الرمال السوداء رواسب شاطئية تأتي من منابع النيل بها نسب مرتفعة من المعادن الثقيلة، وسميت بهذا الاسم لاحتوائها على نسبة عالية من معادن الحديد ذات اللون القاتم الأسود. ومن أبرز المعادن الموجودة في الرمال السوداء: الإلمنيت، والزركون، والماجنتيت، والروتيل، والجارنت، والمونازيت الذي يحتوي مواد مشعة. تقع كثبان الرمال السوداء على حدود الساحل الشمالي لمصر؛ فتبدأ من أبي قير إلى حدود رفح. ووفق تقديرات هيئة المواد النووية المصرية، توجد الرمال السوداء في مصر في 11 موقعًا.
اُستخدم مقياس طيف أشعة جاما عالي الدقة لتقدير توفر العناصر المشعة على طول مناطق رشيد الساحلية؛ فلوحظ أن كلا من اليورانيوم والثوريوم يتركزان في رواسب الرمال السوداء على طول الشاطئ. وأشارت النتائج إلى أن جسم الإنسان في مواقع الدراسة يتعرض إلى مخاطر إشعاعية تتجاوز الحد المقبول، كما أن المناطق التي يغطيها أعلى تركيز لليورانيوم والثوريوم تظهر أعلى مستوى من إنتاج الحرارة المشعة.
تعمل مصر على استخلاص المواد المشعة من الرمال السوداء لحماية البيئة، تعمل أيضًا على استغلالها اقتصاديًّا. فالرمال السوداء مصدرًا لعديد من الخامات المستخدمة في البناء والتشييد، مثل صناعة الحديد والصلب، إلى جانب استخدامات واسعة في صناعات الخرسانة والطلاء. فلها عوائد اقتصادية ضخمة، إذ تستخلص منها عشرات المعادن التي تدخل في الصناعات الاقتصادية الدقيقة التي تقدر بنحو 41 صناعة مختلفة.
يعد هذا المشروع من المشروعات المهمة التي تهدف إلى الحرص على البيئية في المقام الأول، ما زال التعامل مع تلك الكنوز الطبيعية له عائد اقتصادي ضخم.