القصة بدأت بمحاولة دمج محتوى إعلامى عن برنامج للطبخ مع محتوى إعلانى وهو الترويج لمنتج دجاج، الأمر الذى وإن كان جائزا للشيفات ومقدمى برامج الطعام، فهو بالتأكيد غير جائز للدعاة والبرامج الدينية، فمن الطبيعى أن نخلط المنتجات الغذائية فى وصفات الطبيخ، ولكن من غير الطبيعى دمجها فى وصفات الدين ووضعها فى موازين الحسنات والسيئات، وجعلها سبيلا إلى رضى الله، ولكن هذا هو ما حاول الداعية عمرو خالد فعله، ليتحول فى ليلة وضحاها من داعية يحصل على ثقة الكثيرين إلى الاسم الأول فى قوائم اهتمامات المصريين، ليس بسبب النجاح، ولكن بسبب الغضب العارم الذى آثاره.
ولعل أبرز أجزاء الإعلان التى آثارت الجدل هو قول عمرو خالد: «إنه لن ترتقى الروح إلا حينما يكون جسدك وبدنك صح.. ومع وصفات آسيا ارتقائك مع ربنا فى قيام الليلة والتراويح أفضل»، لترد الشيف آسيا عثمان عليه: «سفرة الوطنية ستكون على صفحة دجاج الوطنية، وصفحة عمرو خالد، وصفحة آسيا عثمان».
نعم عمرو خالد وليومين كاملين كان الاسم الأول، أو كما نقول متصدرا لقائمة الموضوعات الأكثر تداولا «تريند» على موقع التدوينات القصيرة تويتر، وتمكن من هزيمة المسلسلات والدراما والنجوم والمقالب وكل شىء، ولكن مع الأسف الصدارة لم تكن لدعم عمرو خالد بقدر ما كانت لشن الهجوم عليه، والتأكيد على أن مكانته سقطت فى قلوب الكثيرين من عشاقه.
المفاجأة أنه عقب ساعات من انتشار فيديو الدجاج، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعى فيديو جديدا يقوم فيه عمرو خالد، وبنفس طريقة خلط الدين بالإعلان، بالدعاية لمنتج عطور جديد، ويقول عمرو خالد خلال الإعلان الجديد: «إن الكثير من الدعاة يشعرون بالخجل فى الحديث عن أشياء مثل العطور، ولكنى أشعر بانسجام نفسى لأنى أكثر شخص فى الدعاة فى العصر الحديث تحدث عن قيم الجمال، ومن يشكك فى قيم الجمال يشكك فى الإسلام نفسه، وأنا أعتقد أن مهنة العطور والطريقة التى يعرض بها عبدالصمد القرشى تتفق مع قيم الجمال الإسلامية».
أحد أكثر التدوينات التى نشرها رواد مواقع التواصل الاجتماعى جاء فيها: «ما قدرتش أضحك على إعلان فراخ عمرو خالد بالعكس أنا شايفاه مرعب.. لما ربنا يسحب بساط ستره من عليك، ويرميك لتنهشك الألسن، لما يحرمك البصيرة والوعى بالزمان والمكان ويسلط عليك نفسك، لما يبدلك بعد الشهرة والنفوذ، حماقة وضيق أفق وشهوة للشهرة تخليك أضحوكة ومسخة بعد أن كنت فيهم مرجوا!».
وكتبت إيمان عكور: «لم تخجل من نفسك ومن دينك وأنت تؤدى هذا الإعلان المخجل الذى تضحك به على عقول الناس باسم الدين.. منذ متى وأكل الدجاج هو السبب كى ترتقى الروح وتؤدى العبادات وتتواصل مع الله.. ألا تخجل من نفسك.. أم أنه الجشع.. مثلك من يشوه الإسلام.. من أجل مكاسبه الخاصة».
وعلق عبدالمنعم الأحمد: «سبحان الله عمرى ما ارتحت له، كوّن له قاعدة جماهيرية بسبب قدرته على التأليف والاسترسال بالحديث أيضاً بسبب القصص الدينية اللى حافظنها، واليوم اشتغل بالتسويق لدجاج.. هل الفلوس أصبحت أهم من الدين؟!».
صناع «الكوميكس» أيضا شنوا هجوما على عمرو خالد، ووضعوا صورته على صورة أحد أشهر ماركات الدجاج العالمية بتعليق «تتبيل الخطاب الدينى»، كما صنعوا صورة أخرى له مع أحد أشهر الألعاب المرتبطة بصيد الدجاج على الحواسب».
وقدم عمرو خالد اعتذارا عن الإعلان عقب الغضب العارم الذى شنه الجمهور عليه، قائلا أنه خانه التعبير ما أدى لفهم حديثه على أنه استغلال للدين للترويج لمنتج موضحا أن هذا خطأ وغير مقبول.
وأضاف عمرو خالد: “أنا مش هدى مبررات وأقول إن الشركة دى بتعمل أعمال خيرية، لكن أتحمل بالخطأ بالكامل وأنا المسئول عنه، أنا بقالى 20 سنة بشتغل كان فيها إنجازات وفيها أخطاء، أنا بشر أصيب وأخطئ، والله أعلم بنيتى”.