس في السماء الرابعة ،
فتسائلت ،، كيف اقبض روحه في السماء الرابعة
وهو في الارض !! ثم قام ملك الموت
بقبض روح سيدنا إدريس عليه السلام هناك ،
لتمر السنين والسنين
ويأتي نبي الله نوح وقصّة جديدة
في مقال جديد