تشهد فعاليات النسخة الثانية من مهرجان الجونة السينمائي بمحافظة البحر الأحمر اليوم الثلاثاء، تقديم 14 فيلما ما بين روائي طويل، وقصير وفيلم تسجيلي، وجميعها أفلام ممزوجة بالشعور الإنساني، وما يحيط بالنفس البشرية، من أحداث يومية تموج بالصراع بين الحق والباطل.
ومن بين الأفلام التي ستعرض لجمهور المهرجان اليوم فيلم «يوم آخر من الحياة»، إخراج: راؤول دي أل فوينتي، وداميان نينو، والذى تدور أحداثه في مدينة وارسو حول «كابوتشينسكي» الصحفي اللامع والمخضرم في بداية الأربعينيات من عمره، وصديق مثالي للقضايا والثورات الضائعة، ويْقنع رئيسه في وكالة الأنباء البولندية بإرساله إلى أنجولا، التي كانت تشهد حرباً أهلية، ولبشاعة الحرب ينتابه شعور بالعجز لم يعرفه من قبل.
ويعرض فيلم «المرجوحة» إخراج سيريل عريس، ويحكى الفيلم عن أنطوان، وكيف عاش في ليلة عيد ميلاده الـتسعين، حيث يمضي الوقت ببطء شديد عليه، وهو ينتظر زيارة ابنته، بعد ذهابها في رحلة إلى الأرجنتين، في الوقت الذي تعاني فيه زوجته فيفيان من أمراض الشيخوخة أيضاً، وتصدم بخبر موت ابنتها في حادثة مأساوية وتقع الأم بين محنتين محنة كتمان حزنها على ابنتها، ومحاولة إخفاء تلك الحقيقة عن زوجها.
كما يعرض فيلم «قبور بلا أسماء» إخراج ريتي بان، ويحكى قصة طفل في الثالثة عشر من العمر، يبحث عن قبور أغلب أفراد عائلته الذين صُفوا خلال فترة حكم الخمير الحمر لكمبوديا.
ويعرض فيلم «راي و ليز»، إخراج ريتشارد بيلينجهام، حيث يأخذ الفيلم مشاهديه إلى ضواحي مدينة برمنجهام المهمشة، حيث تعيش عائلة ريتشارد بيلينجهام طقوسا متطرفة تكسر فيها محظورات اجتماعية، وبالعودة إلى ذكريات المصور والمخرج بيلينجهام، يركز الفيلم على والديه راي وليز، وعلاقتهما، و تأثيرها عليه وعلى شقيقه الأصغر جاسون كطفلين ينشأن في شقة مهملة في مدينة الفحم الأسود.
ويعرض اليوم فيلم «عيار ناري» إخراج كريم الشناوي، حيث يأخذنا الفيلم إلى اشتباكات لاظوغلى، حيث تصل جثث الضحايا إلى المشرحة وبينها جثة علاء أبو زيد، ويقوم بتشريحها طبيب سكير يعاني من مشكلات عائلية، ويثير تقريره الطبي كثير من الهوس الشعبي والعالمي، وتطاله اتهامات سياسية وأخلاقية ويبدأ الطبيب رحلته بمعاونة صحفية متحمسة لإثبات صحة ما ورد في تقريره.
كما يعرض فيلم «أوليس ومنى» إخراج سيباستيان بتبيدر، حيث يعتزل أوليس عمله الفني منذ أعوام ليحيا وحيدا مع كلبه جوزيف في منزل قديم معزول، وتكتشف منى ذات العشرين ربيعاً الإنترنت فتقرر البحث عنه، وتساعد العلاقة الخاصة التي تنشأ بينهما في إعادة تواصله مع العالم في لحظة حرجة من حياته.
كما يعرض فيلم «8 ونصف» إخراج فيدريكو فيلليني، ويحكى الفيلم عن قصة المخرج السينمائي جويدوا الذى يحاول الاسترخاء، لكنه لم يفلح في الحصول على لحظة سلام واحدة بسبب الأشخاص الذين عملوا معه في الماضي ويريدون باستمرار الحصول على فرص عمل جديدة، فيبدأ في استدعاء أحداث حياته الرئيسية ويتذكر النساء اللاتي أحبهن واللاتي تركهن.
وكان المهرجان، شهد مائدة حوار حول تمكين المرأة من خلال السينما، وأدارتها المنتجة التونسية درة بشوشة، وبمشاركة المخرجة ريم صالح، والمونتيرة بينا بول ورئيس المجلس القومي للمرأة مايا مرسي.
وبدأت الندوة بحوار حول دور النساء في صناعة السينما ليس فقط من خلال التمثيل ولكن في التصوير والإنتاج والإخراج وغيرها من أشياء أخري داخل الصناعة.
وناقشت الندوة أهمية المرأة في العالم العربي، ليس فقط من خلال التمثيل ولكن في التصوير والإنتاج والإخراج وغيرها من مجالات الفن.
وقالت مايا مرسي إن نسبة الأفلام التي تتحدث عن قصص النساء زادت بنسبة 23%، متمنية مضاعفة هذا الرقم .
وكشفت المخرجة ريم صالح ، تعرضها أيضاً للتنمر عند استعدادها لتقديم فيلمها وعاشت بسببه أوقاتا صعبة، مشيرة إلى أنه تم انتقادها بسبب فيلمها «الجمعية» الذي قامت من خلاله بسرد قصة حقيقة من منظور امرأة.
وشددت درة بشوشة على أهمية الالتفات للأعمال التليفزيونية التي وصفتها بأنها من أهم وسائل الإعلام المرئية، لافتة إلى أن تصوير المرأة يتم بصورة تسئ لها، فيجب النظر للأعمال التي يقدمها التليفزيون لأنه وسيلة خطيرة.
وكان تم تكريم المنتجة التونسية درة بشوشة في حفل افتتاح مهرجان الجونة السينمائي في دورته الثانية، بعد مسيرة حافلة بالعمل والنجاحات حتي باتت واحدة من أبرز السينمائيات في القارة الأفريقية علي الإطلاق، وتترأس واحد من أهم صناديق الدعم الفرنسية لمدة ثلاث سنوات، فضلا عن مشاركتها في العديد من المهرجانات الكبرى حول العالم ووصولها إلى أكاديمية الأوسكار.