بعث جمى كارتر رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الأسبق، رسالة للمشاركين فى حلقة النقاش التى ينظمها منتدى الجامعة الأمريكية فى الذكرى الأربعين لاتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، حيث أبدى كارتر أسفه لعدم تمكنه من حضور حلقة النقاش للاحتفاء بالذكرى السنوية الأربعين لاتفاقية كامب ديفيد التى أبرمت بين مصر وإسرائيل عام 1979، قائلا: “إن روزلين وأنا نشعر بالأسف لعدم تمكنا من أن نكون بينكم فى هذا المؤتمر ولكننا معكم بقلوبنا فى اجتماعكم فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة للاحتفاء بالذكرى السنوية الأربعين لاتفاقيات كامب ديفيد”.
وقال الرئيس الأمريكيى جيمى كارتر، فى رسالته، إنه عندما جمع فى سبتمبر 1978 بين الرئيس السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلى مناحم بيجن جاء هذا اللقاء بعد أربعة حروب كبرى ودامية خلال 30 عاما، موضحا أن الاجتماع استغرق 13 يوما فى كامب ديفيد، قائلا: “قمنا خلالها مع مستشارينا بمحادثات شديدة الوطأ وصعبة للغاية حتى توصلنا لإطار سلام لمنطقة الشرق الأوسط”.
واستكملت الرسالة: “لقد تطلبت المفاوضات وإبرام هذه الاتفاقيات العديد من الشجاعة والتضحية من جانب كل من السادات وبيجن، ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم ورغم تغير الحكومات ومواجهة العديد من الأزمات فى المنطقة، فإن اتفاق السلام الناتج عن كامب ديفيد لم يتم خرقه بل يستمر وباقيا على قيد الحياة، وقامت هذه الاتفاقيات على أساس التفاهم وتعاقد بين مصر وإسرائيل ولكنها اشتملت أيضا على إطار لحل المشكلة الفلسطينية فى جميع أوجهها”.
وأضافت الرسالة: “لقد كان فى اعتقادى الدائم أن المسألة الفلسطينية هى أساسية لتحقيق سلام شامل فى هذه المنطقة، وكنت فى بعض الأحيان متفائلا ورأيت أن السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين قاب قوسين أو أدنى وفى متناول أيدينا، ولكن للأسف الشديد يحزننى أن أقر أن هذا التفاؤل يصعب الآن تبريره والحفاظ عليه من جراء ما يحدث حاليا، فقد توسعت بكثرة المستوطنات الإسرائيلية فى الضفة الغربية فى العقود الأربعة منذ إبرام اتفاقيات كامب ديفيد، كما أن الفلسطينيين لا يزالون يعانون من خلافات وانقسامات رئيسية داخل صفوفهم، وتتعرض الديموقراطية فى إسرائيل للضعف المتزايد من جراء الاحتلال وآثاره”.
وأردف: “عندما قابلت أنور السادات للمرة الأولى كان مغرما بتكرار اعتقاده أن الولايات المتحدة تملك 99% من أوراق تسوية مشكلة الشرق الأوسط، لقد كان بالتأكيد مبالغا، ولكنه كان محقا فى اعتقاده أن الولايات المتحدة الأمريكية قادرة على القيام بدور ذى مغزى، ليس فقط بسبب مكانتها كقوة أعظم ومؤثرة وذات مصالح متعددة فى المنطقة، ولكن أيضا بسبب تأييدها لإسرائيل وكونها الداعم الأكبر لها”.
وقال: “لازلت بعد أربعين عاما أشعر بالفخر للدور الذى قمنا به فى إبرام السلام بين مصر وإسرائيل، وأعتقد أنه لا يزال فى مقدورنا تشكيل مستقبل السلام فى هذه المنطقة، وينبع التزامنا هذا من حتميات استراتيجية وأخلاقية ولكى ننجح فى القيام بهذا الالتزام فإننا يجب أن نتحلى بالأمانة والنزاهة كوسيط وأن نسترشد بمعايير العدل والإنصاف وأن نحترم المواثيق والالتزامات الدولية، كما أننا يجب أن نحافظ على المصداقية فى التعامل مع أطراف النزاع، وكذلك فى تعاملاتنا مع المجموعة الدولية بأسرها لكى نضمن تأييدها الذى هو فى النهاية الأساس الذى لا غنى عنه لنجاح أى اتفاق سلام تاريخى”.
وأنهى الرئيس الأمريكى السابق جيمى كارتر رسالته: “أبعث لكم أنتم المجتمعين فى القاهرة وتتذكرون جهودنا منذ 40 عاما فى كامب ديفيد بأفضل التمنيات للنجاح فى بناء سلام يؤسس لمستقبل هذه المنطقة”.