أن ممارسات الفن تدعم التجارب المتواصلة للبيئة ، وهي وسيلة لتنشيط اهتمامات الفرد بالبيئة وتوثيق علاقته بها ، ومن ثم يمكن أن نلاحظ أهمية هذه الممارسات لأولئك الذين فقدوا بعض وسائل التفاهم الرئيسية تماماً ، كالصم وضعاف السمع ، لكي يتمكنوا من التعبير عن أنفسهم ، وكذلك الأطفال الذين يجدون صعوبة في خلق الصلة بينهم وبين الآخرين ، ويعانون من الوحدة والانغلاق على مشكلاتهم دون البوح بها ونعني بهم فئة التوحد .
أن السماح للطفل من ذوي الإعاقة بممارسة التربية الفنية هو سماح له بأن يكون عضوا مؤثراً في بيئته المحيطة به ، من خلال ما تتضمنه أعماله الفنية ، من وجهة نظر خاصة لا تتشابه مع الآخرين ، وهذا يختلف عن بقية المواقف الحياتية الأخرى ، التي يكون فيها هذا الطفل نفسه متأثراً بالآخرين طوال الوقت ، ومعتمداً عليهم ، إن ممارسة التأثير في الآخرين ، والتأثر بهم ، تحدثان نوعاً من الاتزان الانفعالي لدى هذا الطفل .
أن التعبير الفني وسيلة مهمة يستطيع الفرد من خلالها أن يعبر وينفس عن صراعاته ومشكلاته ، عن شعوره ولا شعوره ، ودوافعه دون أن يلجأ إلى عمليات الضبط أو الحذف لكل ما يراه غير ملائم للتعبير ، كما يحدث في وسائل التعبير الأخرى ، وما يصاحب هذه العمليات نوع من الإشباع البديل للدوافع .
أن ممارسات الفن لها تأثيرها الايجابي على الأفراد ذوي الإعاقة ، من حيث توظيف العمليات العقلية كالملاحظة والانتباه والإحساس والإدراك والاختيار والتعميم والقدرة على فهم المعلومات البصرية ، وكل هذا التوظيف من المتوقع الاستفادة منه في مواقف الحياة المختلفة ، ولذلك تعتبر الممارسات الفنية وسيلة وجسراً لتعليم هذا الطفل وتكيفه مع مفردات البيئة .
أن ممارسات الفن لها – أيضاً – تأثيرها الايجابي على تنمية الحواس ، فهي تتيح للحواس وبعض من أعضاء الجسم ، كالبصر واللمس ، فرصة كبيرة لتناول الخامات ، ومعالجات متنوعة ، وهذا يساعد على تنمية الحواس ، والقدرة على التمييز بين الأشكال و الهيئات والصور و الألوان وغيرها ، وعلى توظيف العضلات الصغيرة والكبيرة ، وبالتالي اكتساب المهارات اليدوية .
إن ممارسات الفن لها أهميتها لدى الكثير من ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة الذين يميل بعضهم للعزلة والانسحاب ، وذلك بسبب ما يترتب على إعاقتهم من أحساس بضعف قدراتهم على التنافس والمشاركة ، فتقلل هذه الانجازات في الفن ، ومن شعورهم بالقصور والدونية ، وتنمي لديهم الشعور بالثقة بالنفس.
كما أن لممارسة التربية الفنية تتيح الفرصة إلى التنفيس وقد أكد أرسطو قديماً أن للتنفيس فائدة كبرى لأنه يساعد على التخلص النفس الإنسانية بتطهيرها من الانفعالات الزائدة أو من العناصر المؤلمة المتصارعة داخلها للوصول إلى نفس طاهرة متسامية ، وقد وجد أرسطو في الفن أفضل الوسائل للحصول على هذه النتائج .
تختلف وظيفة التربية الفنية للفئات الخاصة عن وظيفة التربية الفنية في مدارس العاديين ، فالتربية الفنية لذوي الإعاقة وظيفتها تكمن في إعداد أطفالاً غير عاديين للحياة العادية ، في حين أن التربية الفنية في مدراس التعليم العام تعد أطفالاً عاديين للحياة ، ولذلك كانت مهمة التربية الفنية لذوي الإعاقة أدق وأعمق وتتطلب جهوداً تربوية ضخمة
إن أهم مشكلة يواجهها الطفل من ذوي الإعاقة ، من خلال أنشطتها المختلفة يمكن أن تعيد تكيف الطفل من ذوي الإعاقة ومع المحيطين به ، فجوهر التربية عامة والتربية الفنية خاصة إنساني يهدف إلى الاهتمام بالإنسان ، ويحقق سعادته ويزيح كل المعوقات التي تعرقله .
تحاول التربية الفنية للوصول إلى نوع من التعويض ، بالتصحيح ، والمعاونة ، والعطف فإن هؤلاء الأطفال ذوي الإعاقة سيعزلون أنفسهم عن المجتمع ، وهناك خطورة تترتب على هذه العزلة ، فمجرد شعورهم بأنهم صنف يختلف عن الأطفال الأسوياء ، فإن هذا يسبب لهم اضطراباً في العلاقات الاجتماعية ، وعدم قدرة على التكيف كما يسبب لهم قلقاً ، وعدم اتزان انفعالي ، وهذه الظواهر حينما تضاف إلى العلل الأصلية ، فأنها تزيد من هذه العلل وتؤكدها وتؤثر بها على المجتمع بالتالي ..
من خلال تحقيق أهداف التربية الخاصة من عمليات تحقيق الذات والتوافق ومن خلال الممارسات الفنية المتعددة سواء التي تجري تحت إشراف معلم التربية الفنية أو المهتمين بالدراسات النفسية يمكن الوقوف على خصائص فنون الأفراد غير العاديين على اختلاف أنواعهم ، وهناك دراسات وضحت بعض مميزات رسوم الطفل الانطوائي والطفل الأصم ، والطفل الذي يعاني من انحرافات انفعالية بالإضافة إلى مميزات التعبير الفني للطفل الموهوب .
إن ممارسات الفن الموجهة إلى أغراض تشخيصية وعلاجية ، تقوي دفاعات النفس تجاه مصادر ومسببات الأمراض النفسية ، وتساعد المريض على تأسيس ما يسمى بالميكانيكية الدفاعية في سلوك بناء ، كما يتعلم دفاعات جديدة