كشفت خطة العمل الشاملة التي وضعتها الصين تحت عنوان ( البرنامج التنفيذي لمنتدي التعاون الصيني – العربي بين عامي 2018 -2020 )، والذي تم التصديق عليها مؤخرا في الاجتماع الوزاري لمنتدي التعاون الصيني – العربي في بكين، أن الصين تولي اهتماما كبيرا لتعزيز علاقات التعاون مع الدول العربية في كافة المجالات من خلال مبادرة الحزام والطريق.
وحدد البرنامج التنفيذي – في تقرير وزعته سفارة الصين بالقاهرة -خطوات العملية للتعاون المشترك بين الصين والدول العربية في المجالات السياسية والاقتصادية والطاقة والموارد الطبيعية والبيئة والزراعة والسياحة والصحة وتنمية الموارد البشيرة والثقافة والملكية الفكرية والحوار بين الحضارات والتربية والتعليم والبحث العلمي والعلوم والتكنولوجيا وكذلك الإعلام والنشر والإذاعة والسينما والتليفزيون والتعاون في المجال الأهلي.
وأكد البرنامج على ضرورة مواصلة تعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية القائمة على التعاون الشامل والتنمية المشتركة والمتجهة نحو المستقبل في إطار المنتدى، مشيرا إلى اتفاق الجانبين على تعزيز آليات المشاورات السياسية في إطار الاجتماع الوزاري واجتماع كبار المسؤولين والحوار السياسي الاستراتيجي على مستوى كبار المسؤولين، من أجل تبادل وجهات النظر والتنسيق حول القضايا السياسية الرئيسية والأزمات الطارئة على الساحتين الإقليمية والدولية.
وأضاف أن التعاون الاقتصادي يشمل مواصلة دفع الصين والدول العربية للبحث في إبرام اتفاقيات تفادي الازدواج الضريبي ومنع التهرب من الضرائب، واتفاقيات ثنائية حول حماية وتشجيع الاستثمارات واتفاقيات التعاون في مجال البنية التحتية والعمالة ومناطق التعاون.
كما يطالب البرنامج التنفيذي بإنشاء المزيد من غرف ولجان التجارة الثنائية والمشتركة وغيرها من آليات التعاون الثنائي وكذلك العمل على إنشاء آليات فض المنازعات التجارية بين الجانبين على المستويين الثنائي والجماعي لمعالجة المسائل التجارية، وإنشاء آليات الإنذار المبكر للمنازعات التجارية على المستويين الثنائي والجماعي.
وأوضح البرنامج أهمية الإسراع في إنشاء منطقة التجارة الحرة بين الصين وفلسطين، والعمل على استكمال المفاوضات الخاصة بإنشاء منطقة التجارة الحرة بين الصين ومجلس التعاون الخليجي في أسرع وقت ممكن، ودعم تحرير وتسهيل التجارة بين الدول العربية والصين، لافتا إلى دعم (بكين) لاستضافة (دبي) لمعرض اكسبو 2020 وبذل الجهود لمشاركة الصين في هذا المعرض.
وأشار إلى الدعم من حيث المبدأ لمبادرة بنك الصين للتنمية والبنوك المعنية للدول العربية لإنشاء “رابطة المصارف الصينية -العربية” في إطار المنتدى، ودعوة الجانبين لاستكمال الإجراءات التأسيسية، والبحث في سبل توفير الدعم والخدمات المالية لإنشاء المشاريع الصينية والعربية الهامة، مشددا على ضرورة التوظيف الكامل لميزة بنك الصين للصادرات والواردات وغيره من المؤسسات المالية السياسية لتقديم الدعم والتسهيلات المالية السياسية والاستثمار والمقاولة الهندسية والنشاطات التجارية التصديرية والاستيرادية بين الجانبين.
ونوه البرنامج إلى أهمية تعزيز التعاون الثنائي في مجال تشغيل وإدارة الموانئ والإدارات البحرية والمطارات ومحطات النقل البري والمراكز اللوجستية والسكك الحديدية، ودعم الشركات الصينية للمشاركة في تنفيذ مشروعات البنية التحتية للدول العربية في مجالات السكك الحديدية والمطارات والموانئ والطرق العامة والطاقة والكهرباء والاتصالات والمياه وغيرها، مؤكدا على أهمية التعاون في مجال إنشاء منطقة أو مناطق اقتصادية بحرية تستهدف كل من القارة الأفريقية وكذلك أمريكا اللاتينية، والتواصل بشأن التعاون حول المواضيع التي يطرحها الجانبان في المنظمة البحرية الدولية.
وفي مجال الطاقة، شدد البرنامج على ضرورة تعزيز التعاون العملي في مجال النفط والغاز الطبيعي اعتماداً على التقنيات الحديثة، بما في ذلك الاستفادة من خبرات الصين في التنقيب والاستكشافات والنقل للنفط والغاز الطبيعي، مع تعزيز الاستثمارات وفقاً للقوانين واللوائح والتشريعات السائدة لدى الجانبين فضلا عن تشجيع فرص الاستثمار في مجال الطاقة المتجددة.
وحث البرنامج على دعم التعاون في مجال البحوث والتخطيط لتنفيذ المشاريع الكبرى في مجال الطاقة المتجددة، وتنفيذ مشاريع ريادية وتجريبية تتمتع بالجدوى الفنية والاقتصادية والبيئية، مشيرا إلى عقد ملتقى الصناعة النووية بين الصين والدول العربية في إطار منتدى التعاون الصيني العربي لتعزيز التعاون الثنائي في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية.
وأفاد بأن كلا الجانبين اتفقا على مواصلة التعاون في مجالات حماية البيئة والسياسات والتشريعات البيئية ومكافحة تلوث المياه والهواء والتربة والوقاية منه ورفع وعي الجماهير بحماية البيئة وتقييم الأثر البيئي والرصد البيئي وصناعة حماية البيئة وتقنياتها وحماية التنوع الأحيائي، مؤكدا أهمية إنشاء آلية للتعاون الزراعي بين الدول العربية والصين والعمل إنشاء أنظمة سوق المنتجات الزراعية والثروة الحيوانية والسمكية والصناعات الغذائية والخدمات البيطرية.
وفي مجال السياحة، أكد البرنامج على أهمية تشجيع التعاون والترويج السياحي بين المؤسسات والشركات السياحية من الجانبين وتعزيز التعاون في مجال الأمن السياحي، مشددا على ضرورة دعم التعاون في مجال تنمية الموارد البشرية وتعزيز تأهيل الكفاءات العربية.
وأكد البرنامج التنفيذي أهمية تعزيز التعاون في مجال الملكية الفكرية، خاصة في مجال مراجعة براءات الاختراع وبناء القدرات وتبادل الأفراد وتبادل البيانات والمعلومات، لافتا إلى اهتمام الصين بدعم التعاون الثقافي مع العالم العربي من خلال عدة فعاليات من بينها “مهرجان طريق الحرير الدولي للفنون” و “مهرجان طريق الحرير البحري الدولي للفنون” و” معرض طريق الحرير الدولي للثقافة (دونهوانج)”، وأهمية دعم الحوار بين الحضارتين العربية والصينية من خلال التواصل بين المؤسسات الفكرية والخبراء والباحثين بهدف تعزيز الفهم المتبادل والصداقة بين شعوب الجانبين.
وفي مجال التعليم والبحث العلمي، شدد البرنامج على ضرورة تشجيع التواصل بين المؤسسات التعليمية والبحثية لدى الجانبين، وتعزيز ودعم التبادل بين الجامعات العربية والصينية وزيادة عدد المنح الدراسية الحكومية بخطوات تدريجية، بما في ذلك على مستوى الماجستير والدكتوراه فضلا عن إقامة مختبرات مشتركة في المجالات ذات الأولوية والاهتمام المشترك.
وأكد أهمية تعزيز التعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا في ضوء حرص بكين على تقاسم خبراتها مع الجانب العربي في مجال بناء وتطوير حديقة العلوم والتكنولوجيا وإجراء التعاون العملي في مجالات تخطيط وبناء الحديقة والاستشارة السياسية وتكوين الكفاءات والمواءمة مع الصناعات وغيرها.
وفي مجال الصحة، شدد على ضرورة تشجيع نقل التكنولوجيا الطبية وتعزيز تبادل المعلومات بين الحكومات في مجال القوانين والسياسات الطبية وإجراء البحوث والتجارب الطبية، والتعاون بين المؤسسات العلاجية العربية والصينية، وتعزيز التعاون في مجال البحث الطبي والطب التقليدي والأدوية التقليدية.
وفي مجال الإعلام، أشار البرنامج إلى أهمية تشجيع التواصل بين المؤسسات الإعلامية العربية والصينية، ودعم الأنشطة الإعلامية المشتركة مؤكدا علي أهمية دعم التعاون الأهلي من خلال التواصل بين الجانب الصيني وجامعة الدول العربية في مجال الشباب ..ومن المخطط دعوة الممثلين الشباب من الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية وكذلك الإعلاميين الشباب إلى المشاركة في مهرجان الشباب الآسيويين والأفارقة كل سنة في الصين في الفترة ما بين عامي 2018 و2020.