يعد “مشروع إحياء البتلو”، ضمن المشروعات التي تهتم بها الدولة اهتمامًا كبيرًا، حيث تستهدف من خلال هذا المشروع صغار المربين وشباب الخريجين لمنحهم قروضا لشراء عجول البتلو من الأبقار والجاموس وأعلاف التغذية، والتي ستوفر فرص عمل وتنمية الثروة الحيوانية وتقليص الفجوة في أسعار اللحوم الحمراء وتوفير البروتين الحيواني.
وقال المهندس مصطفى الصياد، نائب وزير الزراعة للثروة الحيوانية والسمكية والداجنة، إن مجلس إدارة المشروع القومي للبتلو برئاسة وزير الزراعة واستصلاح الأراضي وفر تمويل جديد للمشروع بقيمة 37.5 مليون جنيه، مشيرًا إلى أن المشروع محليًا ومستوردًا يعمل على توفير لحوم حمراء بالسوق بسعر عادل ومناسب لكل من المنتج والمستهلك، فإن إقبال المربين غير المسبوق على الاستفادة من تسمين العجول المستوردة المحسنة وراثيا ًسريعة النمو بقرض قصير الأجل (6 أشهر) وبفائدة فقط 2.5% واستلام وزارة التموين نسبة من الرؤوس بعد تسمينها من المستفيدين بسعر عادل وطرح لحومها في منافذها بسعر مناسب ساهم في توازن وثبات الأسعار بالأسواق سواء كانت الرؤوس الحية للمواشى أو أسعار اللحوم الحمراء.وتابع الصياد، أن ثبات واستقرار أسعار رؤوس المواشى الحية واللحوم الحمراء خلال الفترة الماضية، وفي ظل الظروف الراهنة كان دافعًا قويًا ومشجعًا للعديد من صغار المربين للتقدم بطلبات للاستفادة من المشروع القومى للبتلو بشقيه المحلى والمستورد.ويستفيد من التمويل 193 من صغار المربين والمزارعين لشراء وتغذية 1921 رأس ماشية مستوردة محسنة وراثيًا سريعة النمو لتسمينها ضمن المشروع القومي لإحياء البتلو، ليصبح إجمالي ما تم تمويله للمشروع حتى الآن نحو مليار و688 مليون جنيه، لعدد 10059 مستفيدا، ولتمويل 118125 رأس ماشية.
وقد أعلن علاء فاروق، رئيس مجلس إدارة البنك الزراعي المصري، عزم البنك ضخ نحو مليار و100 مليون جنيه تمويلات جديدة في المشروع القومى لإحياء البتلو خلال الفترة القادمة بفائدة 5% متناقصة بالتنسيق مع وزارة الزراعة وموافقة البنك المركزي المصري، مضيفًا أن هذه التمويلات ستسهم في زيادة حجم المحفظة إلى أكثر من 2 مليار جنيه مقارنة بالرصيد الحالي، وهو 970 مليون جنيه بنسبة نمو نحو 114%.يُذكر أن البنك الزراعي المصري يساهم بشكل كبير في المشروع القومى لإحياء البتلو، حيث بلغ حجم الأعمال منذ بدء المشروع القومي للبتلو أكثر من مليار و600 مليون جنيه بالبنك الزراعي المصري، وتم سداد قروض وإعادة منحها لدورات متتالية، بينما تبلغ الأرصدة القائمة والمعتمدة حاليا 970 مليون جنيه.الجدوى الاقتصادية. بدوره، يوضح الدكتور مصطفى أبو زيد، الخبير الاقتصادي، أنه هناك جدوى اقتصادية كبيرة من المشروع القومي لإحياء البتلو، حيث إنه سيزيد العرض من اللحوم الحمراء في الأسواق، ويعمل على تلبية احتياجات السوق المحلي منها، فضلًا عن تحقيق الفائض من اللحوم والعمل على تصديرها للخارج، بدلًا من استيراد مصر خاصةً في أوقات المواسم مثل “عيد الأضحى المبارك- شهر رمضان الكريم”. ويتابع أبو زيد، أن المشروع سيعمل على توفير فرص عمل لصغار المريبن بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وسيعمل من خلال التمويلات لهم توسيع دائرة المشاركين في المشروع، وسيزيد من الإنتاجية أيضًا وعدد رؤوس الماشية، التي يمكن من خلالها توفير كثير من الدولارات اللازمة لاستيراد اللحوم من الخارج، لافتًا إلى أنه من الممكن أن ما يتم توفيره في هذا المشروع من العملة الصعبة استخدامه في مشروعات أخرى، كما أن المشروع سيزيد من فرص الاستثمار في هذا القطاع الحيواني مع زيادة الإنتاجية والدخل العائد منه. ويقول الدكتور شعبان درويش، مدير عام الطب البيطرى السابق بالجيزة، إن منع ذبح البتلو في السن الصغير لها سواء للذكور والإناث أمر جيد جدًا، فمنذ فترة لا تقل عن 20 عامًا كان هناك المشروع القديم للتأمين على الماشية، فكان يحصل المزارع على عدد 10 عجول على سبيل المثال لتربيتهم، وكانت الدولة تحصل عليهم مما ساهم في انخفاض أسعار اللحوم آنذاك بشكل كبير، مشيرًا إلى أنه منع ذبح اللحوم لوزن 350 كيلو للذكور وتباع كتسمين والإناث لسن العُشار، ويستفيد منها في الألبان.ويستكمل درويش، أن الدولة نادت بالمشروع القومي لإحياء البتلو منذ عام تقريبًا، وتأتي زيادة أسعار اللحوم البتلو نتيجة ارتفاع أسعار الأعلاف التي يتم استيرادها من الخارج، مثل الذرة الصفراء، خاصةً في فترة ارتفاع أسعار الدولار بشكل كبير، مما أدى إلى زيادة أسعار الأعلاف ثم أسعار اللحوم، مشددًا على منع ذبح البتلو وتشجيع المربي الصغير لتربية العجول مما سيعود بالنفع عليه وعلى الدولة أيضًا، فضلًا عن تشجيع الصناعات الصغيرة من خلال هذا المشروع، مطالبًا بتوسيع مساحات الأراضي لزراعة الأعلاف مثل الذرة الصفراء والأعلاف للتغذية للمواشي بدلًا من استيرادها على غرار تقليل الاستيراد من اللحوم.