كثيراً ما تقع بعض الأحداث أثناء تصوير بعض الأعمال الفنية فتتسبب فى تعطيل التصوير، وقد تكون هذه الأحداث كبيرة ومأساوية كوفاة أحد العاملين أو أبطال العمل أو وقوع حادث لأحد صناعه أو مرضه، وأحيانا تتسبب أمور قد تبدو صغيرة وتافهة فى تعطل التصوير، وهذا ما حدث أثناء تصوير فيلم لحن الخلود الذى قام ببطولته الموسيقار الكبير فريد الأطرش وسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة وماجدة والذى عرض بالسينما عام 1952.
واقتضى تصوير المناظر الخارجية للفيلم أن يسافر فريق العمل إلى منطقة ذات طبيعة جميلة وخلابة، فوقع الاختيار على منطقة مصيف بلطيم، وكانت إحدى اللقطات تقتضى صعود بطلى الفيلم فاتن حمامة وفريد الأطرش إلى مرتفع يصل إلى 300 متر، ليقفا فوقه بينما تنادى الفنانة ماجدة من أسفل التل لتسرع إليها فاتن حمامة.
وبدأ فريق العمل والبطلان يصعدون التل ومعهم معدات التصوير، وكلما صعدوا متراً تراجعوا نصف متر بفعل الرمال الناعمة، وبعد مشقة وعناء وصلوا إلى قمة التل المرتفع، واستعد الممثلون لتصوير المشهد ووقفت فاتن حمامة بجوار فريد الاطرش ودارت الكاميرا، ووقفت ماجدة تنادى من أسفل التل وهبطت فاتن، لكن المشهد لم يعجب المخرج هنرى بركات فصرخ “ستوووب”، وأعيد المشهد.
وفى المرة الثانية أيضا وبعد العناء الشديد وبعد أن هبطت فاتن، صرخ المخرج مرة ثانية “ستووووب” لأن ماجدة كانت تظن أنها بروفة فلم تنادى على فاتن كما يتطلب المشهد.
وعادت فاتن حمامة تصعد المرتفع مرة ثالثة بعد أن شعرت بإرهاق شديد، وبعد أن كادت تصل لقمة المرتفع إذا بفردة حذائها تغوص فى الرمال وتختفى.
وأخذ الجميع يبحث عن فردة الحذاء وسط هذه الرمال الناعمة، فى مهمة شاقة واستمر البحث وقتاً طويلاً، مما أصاب الجميع بحالة من الإعياء وأخيراً تم العثور على فردة حذاء فاتن، لكن كانت الشمس قاربت على المغيب ولم يعد التصوير ممكناً، واضطر المخرج لتأجيل التصوير لليوم التالى، ودفع المنتج أجور الممثلين والعمال والفنيين كاملة دون أن يتم إنجاز مشاهد هذا اليوم، بسبب فردة حذاء سيدة الشاشة العربية.