اندلع حريق هائل في المتحف الوطني بالبرازيل، ليلة أمس الأحد؛ ما أدى إلى تدمير القطع الأثرية التي لا تقدر بثمن، والتي يعود تاريخها إلى قرون، وقال الرئيس البرازيلي ميشيل تامر، إن الخسائر أكبر من أن يتم حسابها.
وحاول رجال الإطفاء من 7 محطات مختلفة السيطرة على الحريق الهائل في المتحف، الذي يقع في ريو دي جانيرو، وهو قصر ملكي سابق تم تحويله إلى متحف منذ 200 عام.
ويضم المتحف ما لا يقل عن 20 مليون قطعة أثرية، مع معارض في علم الإنسان البيولوجي، وعلم الآثار، وعلم الأعراق، والجيولوجيا، وعلم الحفريات وعلم الحيوان، وفقا للمعلومات الورادة على موقعه الإلكتروني.
ويضم المتحف مجموعة رائعة من التحف المصرية القديمة تفوق الـ700 قطعة أثرية، مثل المومياوات والتوابيت والتماثيل والمنحوتات الحجرية، دخل أغلبها إلى المتحف عام 1826.
• المجموعة الأولى:
دخلت المجموعة المصرية الأولى إلى المتحف عندما حصل عليها «نيكولا فينجو» من مرسيليا بعدما خرجت من مصر على يد المستكشف الإيطالي الشهير جيوفاني باتيستا بلزوني، الذي كان مسؤولا عن التنقيب في جبانة طيبة، ومعبد الكرنك بالأقصر.
وعرض «فينجو» القطع المصرية في مزاد في ريو دي جانيرو، واشترى الإمبراطور بيدرو الأول المجموعة بأكملها ثم تبرع بها إلى المتحف الوطني.
• تابوت المغنية سات آمون:
المجموعة التي بدأها بيدرو الأول تم توسيعها على يد ابنه، الإمبراطور بيدرو الثاني، المهتم بالآثار المصرية، ومجمع بارز للتحف الأثرية والإثنوغرافية.
وأضاف الإمبراطور البرازيلي واحدة من أهم الإضافات إلى مجموعة المصرية في المتحف الوطني، وهي تابوت للمغنية سات آمون، شا-آمون-أون-سو، التي تنتمي للعصر المتأخر، وحصل عليه الإمبراطور كهدية من الخديوي إسماعيل خلال رحلته الثانية إلى مصر، في عام 1876، ويتميز هذا التابوت بكونه نادرًا، لأنه لم يتم فتحه أبدا، ولا تزال مومياء المغنية بداخله.
وتم إثراء المتحف فيما بعد من خلال عمليات الاستحواذ والتبرعات الأخرى، حتى أصبح مع بداية القرن العشرين، يوجد به ما يجذب انتباه الباحثين وعلماء المصريات الدوليين.
إلى جانب التابوت شا-آمون-أون-سو، يمتلك المتحف 3 توابيت أخرى، لـ3 من كهنة آمون ينتمون للفترة الانتقالية الثالثة وعصر المتأخر، وهم: (حوري – بستيجف – هارسيس)، كما يوجد بالمتحف 6 مومياوات بشرية (4 بالغين وطفلين)، فضلا عن عدد من المومياوات وتوابيت للحيوانات (القطط، والأسماك، والتماسيح).
تابوت المغنية سات آمون
• مومياء الأميرة خريمة:
من بين المومياوات البشرية المميزة بالمتحف والأكثر شعبية في المجموعة المصرية، هي مومياء الأميرة خريمة «أميرة الشمس»، التي تنتمي للعصر الروماني، والتي تعتبر نادرة للغاية بالنسبة للتقنية التحضيرية المستخدمة، ولا يوجد سوى 8 أمثلة مشابهة لها في جميع أنحاء العالم.
الآميرة خريمة
• مقتنيات أخرى:
ويحتوي المتحف على عشرات القطع أغلبها ينتمي للمرحلة الانتقالية والعصر المتأخر، مثل لوحات رايا وهاونفر، اللتان تحملان أصولًا سامية موجودة في الكتاب المقدس وأقراص ماري، بالإضافة إلى شاهد ناقص ينسب إلى الإمبراطور تيبيريوس، من العصر الروماني.
ويحتوي المتحف أيضا على مجموعة من التماثيل الجنائزية، بما في ذلك مجموعة من القطع التي تعود للفرعون سيتي الأول، من قبره في وادي الملوك، وتمثال آخر نادر من الحجر الجيري لامرأة شابة، تنتنمي الدولة الحديثة، تحمل سفينة مخروطية على رأسها.
كما يتضمن المتحف مجموعة من النقوش والأقنعة وتماثيل الآلهة من البرونز والحجر مثل: (تمثال بتاح – سكر – أوزوريس)، وأطباق المرمر، والأقماع الجنائزية، والمجوهرات.