قال مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام أن المجلس يجتهد كي تعتمد نقابات واتحادات الصحافة والإعلام في العالم العربي معايير أخلاقية تتمثَّل في أكواد يلتزم بها الإعلام والصحافة تجاه المرأة والطفل والعلاقات العربية العربية تلزم الإعلام والصحافة احترام الشعوب والبعد عن شطط الخلاف بحيث يتم توثيقها في الجامعة العربية.
وقال مكرم، في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للملتقى الإعلامي للشباب في دورته السابعة الذي انطلق بالجامعة العربية، إن الإعلام في العصر الحديث وجد أن مكانه الصحيح ألا يكون جزءا من السلطة التنفيذية الحاكمة وأن وزارة الإعلام قد لا تكون الحل الأمثل لضمان مشترك صحيح يربط أفراد المجتمع الواحد .
وأضاف أن المهنية والمواثيق الأخلاقية والتمسك بأصول الحرفة ومحدداته الأصلية هى العنصر الأساسي الذي يضمن تلازم الحرية والمسئولية في الوقت نفسه وينظم الحدود الفاصلة بين حريات الإنسان وحريات الآخرين، وقال “لقد اخترنا في مصر تجربة وليدة ولَم تكمل بعد عامها الأول وهي أن نكوِن مجلسا لتنظيم الإعلام وليس وزارة للإعلام”.
وأوضح أن الفارق كبير بين الأمرين، لأن المجلس لايمثل السلطة التنفيذية فقط ولكنه يمثل أيضا أصول المهنة وأخلاقياتها ويمثل الدولة المصرية بأكثر من أن يمثل حكومتها ويرعى المجتمع المصري ويعتبر المرجعية الأساسية في مواثيق المهنة الأخلاقية ويمثل الضمير المهني الذي ينبغي أن يكون يقظا في كل الأحوال.
وذكر مكرم أن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر يضبط الإيقاع لمهنتي الصحافة والإعلام ويحدد المعايير الصحيحة لهما ويعطي تراخيص البث ويساءل ويحاكم كل وسائل الإعلام وأدواته خاصة فيما يتعلق بآداب المهنة وضوابطها وله أن يثيب ويعاقب ويفرض غرامة ويمنع الظهور ويحدد شروطه وأدواته.
وقال إن لجانا عديدة تعاون المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام على أداء مهامه أبرزها لجنة الإعلام الرياضي التي تضبط السلوك القيمي في الملاعب والأندية ويشارك في أعمالها الاتحاد العام لكرة القدم، مضيفا أن هناك لجنة الإعلام الديني التي قصرت بتوصياتها حق الفتوى الرسمية على الأزهر ودار الإفتاء اللذين لهما وحدهما حق معاقبة من يفتي بغير علم، أما الحديث عن الدين فمباح دون قيود سوى التمسك بقيم السماحة.
ولفت إلى أن هناك لجنة الدراما المشكلة من نخبة للمتخصصين في الدراما ولا تتدخل بالرأي في العمل الدرامي ولكنها تعنى بقواعد الأداء الذي يرقى بالذوق العام.
وتابع قائلا “هناك لجنة الشكاوى التى تتلقى شكاوى الجماهير والمجتمع من أداء الإعلام والصحافة وتحققها على نحو قانوني صحيح وترفعها إلى المجلس الأعلى كي يتخذ فيها الإجراء الصحيح”.
وأوضح أنه برغم حداثة التجربة تحظى قرارات المجلس الأعلى باحترام بالغ ويتم تنفيذها جميعا على وجه الدقة ويؤمن المجتمع المصري بفاعليتها وقدرتها على ضبط العديد من الأنشطة المتعلقة بالرأي العام المصري ويتحمس لها جموع شباب الإعلاميين والصحفيين في مصر لأنها تصون مبادئ المهنة وتمنع الغث وتحمي حرية الرأي والإبداع..وأعرب عن سعادته لانعقاد هذا الملتقى بالجامعة العربية الذي تقف على رأس أهدافه تأسيس جيل إعلامي شبابي واعد.
ونوه رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بأن تأسيس جيل إعلامي واع من الشباب العربي لا يأتي صدفة أو بمجرد التمني وإنما هو عمل مخطط مدروس ينبغي الإعداد له على نحو علمي موضوعي في مواقع عديدة أبرزها معاهد الإعلام وجامعاته في العالم العربي التي يتحتم أن تلاحق تطورات العصر وتقنيتها الجديدة وجعلت علوم الاتصال الحديثة شرطا مهما لا غنى عنه بعد أَن سقطت حواجز الجغرافيا وموانع الرقابة وأصبحت حريات انتقال الأشخاص والأفكار والأموال جزءا لا يتجزأ من منظومة عالمنا الجديد الذي تحول بالفعل إلى قرية صغيرة متشابكة .