قالت وسائل إعلام سورية رسمية إن عدداً من المسلحين الموجودين في منطقة الغوطة الشرقية على مشارف دمشق قد غادروها .
وعرض التلفزيون السوري الحكومي لقطاتٍ قال إنها لثلاثة عشر مسلحاً وأسرهم، وهم يغادرون المنطقة المحاصرة منذ عدة أعوام.
كما ذكرت وسائل إعلام أن قافلة مساعدات قد دخلت، رغم استمرار القصف والغارات الجوية، إلى الغوطة التي تشهد قتالا ضاريا بين فصائل المعارضة وقوات الجيش السوري.
وجرى إفراغ شحنات المساعدات وسط تحليق للطيران الذي كان ينفذ غارات جوية على المناطق الريفية بمدينة دوما السورية.
ويعيش المدنيون في مناطق الغوطة الشرقية، التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، أوضاعا إنسانية صعبة، إذ يواجهون حصارا شديدا في ملاجئ تحت الأرض.
ومنذ 18 فبراير/ شباط الماضي، تشن القوات الحكومية السورية هجمات عنيفة على المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة في الغوطة.
وقد خلف القتال أكثر من 930 مدنيا بينهم مائتا طفل، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا.
وتقول دمشق وموسكو إن الهجوم خطوة ضرورية لمنع المتشددين الإسلاميين من السيطرة على المدنيين بالمنطقة التي يسكنها نحو 400 ألف شخص.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنه جرى تسليم 2400 حاوية للأغذية تكفي نحو 12 ألف شخص لشهر إضافة إلى 3248 كيسا من الدقيق.
وقال منسق الأمم المتحدة بسوريا، علي الزعتري، في تصريحات صحفية إن الغارات الجوية بالقرب من مدينة دوما عرضت القافلة للخطر، كما أضاف مسؤول عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالشرق الأوسط، روبرت مارديني، أن “القتال اندلع رغم الضمانات.”
لكن التلفزيون الرسمي السوري قال إن معبر الوافدين، الذي دخلت منه قافلة المساعدات، تعرض لإطلاق قذائف ورصاص من داخل الغوطة، في إشارة منه إلى المسلحين.
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، الأمير زيد بن رعد الحسين، في تصريحات، إن الهجوم “لا يمكن استمراره قانونيا أو أخلاقيا.”
وطالبت منظمة أطباء بلا حدود “جميع الأطراف المتنازعة بالسماح بإعادة إمداد الأدوية المنقذة للحياة والمواد الطبية دون عقبات.”
وطالبت وكالات الإغاثة الأممية دمشق وموسكو بإيقاف القتال والسماح بإيصال الإمدادات الغذائية للمدنيين.
ويقول بلال أبو صلاح، أحد سكان دوما، لوكالة رويترز، إن نقص المواد الأساسية ما زال حادا.
وأضاف: “عائلات بأكملها تأكل وجبة واحدة لأيام.”
وتمثل السيطرة على الغوطة الشرقية للرئيس السوري، بشار الأسد، انتصارا كبيرا، في الوقت الذي تستفيد فيه قواته من تقدمها العسكري منذ تدخل روسيا في الحرب عام 2015.
واستعادت القوات الحكومية مساحات شاسعة من الأراضي منذ ذلك الوقت.
في السياق ذاته ، أعلنت جماعة جيش الإسلام المعارضة نقل مقاتلي جبهة النصرة، المرتبطة بالقاعدة، المحتجزين لديها بالغوطة إلى إدلب التي تسيطر عليها المعارضة.
وعرضت لقطات للتلفزيون السوري الرسمي لمقاتلين في حافلة واحدة في الممر الذي حددته الحكومة السورية لإجلاء المدنيين.
لكن جماعتا جيش الإسلام وفيلق الرحمن، أحد الفصائل الرئيسية المسلحة في سوريا، نفيا تفاوضهما مع دمشق أو روسيا بشأن عملية الإجلاء.
وعرضت روسيا خروجا آمنا على مسلحي المعارضة على أن يصطحبوا عائلاتهم وأسلحتهم الخفيفة فقط.
وتتهم دمشق وموسكو مسلحي المعارضة بإطلاق النار على المدنيين لمنعهم من الفرار من القتال نحو مناطق تسيطر عليها الحكوم.
لكن المسلحين ينفون ذلك، ويقولون إن المدنيين لم يعبروا إلى الأراضي التابعة للحكومة خوفا من اعتقالهم.