عقب ثورة 30 يونيو، وجه التنظيم الدولى للإخوان، وداعميه فى قطر وتركيا، قنوات وأنهارا من الأموال لتمويل نشاط الجماعة وحلفائها، فانضم لها عشرات من كل التيارات السياسية، ومع تراجع التمويل، ظهر الانشقاق.
منذ اللحظة الأولى كان تحالف عناصر من القوى السياسية المدنية والحركات الثورية مع الإخوان تحالفا انتهازيا، بدافع المصلحة والبحث عن التمويل، وخلال الشهور الأخيرة ضرب الانشقاق جماعة الإخوان وتنظيمها الدولى، وتبادلوا الاتهام بالسرقة، وتراجع تدفق الأموال من مراكز الجماعة الاقتصادية لحلفائهم، والأمر نفسه فى قطر التى تواجه أزمة حادة منذ قرار الرباعى العربى بقطع العلاقات الدبلوماسية فى يونيو الماضى، وتركيا التى يخوض رئيسها رجب طيب أردوغان صراعا مريرا مع القوى السياسية، وسط صدامات مع الأحزاب واعتقالات واسعة فى صفوف الصحفيين والشخصيات العامة، ما جفف منابع تمويل المتحالفين مع الإخوان، وترك مساحة لبروز الخلافات التى كانت مخفية تحت المصالح الاقتصادية.
طوال الشهور الماضية تواصلت صدامات وخلافات الإخوان وحلفائهم، واتهاماتهم بعضهم بالفساد والسرقة والاختلاس، كما يحدث فى قناة الشرق الموالية للجماعة، بين مالكها أيمن نور والعاملين فيها من شباب الجماعة والقوى السياسية التابعة لها، وفى مفاجأة جديدة فى إطار مسلسل الفضائح الإخوانى، كشفت قيادية بحركة 6 أبريل عن فضيحة جديدة للجماعة.
قالت سوسن غريب، منسقة حركة 6 أبريل فى الولايات المتحدة الأمريكية، إن محمد شرف، المتحدث باسم ما يُعرف بـ”المجلس الثورى المصرى” الذى كونته وتقوده جماعة الإخوان الإرهابية اختلس خلال عمله أستاذا فى قسم الكيمياء بكلية العلوم جامعة حلوان فى العام 2009، 41 ألف جنيه، وتم عزله من منصبه من خلال مجلس تأديب هيئة التدريس فى الجامعة، وإلزامه بدفع المبلغ، ونشرت مستندا يثبت صحة الواقعة.
وأثار المستند الذى كشفت عنه منسقة 6 أبريل عن أزمة بين المقربين من جماعة الإخوان الإرهابية وغيرهم من أعضاء ما يُعرف بـ”المجلس الثورى”، إذ رد عدد من المقربين من “شرف” على الوثيقة بالنفى، متهمين سوسن غريب بالعمالة والتشويه، إذ قالت إحدى التابعات لمحمد شرف، إن هذا القرار فى أيام مبارك، واتُّهم وعُزل فيه وقتها، ومن سرّب هذا القرار هو الدكتور يحيى القزاز، الأستاذ فى الجامعة، دون أن تنفى الواقعة نفسها.