دشن الرئيس عبد الفتاح السيسي “عام الأشخاص ذوي الإعاقة”، باستقبال الرياضيين الفائزين بميداليات وجوائز في البطولات الرياضية العالمية، والأجهزة الفنية التي تولت تدريبهم، وذلك في اليوم الأول من عام ٢٠١٨، تفعيلا لموافقته بأن يكون عام 2018 عاما “للأشخاص ذوي الإعاقة”، تلك الموافقة التي جاءت بعدما قدم أحد المشاركين في المؤتمر الوطني للشباب الذي عقد بالإسماعيلية اقتراحا للرئيس بهذا الشأن، داعيًا إلى أن يكون هناك عام لفئة المعاقين على غرار “عام المرأة المصرية ” في ٢٠١٧، وعام “الشباب ” الذي احتضن فعالياته عام ٢٠١٦.
ويعد “عام الأشخاص ذوي الإعاقة” خطوة من الرئيس تجاه هذه الشريحة التي تمثل نسبة كبيرة من المجتمع المصري والتي يتراوح قوامها ما بين ١١ إلى ١٤ مليون معاق، واعتراف صريح من أعلى مستوى في الدولة بحقوقهم كمواطنين مصريين من حقهم التعايش السلمي مع إعاقاتهم في المجتمع، وأول تلك الحقوق حقهم في العيش بكرامة ذلك الحق الذي يكفله لهم الدستور والاتفاقية الدولية، ويتحقق بحقهم في التوظيف وحقهم في الضمان والحماية الاجتماعية، يليه حقوقهم في التعليم والصحة والثقافة والسياسة والرياضة، بالإضافة إلى أن هذا العام يتيح للمجتمع بكل شرائحة الفرصة لزيادة الوعى بقضايا أبناء هذه الشريحة، وتقبل اختلافهم ومحاولات دمجهم في المجتمع، خاصة وأن منهم من أبهر العالم بتحديه لإعاقته ومثابرته وعمله الجاد والمتقن، وأصبح صورة وواجهة مشرفة لمصر في البطولات العالمية بإحرازه للميداليات.
في هذا الإطار، وجه الرئيس أجهزة الدولة عامة، والأجهزة الرياضية المعنية خاصة، بضرورة توفير الإمكانات اللازمة للرياضيين الأبطال من ذوي الإعاقة، ودعمهم بشكل كامل، وتذليل كافة الصعاب أمامهم بما يمكنهم من مواصلة النجاح وتحقيق مزيد من الإنجازات الرياضية مستقبلا، بما يجعلهم نموذجا وقدوة يحتذى بها كل صاحب إعاقة وأسرته .
نتائج مبهرة، وأرقام ومراكز متقدمة، متمثلة في ١١ ميدالية ذهبية وفضية وبرونزية، حققها أبطال مصر من ذوي الاحتياجات الخاصة على منافسيهم من ٧٣ دولة من مختلف دول العالم التى شاركت في دورة الألعاب البارالمبية التي أقيمت في المكسيك مؤخرًا لتضاف إلى سجلهم الحافل بالميداليات الذهبية والفضية والبرونزية، مع إصرارهم على رفع اسم مصر أمام العالم، رافضين أن تكون إعاقاتهم عائقا في سبيل ذلك.
والألعاب البارالمبية، هي ثاني أكبر حدث دولي متعدد الرياضات، يشارك فيه رياضيون بدرجات إعاقة متفاوتة، منها ضعف القوى العضلية مثل (الشلل السفلي أو النصفي، الشلل الرباعي، الحثل العضلي، متلازمة ما بعد شلل الأطفال)، ومنها أيضًا اختلال في الحركة نتيجة عجز في الأطراف مثل البتر وكذلك قصر القامة والتوتر العضلى والرنح وضعف البصر وإعاقة النمو.
استعدادات مصر لعام الأشخاص ذوي الإعاقة بدأ قبل بداية عامهم ( عام ٢٠١٨)، ففي شهر ديسمبر الماضي، وفي إطار إحياء العالم لليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، الذي بدأت الأمم المتحدة الاحتفال به عام 1993، مستهدفة تعزيز فهم القضايا ذات العلاقة بالإعاقة وتحريك الدعم لحصول ذوي الاحتياجات الخاصة على حقوقهم في كافة أنحاء العالم، وافق مجلس النواب – خلال جلسته العامة التي عقدت برئاسة الدكتور علي عبد العال – على مواد مشروع قانون ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة، مما شكل طفرة كبيرة في مسار حصول هؤلاء الأشخاص على حقوقهم، بعد انتظار طويل.
قوة دفع قوية من المتوقع أن تتولد خلال هذا العام لجميع العاملين في هذا المجال، سواء مؤسسات دولة أو مجتمع مدني وجمعيات أهلية أو قطاع خاص ورجال أعمال لتتواصل وتتضافر الجهود من أجل دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع، وضمان تمتعهم بحقوقهم على قدم المساواة مع أفراد المجتمع الأسوياء.
ويعرف الشخص ذو الإعاقة بأنه الفرد الذي يعاني من قصور في القيام بدوره، ومهامه بالنسبة لأقرانه من نفس الشريحة العمرية والبيئة الاجتماعية والاقتصادية والطبية، تلك الأدوار والمهام قد تكون في مجال التعليم أو اللعب أو التكوين المهني أو العلمي أو العلاقات العائلية وغيرها.
وينتمي الفرد ذو الحاجات الخاصة إلى فئة أو أكثر من فئات الإعاقة البصرية بمستوياتها المختلفة، والإعاقة السمعية أو الكلامية أو اللغوية بمستوياتها المختلفة، والإعاقة الذهنية بمستوياتها المختلفة، والإعاقة البدنية والحالات الصحية الخاصة، والتأخر الدراسي وبطء التعلم، وصعوبات التعلم الأكاديمية والنمائية، والاضطرابات السلوكية والانفعالية، الإعاقة الاجتماعية وتحت الثقافية، والتوحد (الاوتيزم).
تعليقات فيسبوك