قال نقاد مشاركون في مناقشة رواية صبحي موسى “نادي المحبين”، إنها كاشفة لفساد شريحة من النخبة المتواطئة مع جماعة الإخوان، وذلك بنادي أدب ثقافة الإسماعيلية، مساء أمس.
قدم الدكتور عبد الرحيم الكردي قراءة تفكيكية لمستويات السرد وعلاقات الشخوص وتصعيد الفعل الدرامي في الرواية، وأوضح أن الشخصية الرئيسية التي يمكن وصفها بالفساد، لم يأت فسادها من تلقاء نفسه، لكنه أتى من خلال فساد كل الشخوص الذين تعامل معهم، بدءا من أستاذه في المدرسة، وأصدقائه على المقهى، وضابط الأمن الذي جنده، والأمير الذي استغله، والصحفي الكبير الذي عرفه على الأمير، كل الشخوص كانوا فاسدين، ومن ثم فالنتيجة هي فساد الشخصية الرئيسية في النص، ومن ثم فالعمل في مجمله إدانة واضحة لمختلف الأطراف.
وتابع، إن ما حدث في مصر من بعد 25 يناير حتى 30 يونيو ليس نتيجة خطأ فردي، لكنه نتيجة خطأ كامل من الجميع، وتقصيرهم في أداء أدوارهم.
وتحدث الدكتور محمود الضبع عن الميتا تكست أو ما وراء النص، موضحا أن هناك عددا كبيرا من التأويلات لفكرة الشذوذ التي في النص، موضحا أنه يمكن تأويله على أنه معادل فني للشذوذ الفكري الذي أصاب المجتمع ككل، سواء من الإخوان والسلفيين وربما اليساريين والحكوميين أيضا.
وتابع الضبع: الخلل الذي أصاب الجميع في عهد مبارك أنتج هذا الخلل الفكري، والذي جعله الكاتب معادلا لفكرة الشذوذ الجسدي، كي يستوعب القارئ مدى الأزمة التي يعيشها المجتمع.
وذهب الضبع إلى أن موسى لعب في كل رواياته على التاريخ وآليات التعامل معه، لكنه في هذا النص لعب على الجانب السياسي أكثر، مما وضعنا أمام تساؤل عن حدود التاريخي والسياسي في الرواية، وهو ما يعد أمرا يصعب تحديده، لأن موسى لعب نصه باحترافية شديدة، فلا يمكننا أن نجد هذا الفصل الواضح، فالرواية تقدم تاريخا لفترة من أحرج فترات حياتنا السياسية حديثا.
الناقد والباحث في الأنثربولوجي الدكتور حمدي سليمان قدم موسى إلى الجمهور قائلا إنه قدم عددا من الروايات المهمة في مقدمتها “صلاة خاصة”، ذلك العمل الكبير والقوي والمهم جدا، فضلا عن أعمال أخرى لا تقل أهمية عنه مثل “أساطير رجل الثلاثاء، نقطة نظام، الموريسكي الأخير” وغيرها.
مردفا “لكن (نادي المحبين) هي الأبسط والأخف في تعقيدات الرؤية الروائية، ربما لرغبة الكاتب في تقديم نص يمكن قراءته على مستويات كثيرة”.
وتابع، “لكن موسى اسم كبير في المشهد الروائي المصري، وله إسهامه الواضح، ومشروعه الذي يعمل عليه، وميزته ككاتب أنه بنى نفسه بنفسه، وليس من خلال شلة أو حزب أو جماعة أو مصالح، ومن ثم فنصه هو الذي يحميه، وهو الذي أكسبه صلابته في هذه الأجواء التنافسية القاسية”.
ووجه صبحي موسى الشكر للحضور والمناقشين، وأكد على ما ذهب إليه حمدي سليمان، قائلا “كأنه كان يجلس في رأسي وأنا أفكر في كتابة (نادي المحبين)”.
وأردف ” كنت أبحث عن عمل خفيف يمكن قراءته على مستويات عدة، لكنه خادع، لأنه يقدم معلومات ومعارف وأسئلة تجبر القارئ على أن يفكر ويتأمل ويسعى لتقديم إجاباته، ومن ثم فهذا النص هو رواية تفاعلية تطرح رؤيتها في حدث شارك فيه الجميع، ومن ثم فهم أيضا من حقهم أن يطرحوا رؤاهم التي عاشوها من زواياهم، وهكذا تنتج لدينا عشرات الروايات التي تؤرخ أو تبحث في الفترة التي أعقبت ثورة يناير، وتسعى للإجابة عن سؤال ماذا حدث، وكيف حدث ما حدث؟”.
شهد المناقشة عدد من المثقفين المصريين المقيمين في مدينة الإسماعيلية، من بينهم الشاعر الكبير عبده المصري الذي تحدث عن الشخصية الرئيسية التي بلا اسم ودلالته، موضحا أنها شخصية مركبة من عدة شخصيات كثيرة، ومن ثم فهي شخصية النمط، وكلما وجدنا نموذجا لما طرحه النص سيجعلنا نشير إلى هذه الشخصية بوصفها النمط المؤسس.