أحدثت ثورة المعلومات والاتصالات تغيرات جذرية في الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية التي كانت سائدة حتى بداية الثمانينات، في المجتمعات المتقدمة والمجتمعات النامية على حد سواء وان كان ببطئ نسبي في الدول النامية، حتى اصبحت المعلومات تهيمن على جميع علوم الحياة ، فعلى سبيل المثال أصبح التعليم والتربية الالكترونيان أمرا واقعا، حيث نشهد سنويا إقامة جامعات افتراضية او تقديم جامعات تقليدية لدروس او مواد دراسية باستخدام تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات بديلا عن الدروس التقليدية، وأصبحت هذه التكنولوجيا البعد الثالث في العملية التعليمية، وستشهد تكنولوجيا المعلومات تطورات واسعة في المستقبل لتأتي بأكثر مما نعرفه او نتخيله الآن .
ويمكن أن يقال الشئ نفسة في مجال التجارة والخدمات بصفة عامة. فلقد اصبح الاقتصاد هو اقتصاد معرفة واصبح عمال اليوم هم عمال يعملون برؤوسهم لا بأيديهم كما كان عليه الامر في اغلب الصناعات حتى نهاية السبعينيات، وتساهم تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات بفرض العولمة التي اصبحت ايضا عولمة الكترونية E-globalization.
ستتضمن الدراسة مفهوم مجتمع المعلومات، ونتائج مرحلتي القمة العالمية لمجتمع المعلومات (جنيف 2003 تونس 2005.)، واهتمامات الدول العربية بقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة وذلك من خلال عرض سريع لمحاور العقد العربي للمعاقين، والاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. كما تتعرض الدراسة إلى دور تكنولوجيا المعلومات في دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع، وسياسات الدول العربية حول توظيف تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات لخدمة قضايا المعاقين، وكيف يمكن توظيف المعلومات والاتصالات لخدمة قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة، خاصة انه من اكبر التغيرات التي احدثتها تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في الأوضاع المجتمعية المرتبطة بمفهوم الحدود الجغرافية فقد كانت الحدود الجغرافية عائقا في التواصل بين الناس، من اهل الثقافة الواحدة او الثقافات المتعددة. ولكن ألان لا توجد اي عوائق للتواصل بمعناه الواسع، أي التعرف على كافة الثقافات، أو التعرف على منتجات شركة او دولة أيا كان مكانها في الارض، والتعرف على مناهج وبرامج التعليم في دولة ما ، والحوار ضمن ما تتيحه معرفة اللغات .
تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات لخدمة المعاقين
تعليقات فيسبوك