بقلم إسلام جابر:-
في الوقت الذي فيه صارت الصحافة “مهنة من لا مهنة له” انتشر الانحطاط الصحفي وأصبح ميثاق الشرف الصحفي وأخلاقيات المهنة في خبر كان.
حيث خرجت إلينا مدعية الصحف المصرية بعبارات تحمل إيحاءات جنسية تمدح فيها نادي كبير فاز في مباراة كرة قدم على فريق أخر كبير، ظنا منها أنها بذلك ستحوذ على إعجاب جماهير الفريق الفائز ولتنتقم بشكل مبتذل من “المستشار” الذي تصدى لعدد من أخبارها الكاذبة، مما أثار في نفسية القائمين على تلك الجريدة غريزة الانتقام.
واستغل صحفيو جريدة “الوهن” خسارة الفريق الكبير لينالو منه بشكل مشمئز، من خلال عبارة “في الحلال”، والشئ المثير للتساؤلات بل والتخوفات، أننا لم نجد أي قرارات عقابية من الجهات والمؤسسات المعنية بتطبيق ميثاق تاشرف الصحفي وأعني “نقابة الصحفيين” و”المجلس الأعلى للإعلام” وهي التي لا تترك وسيلة إعلامية تنشر مثل تلك الايحاءات دون إصدار البيانات الاحتجاجية وتوجيه الملاحظات، بل أن الأمر وصل في بعض الأحيان لوقف مقدمي برامج بسبب كلمات صدرت من أحد الضيوف دون تدخل من المذيع، فما بالك بالصحفي الذي يكتب تلك العبارات بمحض إرادته الكاملة.
فبعد العديد من البحث والاستقصاء من خلال عددا من الصحفين العاملين بالساحة الرياضية، عبروا لي عن مدوامة «الوهن» في الانحدار وضرب المثل في تكوين ومضمون الصحافة الصفراء خاصة وأنها تلعب علي أوتار القضايا التي تشغل قطاع كبير من الجماهير وليس بحرفية أو موضوعية بل وعلي العكس تقوم بتضخيم وتهويل كل المعلومات البسيطة التي لا تكتبها الجرائد صغيرة الحجم والانتشار في أحد صفحاتها الداخلية، ولن تكتفي الوهن بالتهويل حتي وصل بها الأمر بابتداع وتآليف عدد من الأخبار في محاولة لجذب انتباه المتابعين للرياضة المصرية.
وكانت المفاجآه التي لم أتوقعها شخصيا فعندما تواصلت مع أحد الصحفيين العاملين بالوهن لاستطلاع رأيه حول تلك القضية قال لي “لا أخفيك سرا فأنني أعمل في بلاط صاحبة الجلالة – الصحافة – كما تعلم فلم أري في حياتي تحيزا صحافيا لطرف علي حساب آخر مثلما رأيت في قسم الرياضة بالجريدة، ولكن هناك مسببات لذلك حيث نشبت خلاقات كبيرة بين عددا من العاملين بالقسم وأحد القيادات بالجريدة مع «المستشار» ووصل الأمر إلي القضاء ومنذ حينها انتهجت الجريدة سياسة الانحياز اتجاه الفريق المنافس لنادي «المستشار» ولا أعلم متي ستنتهي تلك المهزلة التي أزعجت عدد كبير من العاملين بالجريدة مع مختلف انتمائتهم الكروية”.
وبذلك وعلي حد وصف زميلي فهي مهزلة بكل المقاييس حيث أن استخدام الايحاءات الجنسية في الصحف ووسائل الإعلام سيشعل فتيل الفتنة بين مشجعي الفريقان وسيخرج الـمر من إطار التشجيع ويدخل نفق مظلم وسيل كبير من الألفاظ الغير مآلوفة والجارحة لمسامع عدد كبير من جماهير، حيث أن تبادل بعض الكلمات بين المشجعين من خلال شبكات التواصل الاجتماعي أمر وطبعها علي صفحات الجرائد آمر آخر.
الصحافة ليست مجالا لتخليص الحسابات .. وليست مهنة لتحقيق الرغبات .. ولا شاشة لدعم الانتماءات .. وليست منبر لترويج الشائعات .. ولا وسيلة لنشر الانحطاط .. «قولا واحدا لا لسياسات الوهن».