افتتح سعادة عبد الله العويس، رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، والاستاذ محمد إبراهيم القصير، مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، مدير المهرجان، 4 معارض تنوّعت ما بين الشخصية الموازية والأعمال الخطيّة وأخرى المشغولة بالذهب، وذلك في ساحة الخط في قلب الشارقة، ضمن فعاليات الدورة الرابعة والعشرين من مهرجان الفنون الإسلامية، بحضور وفنانين وخطاطين وإعلاميين من مختلف دول العالم.
في البداية، تم افتتاح المعرض الشخصي الموازي “تجليات” للفنان السوري جلال المحارب، ومعرض “الرسم بالذهب” في بيوت الخطاطين.
وتجوّل العويس والقصير والحضور في معرض الفنان السوري، حيث اطلعوا على أعمال فنية متنوعة قدّمها برؤية جمالية لافتة، واستمعوا إلى شروح حول المعاني التي تحملها الأعمال فضلاً عن كيفية الاشتغال عليها، موضحاً أن المعرض يمزج ما بين الكلاسيكي واللوني الحروفي.
“تجليات”
“تجليات” معرض خطّي ذو طابع لوني حروفي تشكيلي وكلاسيكي يحكي قصّة جمال الحرف العربي، وقدرته على التجلّي بأبهى صورة وشكل، وقدرته على خلق جوّ من التناغم الروحي والبصري بواقع إبداعي.
ويحكي المعرض الحروفي قصّة مراد النفس البشرية، ورغبتها بالوصول لأبهى صور الجمال والإبداع عن طريق تعلّقها الفلسفي بخالقها، وانصهارها وذوبانها في الملكوت الإلهي، حيث إن الخطّ العربي كان وما زال يخلق مساحات واسعة، وآفاقاً لا متناهية من التميّز.
جلال إبراهيم المحارب (1973) من الأسماء السورية المعاصرة في مجال الخطّ العربي بأنواعه كافّة، فنّان متألّق يتميّز بالتمكّن القاعدي بالخطوط العربية، يتمكّن من ضبط القواعد ونسبها في الثلث والديواني والنسخ والرقعة وبقيّة الخطوط.
أما “الرسم بالذهب” فهو معرض يعكس استخدام فن التذهيب في تزيين اللوحات الخطية، فضلاً عن تزيين صفحات القرآن الكريم، ومع تطور فن الخط، تجددت الرؤية الفنية لفن التذهيب بأشكال متعددة، بحيث أصبح لكل بلد فنه الخاص.
ولم يعد فن التذهيب اليوم مرتبط بالخط، فيعرض اليوم كفن مستقل وقد أبدع الفنانون في هذا المجال.
ونرى، على نحو جمالي، في هذا المعرض إلى أعمال تم اشتغالها برؤية فنية عالية من 7 فنانات من إيران، وهن: أريزو شالي، وفاطمة دوستي، ومنيرة كلهر، وبروانة لطيفي، وبوران أزركمان، وستارة قنبري، وزهرا دوستي.
ومن بيوت الخطاطين إلى مركز الشارقة لفن الخط العربي والزخرفة، تجوّل العويس والقصير والحضور بين الأعمال الفية الخطية والحروفية وفن الذهيب، حيث تجلّت إبداعات الفنانين من خلال لمسات جمالية.
“مركز الخط”
واحتضن مركز الشارقة لفن الخط العربي والزخرفة معرض بعنوان “زوايا الإبداع”، ومعرض آخر بعنوان “زهور على حروف”.
ويأتي معرضُ “زوايا الإبداع” ضمن نشاطات الدورة الرابعة والعشرين من مهرجان الفنون الإسلامية، ويشارك فيه الخطاطين: محمد النوري ومصعب الدّوري من العراق، ومحمج فاروق الحدّاد من سوريا، بأعمال مفعمة بالإبداع وتنبض بالحياة.
وعلى جدران المركز وفي زاوية مُفعمة بالشّمسِ المُشرقةِ وبين مخابئ الطُرُقاتِ التاريخية للشارقة تنبضُ الجُدران بما تحملهُ من عناصر الجَمال العربي الأصيل. ومن هُنا، تتجسد فكرة معرض أساتذة مركز الشارقة لفن الخط العربي والزخرفة في رفدِ المشهد التشكيلي من رؤيةٍ مغايرة.
الفنّان محمد النوري (1966) خطّاط وتشكيلي عراقي سطع نجمه مع جيل الثمانينات، أنهى بكالوريوس فنون جميلة في جامعة بغداد، أستاذ فنّ الخطّ والزخرفة.
وشُغِفَ محمد فاروق الحداد (1974) بالخط العربي منذ بواكير طفولته، فتعلم فنون الخط عن طريق الاستاذ عدنان الشيخ عثمان.
أنهى الحداد درجة الدكتوراه من كلية الفنون الجميلة في جامعة لاهاي الدولية، المملكة المتحدة في العام 2018.
ومصعب الدوري خطّاط عراقي من مواليد 1974، أنهى البكالوريوس من كلية الفنون الجميلة جامعة بغداد، قسم الخطّ العربي والزخرفة الإسلامية في العام 1999.
“زهور على حروف”
يقوم معرض “زهور على حروف” على شراكة فنية بين الفنانين التركيين حسين كوندوز وبتول ديمير، ويركز على على ترميم العديد من الأعمال الخطّية و المزخرفة بلمسات تنطلق من إبداعهما في هذا المجال الفني الحيوي.
حسين كوندوز (1961) فنّان تركي عمل مع البروفيسور أمين بارين على دراسة التفاصيل الدقيقة لفنّ الخطّ، إضافة إلى إصدار دراسات عن الخط الكوفي والديواني، وأيضاً عن كيفيّة ترميم الخطّ. وفي العام 1985 تولّى مهامّه كمساعد باحث في قسم الفنون التركية التقليدية، قسم فنون الخطّ في جامعة معمار سنان للفنون الجميلة.
أما بتول ديمير (1988) فهي فنّانة تركية، تخرّجت من جامعة إسطنبول، كلية الآداب، قسم الثقافة والأدب الأمريكي في العام 2014، وما بين عامي 2008-2010، أخذت دروساً في الرسم في كلٍّ من بيلين ألتاي (جامعة إسطنبول التقنية) وأكاديمية رينك للفنون.