كتبت: مروة أحمد
يعتبر الغاز الطبيعى مصدر للطاقة البديلة ومن افضل المحروقات سريعة الكفاءة وقليلة الانبعاثات الملوثة للبيئة، والمنطقة العربية – أو منطقة الشرق الأوسط عموماً – حباها الله بأن جعل بها جانب كبير من الاحتياطيات العالمية من البترول والغاز الطبيعى، ومنذ تولى الرئيس “عبد الفتاح السيسى” للحكم فى عام 2014 تكثف القاهرة جهودها لجذب الاستثمارات الأجنبية إلى قطاعها النفطي لتتحول إلى مركز إقليمي لتجارة وتداول البترول والغاز، وايضاً الوصول إلى حد الاكتفاء الذاتي من الطاقة دون اللجوء إلى الاستيراد من الخارج الذي يكلفها ملايين الدولارات شهريًا.
لقد دخلت منطقة شرق البحر المتوسط بعد الاكتشافات المذهلة الاخيرة مدار الاهتمام الاقليمي والعالمي في مجال الطاقة، فعلى مدار السنوات القليلة الأخيرة تم اكتشاف ثلاثة حقول غاز كبيرة في شرق البحر المتوسط هي حقل «ليفياثان» الواقع على بعد 130 كيلومترًا من مدينة حيفا في إسرائيل، حقل «أفروديت» الواقع قبالة الساحل القبرصي، وحقل «ظُهَر» في المياه المصرية على بعد حوالي 193 كيلومترًا شمال مدينة بورسعيد وقد اطلق عليه هذا الاسم نظراً لكون هذه المنطقة من أولى المناطق التي تُشرق عليها الشمس في مصر.
ويعتبر “ظهر” هو أكبر اكتشاف تحويلى غازى في مصر والبحر المتوسط وواحداً من أكبر الاكتشافات الغازية في العالم، سيلبي احتياجات الغاز المتزايدة في مصر لعقود مقبلة ليصبح بذلك أحد أهم المشاريع التي ستحقق رقماً قياسياً للإقتصاد المصرى.
يقع الحقل ضمن مجمع شروق الذي تبلغ مساحته 3,752 كم مربع داخل المنطقة المصرية الاقتصادية في البحر المتوسط، ويبعد عن الساحل بحوالي 150كيلو مترا، ويبلغ حجم احتياطاته ثلاثين ترليون قدم مكعب ما يمثل 5.5 مليار برميل من البترول المكافئ، ويحتل مساحة 100 كيلومتر مربع، ووفقاً لشركة “إينى” الايطالية فقد تم حفر الحقل على عمق 1450 مترا ووصل الآن إلى عمق 4131 متراً، كما بلغت استثماراته حتى الوقت الراهن خمسة مليارات دولار فى حين تبلغ إجمالي الاستثمارات المتوقعة 12 مليار دولار.
في ديسمبر 2017 بدأ “ظهر” بإنتاج أولي بلغ 350 مليون قدم مكعب يومياً ومن المتوقع أن يرتفع إلى مليار قدم مكعب في يونيو 2018 ثم 2.7 مليار مكعب بنهاية 2019، فى حين يقدر الاحتياطي بنحو 30 تريليون قدم مكعب وهو ما يساوى احتياطي الغاز لدى كل من عمان وإسرائيل معا، ومع انتهاء المرحلة الأولى من إنتاج الحقل وتشغيل عدد من الحقول الأخرى، ستحقق مصر الاكتفاء الذاتى من الغاز الطبيعي نهاية العام الحالي لتتحول إلى مركز إقليمي للطاقة، والعودة عمليا إلى تصدير الغاز إلى أوروبا ودول الشرق الأوسط .