قال الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، إن انعقاد مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس جاء استمرارا لدور مصر والأزهر في الدفاع عن القضية الفلسطينية والقدس الشريف، مؤكدا أن كل احتلال إلى زوال إن عاجلا أم آجلا وعاقبة الغاصب معروفة ونهاية الظالم وإن طال انتظارها معلومة ومؤكدوأضاف الطيب ـ في مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الأربعاء ـ” نرحب بجميع الحضور في مصر وفي رحاب الأزهر الشريف للمشاركة في المؤتمر الدولي لنصرة القدس والمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسول الله محمد (ص)”.
وتابع” إن هذا المؤتمر ينعقد تحت رعاية كريمة من الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يرعى مع مصر وشعبها قضية فلسطين الحبيبة وخاصة ما آلت إليه مؤخرا من تعقيدات السياسات الجائرة والقرارات غير المسئولة، مضيفا إنه يدعو لكل القادة العرب والمسلمين وشرفاء العالم بالسداد والقوة والعزم والصلابة التي لا تلين إلا بالحق والعدل وإنصاف المستضعفين.
كما وجه التحيه للرئيس الفلسطيني محمود عباس، ودعاه إلى مواصله الثبات والصمود، مشيرا إلى أنه منذ العام 1948 من القرن الماضي والأزهر الشريف يعقد المؤتمرات عن فلسطين والمسجد الأقصى والمقدسات المسيحية في القدس، وتتابعت هذه المؤتمرات حتى بلغت 11 مؤتمرا وحضرها كبار العلماء من أفريقيا وآسيا وأوروبا حيث قدمت فيها أبحاث غاية في الدقة والعمق وكانت هذه المؤتمرات في كل مرة تعبر عن رفض العدوان الصهيوني على مقدسات المسلمين والمسيحيين واحتلال المسجد الأقصى وحرقه وانتهاك حرماته بالحفريات والأنفاق والمذابح في ساحته واغتصاب الآثار المسيحية وتدميرها من كنائس وأديرة ومآوي ومقابر في القدس وطبريا ويافا.
وأضاف” إن الأزهر يدعو اليوم في المؤتمر الثاني عشر بعد 30 سنة من آخر مؤتمر انعقد بشأن القضية الفلسطينية والمقدسات الإسلامية والمسيحية، ..مؤتمر اليوم رغم الثراء الهائل بهذه العقول النيرة من الشرق والغرب قد لا يتوقع منه أن يضيف جديدا لما كتب من قبل في هذه القضية وفيما يتعلق بأبعادها السياسية ولكن حسب هذا المؤتمر يدق من جديد ناقوس الخطر ويشع لما عساه خبى وخمد من شعلة العزم وما استقر عليه أمر العرب المسلمين والمسيحيين وعقلاء الدنيا وشرفائها من ضرورة التصدي للعبث الصهيوني الهجمي في القرن الحادي والعشرين الذي تدعمه سياسات دولية ترتعد فرئسها ان فكرت في الخروج قيد أنملة عما يرسمه هذا الكيان الصهيوني”.
وأكد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب أن الزوال هو مصير المعتدين وأن كل قوة متسلطة محكوم عليها بالانحطاط، مستشهدا بحملات الفرنجة التي يسميها الغرب الصليبية والتي طاب لها المقام في فلسطين 100 عام والدول التي طالما تباهت بأن الشمس لا تغرب عن مستعمراتها، والاستعمار الأوروبي وهو من يحمل عصاه وهو يرحل عن المغرب والجزائر وتونس ومصر والشام والعراق والهند واندونسيا وجنوب أفريقيا والصومال ونظام التمييز العنصري وما آل إليه على يد شعب موحد حر..اسألوا كل هؤلاء لتعلموا من جديد.
وأكد شيخ الأزهر ـ خلال كلمته في مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الأربعاء ـ ضرورة امتلاك القوة التي ترعب العدوان وتكسر أنفه وتجعله يفكر ألف مرة قبل أن يمارس طغيانه واستهتاره واستبداده.
وأضاف” إننا دعاه سلام بامتياز، ونبينا الكريم نهانا عن أن نتمنى لقاء العدو وأمرنا أن نسال الله العافية، غير أن السلام الذي ندعو إليه هو السلام المشروط بالعدل والاحترام وانتزاع الحقوق التي لا تقبل البيع ولا المساومة ولا الشراء..سلام لا يعرف الذل ولا الخنوع ولا المساس بذرة واحدة من تراب الأوطان والمقدسات، وسلام تصنعه قوة العلم والتعليم والاقتصاد والتسليح الذي يمنحنا الرد الصاع صاعين.
وأعرب الطيب عن أمله في أن يتمخض هذا المؤتمر عن نتائج عملية غير تقليدية تستثمر فيها الطاقات وتنظم الجهود مهما صغرت، وأول ذلك وأهمه هو إعادة الوعي بالقضية الفلسطينية عامة وبالقدس خاصة، ” فالحقيقة المرة هي أن المقررات الدراسية في مناهجنا التعليمية والتربوية في كل مراحل التعليم عاجزة عن تكوين أي قدر من الوعي الصحيح بهذه القضية في أذهان ملايين الملايين من تلاميذ العرب والمسلمين وشبابهم، فلا يوجد مقرر واحد يخصص للتعريف بخطر القضية وإلقاء الضوء على تاريخها وحاضرها وتأثيرها في مستقبل شبابنا الذي سيتسلم راية الدفاع عن فلسطين”.
وأضاف” إن ما نفتقده في مناهج التعليم..نفتقده أيضا في وسائل الإعلام المختلفة في عالمنا العربي والإسلامي، فالحديث عن فلسطين وعن القدس رغم عشرات الفضائيات لا يكاد يتجاوز خبرا من الأخبار العارضة أو تقريرا رتيبا من تقارير المراسلين، مؤكدا أن القرار الجائر للرئيس الأمريكي دونالد ترمب الذي أنكرته شعوب الأرض المحبة للسلام يجب أن يقابل بتفكير عربي وإسلامي جديد وجاد يتمحور حول تأكيد عروبة القدس وحرمة المقدسات الإسلامية والمسيحية وتبعيتها لأصحابها، وأن يرقى ذلك ليصبح ثقافة محلية وعالمية.
وتابع” علينا ألا نتردد أو نخجل من التعامل مع قضية القدس من منظور ديني إسلامي أو مسيحي، ومن أعجب العجب أن يهمش البعد الديني في مقارباتنا للقضية الفلسطينية”.
وأضاف” لدي مقترحا أشرف بطرحه بين أيديكم وهو أن يخصص عام 2018 ليكون عاما للقدس الشريف، تعريفا به ودعما ماديا ومعنويا للمقدسيين ونشاطا ثقافيا وإعلاميا متواصلا تتعهده المنظمات الرسمية كجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والجامعات العربية ومنظمات المجتمع المدني وغيرها”.