يعتقد البعض أن فن التحنيط اندثر مع القرن الرابع بعد الميلاد حين حكمت روما مصر وانتشرت المسيحية لكن كشفت الدراسات أن المواد التي استخدمت في التحنيط في مصر القديمة استمرت مع مرور الزمن بدليل أن “الشعب المعاصر فى بابو غنيا الجديدة “يستخدمها حتى الآن حيث تبين أنهم مازالوا يحنطون موتاهم.
وتؤكد الدراسات الحديثة في علم المصريات ان التحنيط موجود بدليل وجود مختبرات التشريح التي تستخدم كطرق للحفاظ على الجثث لأغراض طبية وتعليمية وذلك يدل على براعة المصري القديم.
الذى انطلق فى فن التحنيط من إيمانه بالبعث والخلود الذى مكنه من الاعتقاد بوجود حياة اخرى تستحق السعادة الأبدية ، ولذلك اتجه للتحنيط لضمان ابدية الحياة الاخرى وذلك بخطوات تختلف من فرد لأخر ومن طبقة لأخرى .
خطوات التحنيط تبدأ أولا بإزالة أعضاء الجسد الداخلية المعرضة للتحلل مثل الدماغ واعضاء جوف البطن عدا القلب وذلك ايمانا منهم بأن القلب هو محور كينونة الشخص.
ثانيا: إزالة الرطوبة من الجسد بتغطيته بالنطرون وهو نوع من الملح يعمل كمادة حافظة ومجففة ثم تليها الخطوة الاخيرة حيث يتم لف الجثة بقماش الكتان المطلى بلصمغ.
اما عن المدة التى كان يستغرقها المصري القديم فى عمليه التحنيط فكانت نحو 70 يوم.
اما طرق عمليه التحنيط فتتنوع وتختلف باختلاف مستوى الطبقة الاحتماعية وهذا ما أكده المؤرخ الاغريقى “هيردوت ”حيث صنفها إلى ثلاث طرق طبقا للمستوى الاجتماعى حيث الاثرياء ، والفقراء والبسطاء.
بالنسبة” للأثرياء” تكون عملية التحنيط باهظة جدا وتتم بسحب الدماغ من فتحتى الانف بواسطة حديد معقوف
تستخرج بعد ذلك أعضاء البطن وينظف الجوف الداخلي باستخدام نبيذ النخيل والمركبات العطرية وعلى أثر ذلك تحشى البطن بنبات المر والقرفة وتوابل أخرى ثم تخيط البطن وتغطى بعد ذلك الجثة بالنطرون لمدة 70 يوم ثم تغسل وتلف بقماش الكتان وتطلى بالصمغ ثم تعاد الجثة إلى عائلتها.
وبالنسبة للطبقة المتوسطة تختلف طريقة التحنيط حيث تملء المحاقن بزيت شجرة الارز وتحقن في البطن فتحلل الامعاء والاعضاء الداخلية ويغطى الجسد بمادة النطرون 70 يوم ثم يغسل بزيت الأرز ويبقى من الجثة الجلد والعظم ثم تعاد الجثة الى عائلتها بدون لف.
اما الفقراء فان جوف البطن ينظف بحقنه شرجية معبأة بالزيت وتغطى الجثة بمادة النطرون مدة 70 ثم تعاد إلى عائلتها.